طب وصحة

استشارية الأمراض العصبية لدى الأطفال في مستشفى الطفل المركزي التعليمي .. اختصاص يرسم ملامح الأمل في عالم الطب العصبي للأطفال

تقرير / هدى إبراهيم سلمان

تُعد الأمراض العصبية لدى الأطفال من أكثر الاضطرابات الصحية تعقيدًا وحساسية حيث تؤثر بشكل مباشر على النمو الجسدي والعقلي والسلوكي للطفل وتتراوح هذه الأمراض بين اضطرابات بسيطة مثل تأخر النطق إلى حالات شديدة مثل (الصرع ، الشلل الدماغي ، اضطرابات الحركة ، الأمراض العصبية الوراثية)

وبين استشاري الأمراض العصبية والصرع في مستشفى الطفل المركزي التعليمي الدكتور سيف حمد فرحان أن تشخيص هذه الأمراض يتطلب دقة عالية وتدخلاً مبكرًا لتفادي المضاعفات ، مشيرًا إلى أن العديد من الحالات الخطيرة تبدأ بأعراض بسيطة مثل (تأخر الطفل في الجلوس أو المشي ، نوبات فقدان وعي قصيرة ، ارتجاف في الأطراف ، نوبات بكاء غير مفسرة ، ضعف في التركيز أو تراجع في المهارات المكتسبة)
وتعد مستشفى الطفل المركزي التعليمي المركز التخصصي الوحيد في جانب الكرخ في مجال الأمراض العصبية للأطفال، ويستقبل الحالات من مختلف محافظات العراق، للأطفال من عمر الشهر الأول حتى سن 14 عامًا بلغ فيها عدد مراجعي الاستشارية داخل المستشفى ما بين 400 إلى 500 مراجع شهريًا، بينما تجاوز عدد مراجعي استشارية أمراض الصرع أكثر من 6000 مراجع سنويًا، مما يعكس حجم الحاجة الماسة إلى هذا التخصص.
ومن أبرز الأمراض العصبية الشائعةالصرع
، الشلل الدماغي ، التأخر النمائي العام، اضطرابات طيف التوحد، أمراض الأعصاب والعضلات الوراثية
في حين بين د.سيف ان تتعدد أسباب الأمراض العصبية لدى الأطفال تاتي من عوامل وراثية ومضاعفات الحمل والولادة والتهابات أو إصابات دماغية بالاضافة الى خلل في النمو العصبي المبكر.
ووثّقت المستشفى مؤخرًا العديد من الحالات الطارئة منها حالة لطفل محوّل من أحد مستشفيات بغداد، يبلغ من العمر أربع سنوات، يعاني من تشوش في الوعي ونوبات صرع متعددة. وبعد إجراء الفحوصات والرقائق الشعاعية، تبيّن إصابته بجلطة دماغية. تم إدخاله فورًا وبدأ العلاج، ليستقر وضعه الصحي بعد عشرة أيام، مع متابعة شهرية منتظمة داخل المستشفى.
وشدد الدكتور سيف حمد فرحان على أن التدخل المبكر يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تطور الحالات العصبية، خاصة عند البدء بالعلاج الطبيعي أو الدوائي أو التأهيلي في مراحل مبكرة من المرض. كما أكد أهمية توعية الأهالي بمؤشرات الخطر مثل فقدان المهارات المكتسبة أو تأخر الكلام وتعتمد خطة العلاج في الاستشارية على نوع الاضطراب وشدته، وتتضمن عادة أدوية مضادة للصرع، برامج التأهيل الحركي والعلاج الطبيعي، الدعم النفسي والسلوكي

وفي الختام يمثل التعامل مع الأمراض العصبية لدى الأطفال تحديًا طبيًا وإنسانيًا كبيرًا، لكنه يصبح ممكنًا بالعلم، التخصص، والدعم الأسري والمجتمعي. ويُعد الاستثمار في تشخيص وعلاج هذه الحالات منذ سن مبكرة من أهم الخطوات لبناء مستقبل صحي ومتوازن للأطفال في العراق.
…..

آلآم المفصل الصدغي .. الأسباب و الحلول

بقلم / رئيس أطباء أسنان الدكتورة سرى إبراهيم اسماعيل

يختلف المفصل الصدغي او الفكي عن باقي مفاصل الجسم من ناحية التشريح و الوظيفة ، تقريباً هو المفصل الوحيد في الجسم الذي يرتكز بطريقة متماثلة من الجانبين ولا يمكن تحريك جانب واحد دون تحريك الجانب الآخر كما أن وجود الأسنان فيه تخلق علاقة محددة لوجود أسنان تقابلها في الفك الأعلى ، يضاف إلى ذلك كثرة استخدام هذا المفصل إذ يستخدم في الكلام و الطعام و التثاؤب والقطع مما يجعله أكثر عرضة للألتهاب و السوفان من باقي مفاصل الجسم و تقسم الآم المفصل إلى حادة و مزمنة قد تكون الآلآم الحادة بسبب ضربة او إصابة او بسبب وجود خراج او إلتهاب في الأذن الوسطى او ورم في منطقة مجاورة في حين تكون الآلآم المزمنة لفترة أطول و لأسباب مختلفة إذ يكون سببها واضحا في العادة مثل (فقدان الأسنان الخلفية ، الشد العصبي ، الصراخ ، المبالغة في فتح الفم أثناء التثاؤب) وبعض العادات المزمنة مثل(إستخدام العلكة ، المكسرات ، صرير الأسنان ، تناول الطعام على جهة واحدة ، وضعية النوم بالنسبة للمريض) وقد يؤثر الموقع الوظيفي على مفصل الفك عندما تستدعي المهنة كثرة الكلام مثل مهنة التدريس و قد يكون السبب هو الشد العصبي الذي يتبع الأحداث الجسيمة في حياة الإنسان

وخلاصة الكلام والجزء المهم في جميع الأحوال هو اللجوء إلى الطبيب في وقت مبكر للكشف عن السبب و تشخيصه كون هذه الحالة تؤثر على نوعية حياة المريض و تغذيته بصورة مباشرة و العلاج في البداية عادةً يكون أسهل و يعطي نتائج أفضل ، أما إستخدام المسكنات و المهدئات بأفراط قد يجعل المشكلة تتفاقم بالإضافة إلى ذلك فإن تأخير التشخيص قد يجعل مشاكل الأورام او التحام المفصل الفكي المرضي أكثر خطورة و أصعب في العلاج .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى