تحقيقات

التلوث في بغداد هل العراقيون مقبلون على ثورة تلوث جديدة؟

المستقبل /عباس باسم



كان اول المتحدثين الدكتور فيصل جاسم خبير بيئي الذي اكد ان التلوث البيئي، وخاصة في المدن الكبرى مثل بغداد، أصبح من القضايا الحرجة التي تثير قلق العديد من الخبراء والمواطنين على حد سواء. يعاني العراق من معدلات مرتفعة من التلوث الجوي والمائي والضوضائي، ويشير بعض المختصين إلى أن البلاد قد تكون على وشك مواجهة ثورة تلوث جديدة في حال عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تلك الظاهرة.

الآثار الضارة للتلوث

وتحدث الدكتور إبراهيم سعدون الصحة ان التلوث الجوي في بغداد يتسبب في انتشار العديد من الأمراض المزمنة مثل الربو وأمراض الجهاز التنفسي والقلب. تتسبب الجسيمات الدقيقة مثل ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة (PM2.5) في إلحاق أضرار جسيمة بصحة السكان، وخاصة كبار السن والأطفال. وفقاً لدراسة أجريت في 2023، هناك ارتفاع ملحوظ في حالات الوفاة المرتبطة بتلوث الهواء في بغداد مقارنةً بالسنوات السابقة.


التأثير على البيئة: تلوث المياه يمثل مشكلة كبيرة، حيث تتسرب الملوثات الصناعية ومخلفات الصرف الصحي إلى الأنهار والمياه الجوفية، مما يؤثر على الزراعة والصيد. في نهر دجلة، الذي يعتبر شريان الحياة لبغداد، تشير الدراسات إلى أن مستويات الملوثات قد تجاوزت الحدود المقبولة، مما يؤدي إلى تدهور النظام البيئي وتهديد الموارد المائية للمدينة.


الاقتصاد: تتأثر الأنشطة الاقتصادية أيضاً نتيجة للتلوث، حيث يؤدي إلى تراجع الإنتاجية في القطاعات الزراعية والصناعية، إضافة إلى تزايد النفقات الصحية. فضلاً عن ذلك، يسبب التلوث تراجعًا في جودة الحياة، ما قد يؤثر على السياحة الداخلية والخارجية في البلاد.



آراء المختصين والمتابعين

يعتقد بعض الخبراء البيئيين أن العراق بحاجة إلى استراتيجية شاملة للحد من التلوث تتضمن تطوير البنية التحتية للتخلص من النفايات وإعادة تدويرها، وتحسين جودة الهواء من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة. يقول الدكتور علي الكبيسي، أستاذ البيئة في جامعة بغداد: “إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات جادة في هذا المجال، فإن الوضع قد يتفاقم بشكل لا يمكن السيطرة عليه”.

من جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن مشكلة التلوث في بغداد لا تقتصر على غياب القوانين أو الرقابة، بل تتعلق أيضاً بالوعي البيئي المنخفض لدى الكثير من المواطنين. حيث يفتقر البعض إلى الفهم الكامل لتأثير التلوث على حياتهم اليومية، مما يؤدي إلى ممارسات ضارة مثل حرق النفايات وإلقائها في الشوارع والأنهار.

آراء المواطنين البغداديين

في الشارع البغدادي، تتباين الآراء حول الوضع البيئي. يقول أحمد عبدالله محمد، وهو سائق تكسي في بغداد: “التلوث يؤثر على حياتنا بشكل يومي، حتى الهواء الذي نتنفسه أصبح ملوثًا. أشعر بأننا نعيش في خطر دائم”. في المقابل، ترى سارة، وهي طالبة جامعية، أن الوضع لن يتحسن إلا إذا تعاون الجميع وقالت: “يجب أن نبدأ من أنفسنا. علينا التوقف عن رمي القمامة في الشوارع”.


بينما يستمر التلوث في التزايد، تظهر الحاجة الماسة إلى تحرك سريع من قبل السلطات والمواطنين على حد سواء. الخبراء يحذرون من أن بغداد والعراق بشكل عام مقبلون على أزمة بيئية كبيرة إذا لم تُتخذ إجراءات فعالة في المستقبل القريب. يظل الأمل معقوداً على التعاون بين الحكومة والمجتمع لتبني حلول مستدامة تحمي البيئة وتحسن من جودة الحياة في العاصمة بغداد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى