أنا والاقلام … وهواك

صبحي ساله يي/ لا يمر يوم دون أن أقرأ وأتابع ما يكتبه الكثير من الكتّاب الشيعة في الصحف والمواقع الالكترونية لأني أكنّ للعديد منهم الإعجاب والتقدير، الاعجاب، لأنهم أصحاب مواقف وطنية وإنسانية. والتقدير، لأنهم يكتبون بمهنية وجرأة وجديّة، يكتبون والقاسم المشترك الأساسي بينهم هو موداتهم الشخصية ومشاعرهم الذاتية والتزامهم الاخلاقي بعلاقات الشيعة التاريخية مع الكورد، وحتى عندما ينتقدون بعض الامور والاوضاع الكوردستانية والتصريحات الكوردية، فإنهم يراعون اللياقة الادبية والتعامل الاخلاقي والاحترام المتبادل بين المحترمين، ولا أسرد أسماء هؤلاء الكرام، لأنهم (والحمد لله) كثيرون، ولا اريد أن أذكر إسماء أشخاص معينين لكي لا يتعرضوا الى النقد والشتيمة من الحاقدين، كما أسمع أصواتا شيعية تصدح بالحق وتتفق قلباً وقالباً مع المثل القائل : الإناء ينضح بما فيه، والنضوح يعني، كتابات وتصريحات تراعي مصالح وأماني ومطالب الشيعة والسنة والكورد، وبالذات بعد أن كثر الحديث عن التقسيم والانفصال والكونفدرالية والاستقلال وإعادة رسم الخرائط، وذلك النضوح يستقوينا على مجابهة الأخطار المشتركة التي تهددنا، واللجوء الى طرح الاراء التي تقرب بيننا وتحتم تعاوننا وتآزرنا، وإستغلال التأثير الايجابي لتطور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على نفسية وعقلية وتفكير العامة من الناس، لكي لا تتمكن السلبيات من تفجير الرواسب والتناقضات والحزازات الكامنة، وكذلك، النضوح يحفزنا على التفكير مليا قبل اتخاذ القرارات المصيرية، وربما نسيان بعض الألم الذي سببه البعث والمالكيين للكورد، ومنع تشكل الدائرة المغلقة التي يصعب الخروج منها، والايمان بضرورة عدم أخذ البريء بجريرة المسيء والدخول في دوامة كريهة من الفتن.
وأقرأ وأتابع أيضاً، لكتاب آخرين ابتلى الشيعة وإبتلينا بهم، لأنهم أصبحوا من المفرطين بالأخوة وسلامة البلد، وفقدوا البصر والبصيرة، وتفوح من كتاباتهم روائح عظم السذاجة والغباء والبلادة وانعدام الرؤية والتخبط في السلوكيات، يصبون الزيوت على النيران ويدعون الى الفتنة، ويعاضدون أعدائهم وأعدائنا، و بعيداً عن الواقع وتفهم الأسباب الذاتية والموضوعية التي تدعو بالحاح الى التريث قبل إصدارالأحكام، إبتعدوا عن المهنية وتجردوا من الشيعية، ولجؤا الى الإثارة والتهريج وركب مطية الاتهام والتشكيك، وأصبح همهم المشاركة في ظاهرة مهاجمة الكورد في كل صغيرة وكبيرة، وتعليق فشل ساستهم على الشماعة الكوردية، وإستسهلوا كتابة المقالات المرة والمؤججة على عواهنها والتي تدل على تدني ثقافتهم السياسية وضعف شعورهم بالمسؤولية وعدم نضج تجاربهم. هذه الفئة تحاول على نحو كيدي صبياني إلحاق الأذى بالهيكل الذي قام عليه علاقاتنا، وتلجأ الى خرق السقف السياسي الأخلاقي، وإلى التحرش بالاستقرار العام للاقليم ومكتسبات شعب كوردستان.
العجيب في الامر أن تلك الفئة، كانت تبكي للعدالة الضائعة في البلاد وكرامة المواطن وحريته، وكانت تشكوا الفساد والتفرقة وعدم النزاهة، والان تتراكض كالذئاب الجائعة وراء ملء الجيوب والكروش، وبغبائها وسوء أخلاقها، وقلة أمانتها، وجهالتها، وشطاراتها في التزوير والتلفيق، تسهم في أنزال البلاد الى الدرك الاسفل في قوائم الدول الفاشلة، ولاتمانع من اداء ادوار المتلاعبين والمهربين والسارقين والمختلسين والمرتشين والمزورين والخداعين والحراس والمخبرين وإفساد القلوب والعقول، والمشاركة في قتل البراءة والصداقة والمحبة والأمانة والأمان، والدفاع عن ولي نعمها ظالما أو مظلوما ومخاصمة من يخاصمه، وبصريح العبارة انها فئة غبية أضاعت المشيتين، خسرت الدين والدنيا من خلال تزوير الوقائع والحقائق، وإلهاء الناس بالخرافات المتعفنة المختومة بالشموع السوداء، والأساطير التي تهيمن عليها الجهالة والرذيلة والعصبية والوطنية المغشوشة، واحتقان المواقف وتوتير الأجواء، وهوسها بالشغب شهدت خروجًا علنيًا على علاقاتنا في عهدي (مختار العصر) الذي فقد الاتزان وأخل بالمقاييس وإختلط عنده الحابل بالنابل، ولعب بمقاصد ودوافع أنانية، دور المسييء والمشهر، وأظهر انفلاتًا شديدًا في تجريح مشاعرنا وكرامتنا..
وبين هؤلاء وهؤلاء، تتحمل وسائل الاعلام التي تنشر تلك السموم جزءاً من المسؤولية، هذا إذا لم تكن أصلاً تعتاش على هوا التأليب والتأزيم والتشكيك بالاخرين، وبعد قراءة تلك الكتابات (أشعر) بإستحالة التعايش والمشاركة في العمل والمصير والهوا والوطن..

اترك تعليقاً