العلاقات الإماراتية المصرية

بقلم د : خالد السلامي

من المقرر أن تنطلق اليوم الأربعاء احتفالية مصرية إماراتية بمناسبة مرور 50 عاما على العلاقات بين البلدين الشقيقين، والدعم المتبادل بين الجانبين في الأزمات. حيث تحتفي حكومتا دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية عن بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الإماراتية المصرية عبر تنظيم احتفالية كبرى تحت شعار “مصر والإمارات قلب واحد”، تتضمن أجندة متنوعة من الفعاليات خلال الفترة ما بين 26 ولغاية 28 أكتوبر الجاري، تستضيفها القاهرة، بحضور وزراء من حكومتي البلدين، وأكثر من 1800 شخصية من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين.
إقامة الاحتفالية يعكس عمق العلاقات بين البلدين وحرص القيادة على تعميق هذه العلاقات القوية المتينة على مستوى الحكومتين والشعبين. هناك آفاقاً واعدة تنتظر العلاقات المصرية الإماراتية، تعود آثارها بالخير والازدهار على شعبي البلدين، وتنظيم هذه الاحتفالية المتميزة، هو بمثابة رسالة محبة وتقدير واعتزاز، واختيار شعار مصر والإمارات قلب واحد يترجم 5 عقود من المحبة والاعتزاز بروابط الأخوة وعلاقات التعاون والشراكة الشاملة بين البلدين الشقيقين.
قد بدأت العلاقة بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومصر، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت مصر أولى الدول التي أيدت بشكل مطلق إعلان الاتحاد، ودعمته باعتباره ركيزة الاستقرار إقليميًا ودوليا، كما بادرت بإرسال بعثات المعلمين والمهندسين والأطباء، إلى الإمارات قبل ظهور النفط في منتصف الخمسينيات، واستقبلت الراغبين في التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم. وساهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إعادة إعمار مدن قناة السويس، التي دمرت بفعل الحروب.
تعتبر العلاقات المصرية الإماراتية نموذجاً يجب أن تستند إليه العلاقات العربية. كما يحافظ كلا البلدين على علاقات وثيقة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل والمصالح المشتركة التي تكون دائماً على أفضل المستويات وتتطور بمعدل غير مسبوق. انعكست أواصر الصداقة بين قادة البلدين على هذه الروابط الديناميكية والمتنامية بين البلدين. تعود العلاقات المصرية الإماراتية إلى عام 1971، عندما تم إنشاء اتحاد بين الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية، والتي كانت بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. لقد أيدت مصر بشكل مطلق وأقرت بشكل كامل وحدة أراضي الإمارات العربية المتحدة، وعند إعلان هذه الدولة الجديدة، كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالاتحاد الناشئ ودعمت وجوده على المستويين الدولي والإقليمي باعتباره حجر الزاوية للأمن والاستقرار ونقطة قوة جديدة للأمة العربية. كما تميزت العلاقات المصرية الإماراتية منذ نشأتها بالخصوصية والاحترام المتبادل، لا سيما تحت مظلة أواصر الصداقة التي تربط بين قادة البلدين. انعكس ذلك إيجاباً على مختلف جوانب العلاقات الثنائية، رسمياً على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وشعبياً على المستويات التجارية والاجتماعية والثقافية. لعل أبرز سمات العلاقات السياسية بين البلدين هي القدرة على ترسيخ التضامن والروابط الأخوية في إطار من الأهداف المشتركة؛ ومن أبرزها التضامن والتعاون العربي. ينبذ البلدان، في مختلف المحافل الدولية، العنف ويدعون إلى حل الخلافات بالطرق السلمية. أدت العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين إلى زيادة التعاون خاصة على المستويات الاقتصادية المختلفة.
ونتيجة لذلك، تحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مص. ففي 22 يوليو 2008 وقعت مصر ودولة الإمارات على مذكرتي تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، وتنص مذكرة التفاهم الخاصة بالمشاورات السياسية على إجراء محادثات ثنائية منتظمة لمناقشة العلاقات وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تمكّن مذكرة التفاهم بشأن الاعفاء المتبادل عن شرط التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية من الدخول والعبور والخروج من أراضي الدولتين بعضهم البعض، وتسمح لهم بالبقاء في أراضي بعضهم البعض لمدة أقصاها 90 يوماً بدون تأشيرة.
كما يحظى الأزهر الشريف بتقدير إماراتي رسمي وشعبي، كمرجع ديني معتدل، وفي هذا الإطار جاء إعلان مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبريل 2013 عن مبادرة لتمويل مشروعات عدة للأزهر الشريف تبلغ تكلفة إنشائها نحو 250 مليون درهم. وتتميز العلاقات المصرية الإماراتية بأنها نموذجٌ يحتذى به في العلاقات العربية، من حيث قوتها ومتانتها، وقيامها على أسس راسخة من الاحترام والتقدير المتبادل، والمصالح المشتركة، علاوة على كونها علاقات مستقرة تنمو يوماً تلو آخر بشكل ملحوظ، بين البلدين حكومة وشعباً، وفي خطّ متوازٍ، مع تطابق الرؤى في عديد من الملفات المرتبطة بأمن المنطقة.
يكرر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تأكيده على متانة العلاقات الأخوية التي تجمع الإمارات ومصر على جميع المستويات، وما يربطهما من وشائج محبة وتقدير واحترام متبادل، والحرص المشترك على المضي قدماً نحو مزيد من التطوير لهذه العلاقات وتنميتها. كما يؤكد سموه أن مصر الشقيقة، تعتبر ركناً أساس من أركان الأمن العربي، ودورها محوري ضمن منظومة العمل العربي المشترك عامة وجهودها مقدرة، ويؤكد إلى حرص دولة الإمارات على التشاور المستمر معها حول كل ما يعزز المصالح المشتركة ويحقق الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
إن عمق هذه العلاقات ورسوخها يرتبط أساساً بتنوعها وتعدد روافدها بما يؤدي إلى اتساع قاعدة الارتكاز التي تتكىء عليها العلاقات والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين. أدام الله خيره على البلدين حكومة وشعبا.

المستشار الدكتور خالد آل عبد السلام – سفير السلام والنوايا الحسنة ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والاعاقه الدولي في فرسان السلام عضو مجلس التطوع الدولي افضل القاده الاجتماعيين في العالم وذلك لسنة 2021 .