البوال..و.. ابو النعال..

البوال..و.. ابو النعال..
ا. د.ضياء واجد المهندس

يقول خبراء الإعلام : ان يعض كلب شخصا” أمرا” لا يستحق التداول، لكن ان يعض شخص كلبا” أمرا” يستحق النشر، وهذا مايسمى (مخالفة المألوف)، أو مايعرف في زمن التفاهة ب (الطشة)..

وقعت مخالفة أخلاقية و دينية أثناء الحج في زمان الإمام ابن الجوزي؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم، قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت. خلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا كليب بن الابرص الذي بال في بئر زمزم!!

ومع شناعة الفعل وغرابته إلا أن (كليب بن الابرص) التافه الأحمق قد دون اسمه في التأريخ رمزاً للسخافة و السفاهة والخَرَق, وإلا فما الداعي لهذه السلوك الشنيع إلا السعي الشديد على بلوغ المجد والشهرة باسلوب تافه.
قبل بضعة أعوام، وأثناء مراجعتي احد الدوائر الرسمية، لم أجد لساعات مدير القسم، و غلبت كثيرا في البحث عنه خارج غرفته، لكنني وجدته عندما أبلغني احد الموظفين، أنني ممكن أن اعرفه لأنه ينتعل (نعال)، لأنه يتحضر للصلاة منذ ساعة..
و بالرغم اني وجدته بنعاله الرصاصي، لكنه بقى في ذاكرتي وذاكرة كل من يبحث عنه يومها..
وفي وقتنا الحاضر كثر البوالون في زمزم فتجد أحدهم يسعى الى الشهرة بقدر ما يروع ويخوف من الآخرين ، والآخر بقدر ما يفسد وينتهك من الأخلاق والعادات ، وآخر بقدر ما يلهو ويلعب به من النعم ، وأخرى بقدر ما تتعرى وتتكشف وتبدي من جسمها ومكنونها !!!
مشاهير الحمق والهلس و التفاهة في زماننا هذا هم وباء وشر وفتنة ، ذلك أن كثيرا من أبنائنا وبناتنا بل وبعض الكهول الذين بلا عقول قد تأثروا بهم ويتابعون جديدهم بل قد اتخذوا منهم قدوات .
لقد دفعني إلى كتابة هذا المقال ما رأيته من غرائب ما حصل في جلسة مجلس النواب في دورته الخامسة.. فبعضهم ارتدى كفن أمام أنظار شعب يتطلع للحياة والأمل، وآخرين استقلو (التكتك) أمام مرأى ومسمع شعب يتطلع إلى البناء والعطاء والتقدم والحضارة.. وليس بغريب أن نجد نائب يرتدي (دشداشة سمل ممزقة) لتسلط عليه أضواء الجماهير المتطلعة إلى الازدهار و الرخاء، و تستبشر بالنموذج الرخيص لتمثيل شعب الحضارات و الأمجاد..
هؤلاء النواب قد أفسدوا علينا ماء العراق المبارك.. وهواء العراق المبارك.. وأرض العراق المباركة، فاستحقوا أن يسموا ب البوالون في زمزم
لا كثر الله من أمثالهم ، ولا بارك الله في أفعالهم ، ولا جعل الله لهم قبولا ولا اقبالا عند أهلهم وشعبهم.

البروفسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

اترك تعليقاً