العبادي يلقي كلمة في اجتماع قمة القادة لمحاربة كيان داعش وظاهرة التطرف العنيف

المستقبل/ ذكرى الموسوي
القى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كلمة في اجتماع قمة القادة لمحاربة كيان داعش وظاهرة التطرف العنيف وبحضور الرئيس الامريكي باراك اوباما، و الامين العام للامم المتحدة بان كيمون، وقادة العالم جاء فيها
بالنيابة عن شعب العراق اتقدم لكم ولدولكم بالشكر لما ابديتموه من دعم لنا في نضالنا ضد ارهابيي داعش الدوليين.
قبل سنة من الان قامت دولنا بتشكيل تحالف ضد عدونا المشترك الذي يهدد الشعوب حيثما كانت بغض النظر عن المنطقة او الدين.
في مثل هذا الشهر ايضا الذكرى السنوية الاولى على تشكيل حكومتي بعد اجراء انتخابات حرة وانتقال سلمي للسلطة. وقد حان الوقت الان لنجني ثمار ما انجزناه معا خلال السنة الماضية والمعركة التي سنخوضها وننتصر فيها ابان السنة القادمة، من المؤكد انها ليست معركة العراق وحده بل انها معركة الانسانية.
ولكي نتعرف على موقفنا الحالي وتوجهنا الذي نحن ماضون اليه ينبغي اولا ان نتذكر اين كنا في السنة الماضية، فعندما بدات حكومتنا كنا قد ورثنا بلدا يعيش في ازمة اذ كانت داعش تحتل اكثر من 30% من اراضيه وكانت بغداد شبه محاصرة وكان الجيش في وضع بل كانت احدى اقدم الحضارات في العالم مهددة بالاحتلال من قبل عدو وحشي وعواقب وخيمة على دولة الجوار والعالم اجمع.
وعلى الجبهة الداخلية كانت شعبنا يشهد انقسامات عرقية وطائفية ومشاحنات سياسية وكانت حكومتنا على شفير الافلاس مع بيروقراطية مترهلة تشمل 4 ملايين موظف حكومي ونصف مليون عامل في شركات حكومية غير فاعلة بالاضافة الى اثنين ونصف مليون متقاعد.
وفي الوقت عينه كان علينا ان نمد يد العون الى اكثر من مليوني نازح واكثر من 25 % عاطل عن العمل.
لقد عملنا بجد لاعادة الوحدة الى بلدنا واجتثاث الفساد وانعاش الاقتصاد واعادة بناء قواتنا المسلحة واستعادة علاقتنا مع جيراننا.
نحن نتواصل مع العشائر في المناطق المهددة او المحتلة من قبل داعش وبضمنها الانبار وصلاح الدين والموصل.
ان الكثير من ابناء العشائر يقاتلون الان جنبا الى جنب القوات الامنية والعراقية ونحن نقتلع جذور الفساد وعدم الكفاءة في المؤسسات المدنية والعسكرية بعد ان قمنا باستبدال 36 من القادة العسكريين الكبار في وزارتي الدفاع والداخلية.
لقد قطعنا المرتبات عن اكثر من 50 الف من الجنود الفضائيين موفرين بذلك اكثر من 500 مليون دولار كما قمنا في الوقت عينه بدفع مرتبات 80 الف متطوع ممن يقاتلون داعش فعليا.
ونعمل ايضا على تقليص حجم الحكومة من خلال ازالة المناصب التشريفية كما نسعى الى خصخصة الشركات الحكومية تقليل الاعتماد على العوائد النفطية.
اننا نعمل جاهدين لتكون قوات الامن العراقية جامعة لكل الاديان والاعراق ممن حملوا السلاح مدافعين عن عوائلهم ومجتمعاتهم.
