“إنك ميت وإنهم ميتون”

بقلم _ ناصر السلامونى

هكذا خاطب الله حبيبه محمد “صلى الله عليه وسلم” لأن الحقيقة الوحيدة التي نؤمن بها ولا نظن أنها ستطبق علينا هى الموت، فكل لحظة تمر علينا نرى الأموات تسرع بالأحياء إلى القبور لعلهم ينتهون أو يتنبهون ولكن النفس أمارة بالسوء فتمنى صاحبها بالأمنيات وتسوف له وتخبره أن الموت لا يأتيه أبداً .

كرهنا أن نفتح وسائل التواصل الإجتماعي لكثرة الوفيات شرقا وغربا بل وتتابع الزلازل والفيضانات والكوارث. ولكن أين نحن من كل ذلك.؟!

عندما تضع رأسك على وسادتك راجع نفسك واجر حصرا لمن توفى من أقاربك ثم أصدقائك ثم جيرانك ثم معارفك ستجد أن الدور آت عليك. ولكن هل أعددت نفسك له؟!

بصراحة هل أعددت نفسك للقاء ربك؟هل تخيلت نفسك وأنت بلا حول لك ولاقوة لاتستطيع أن تغسل نفسك؟ وهناك من يتولى ذلك عنك! هل رأيت نفسك في كفنك ملفوفا لا تستطيع الهروب منه.

وتوضع في قبر مظلم ليس به وسائل الرفاهية التى تعودت عليها في حياتك؟!.هل رأيت أسرتك تغادر محل إقامتك الجديد بسرعة لتلقي العزاء وتوزيع الميراث بل والصراع عليه . ثم لا وجود لك بينهم سوى طيف من الذكريات .

إذا كنت مغادر بلا شك فلم تسع إلى كنز المال من حلال و حرام ونسيت وقوفك للحساب وتصرخ ولا مغيث لك” ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه” نسيت أنك مؤتمن على المال ولم تجمعه بعلمك ولا مهارتك بل هو رزق من عند الله فنسيت الفقراء ونسيت “يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم” .

ونسيت أن أى لقمة من حرام تمنع إستجابة الدعاء أربعين يوماً وإن صليت وإن صمت، ونسيت أى جسد نبت من حرام فالنار أولى به.

وتسعى للإفساد بين الناس ونقل الكلام والوشاية والتزييف والتزوير لتحقيق مكاسب كبيرة لك وتنسى “وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”، وتتملق من فوقك لتنال رضاهم في سخط الله ونسيت أن الله يسخطك بل يجعل من ترضيهم يسخطون عليك.

وتناصر الباطل بالقول والفعل وتنسى أن الله أحصاه وكتبه بالرغم من نسيانك أفعالك وأقوالك” يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا.أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد”لذا كن عبدا لله لا لشهواتك وطموحاتك .كن محبا للخير لوطنك ومجتمع وأهلك كن صامتا لا تخض في أعراض الناس كن محترما في تعاملتك مع من حولك ولا تتكبر عليهم بمنصب أو جاه أو عائلة فسبحان المعز المذل، أتقن عملك ولا تخدع من وثق فيك لـ”إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، كن لينا مع من حولك ولاتغش بضاعتك ولا فى إمتحاناتك ولا تخن حتى من خانك.

وتذكر أن المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولابذئ أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غداًإستعد للقاء الله فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وإستعد لقبرك فهو إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة.

وإستعد لإستلام كتابك وقراءته وتذكر موقفك” فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم أقرءوا كتابيه، إنى ظننت أنى ملاق حسابيه، فهو في عيشة راضية، فى جنة عالية، قطوفها دانية.كلوا وأشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية، وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه .ولم ادر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغنى عنى ماليه.هلك عنى سلطانيه.خذوه فغلوه.ثم الجحيم صلوه”.

وتأكد دائما إنك ميت وإن من حولك الذين تتأمر عليهم وتكيد لهم وتسعى لتدميرهم سيموتون ولكن الجميع سيقف أمام الله “ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون” يخاصم الصادق الكاذب؛ والمظلوم الظالم؛ والمهتدى الضال؛ والضعيف المستكبر ؛حتى يؤدى إلى كل ذى حق حقه.

فإن كنت تعمل صالحا فإستعد للموت ولقاء الملائكة وتحيتهم لك في الجنة” سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار”.

وأنر وجهك برؤية ربك”وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة”، أتق الله في حياتك تفز بالجنة فى مماتك أسكنكم الله الفردوس الأعلى من الجنة.

اترك تعليقاً