ان حكومتنا تسعى الى تشكيل يتكون من المقاتلين المحليين وقوات الحشد الشعبي الذين تم ضمهم الى قوات الامن العراقية وهم يقاتلون الى جانبنا ضد الارهاب. ولان داعش تهدد المنطقة اجمعها فاننا نعمل على تعزيز علاقتنا مع دول الجوار وبضمنها الاردن وتركيا وايران والمملكة العربية السعودية والكويت ومصر وكل دول الخليج العربي.
وبينما نقوم باصلاحات في جبهتنا الداخلية وخطوات جديدة على الجبهة الدبلوماسية، فاننا نحرز انتصارات في ساحات المعركة، ففي السنة المنصرمة وبمساعدة تحالف الدول الصديقة قمنا بتحرير آمرلي وبروانة وجرف الصخر وزمار وبيجي وجلولاء والسعدية والضلوعية وتكريت والدور والعلم والحجاج، وفي عملية تحرير تكريت، قمنا باشراك قوات الامن العراقية والشرطة والعشائر السنية والحشد الشعبي ليقوموا بتحرير مواطنينا من طغيان الارهابيين، ان عشرات الالاف من العراقيين الذين فروا من مدينة تكريت قد عادوا الان الى منازلهم. وبالرغم من مخاوف الكثيرين بهذا الشان فان حالات الانتقام كانت قليلة بالمقارنة مع عودة الحياة الطبيعية على نحو متزايد.
لذا فيمكننا ان نحرز انتصارات في كل المناطق على نحو مماثل لما حصل في تكريت، وسنحتاج الى مساعدتكم.
ومع حقيقة سيطرة الارهابيين على مناطق كثيرة من بلدنا، وبالتزامن مع هبوط اسعار النفط ونزوح ملايين العراقيين لحد الان وميزانية محدودة في ظل اوقات الحرب بالمقارنة مع ما انفقه من سبقونا في وقت السلم، فلا يمكننا تمويل المعارك التي يسعى جنودنا الى تحقيق النصر فيها بالشكل اللائق.
نحن بحاجة الى مساعدتكم في التمويل وتجهيز المعدات لجنودنا في ساحات الوغى، كما نحتاج دعمكم في ان نضمد جراحات الشعب وان نرعى ارامل وايتام من فقدوا في المعركة.
نحن نحتاج الى مساعداتكم في تجفيف منابع تمويل الارهابيين، ان اعضاء التحالف من اوروبا وشمال امريكا ينبغي ان يمضوا بالعمل مع دول الجوار المحيطة بنا لايقاف تدفق المقاتلين الاجانب. نطلب منكم جميعا ان تمنعوا الارهابيين من تحويل الاموال عبر الشبكات المالية الدولية ومنعهم من الاستفادة من تهريب النفط واستعباد النساء والاطفال وسرقة الاثار والقطع الفنية التي تذهب الى تمويل اعمالهم الوحشية.
ولان الارهاب يستقطب اولئك الذين امتلأت قلوبهم بالكراهية ينبغي علينا جميعا ان نحارب الفكر المتطرف الذي تبناه اعداء الديقمراطية في منطقتنا بالتزامن من معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي من شانها ان تشجع على التطرف.
ان العراقيين قدموا الاف التضحيات من المدنيين والمقاتلين والقادة وهم مستمرون في القتال والتضحيات من اجل وطننا وحماية حضارتنا.
يجب ان لانفقد التركيز ولانهدر الوقت في حشد مواردنا لدحر داعش، ولاتنسوا ابدا ان عنصر التاخير يعد حليفا لداعش وان العواقب الوخيمة لاتؤدي بحياة العراق فحسب بل بامن العالم اجمع.
معا قد اوقفنا زخم الارهابيين.. معا سنحرز نصرا مؤزرا لايحسب لبلدي فحسب بل لكل دولة ممثلة هنا ولكل شعوب الارض..
شكرا لكم جميعا لكل ماعملنا سوية ولكل ماسنفعله معا.

اترك تعليقاً