النجف تشهد انطلاق فعاليات مهرجان الغدير السنوي الرابع وسط حضور علمائي ورسمي وأكاديمي واسع

النجف/ فراس الكرباسي

شهدت محافظة النجف الاشرف، انطلاق فعاليات مهرجان الغدير السنوي بمناسبة عيد الغدير، بحضور رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق والأمين العام للعتبة العلوية المقدسة والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة ومعاون الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة ومعاون الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة وأمين عام العتبة العلوية السابق وأمين عام مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به وممثلين عن مكاتب مراجع الدين العظام ورئيس جامعة الكوفة وعدد من عمداء كليات الجامعة وقيادات الحشد الشعبي والقوى الأمنية ومحافظ النجف الأشرف وعدد من الوزراء والمسؤولين المحليين والقنصلين البحريني والإيراني في محافظة النجف الاشرف ونخبة كبيرة من الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني وجمع غفير من الزائرين.
وعيد الغدير هو ثالث وآخر الأعياد لدى المسلمون الشيعة ويُحتفل به في يوم 18 من ذي الحجة في كل عام هجري احتفالًا باليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة عيَّن فيها الامام علي مولًى للمسلمين من بعده، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ “غدير خم” سنة 10 هـ، وقد استدل المسلمون الشيعة بتلك الخطبة على أحقية الامام علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد.
واعتاد المسلمون الشيعة في معظم الدول العربية والاجنبية بإقامة الاحتفالات بهذا اليوم المبارك واما في النجف الاشرف فيقام حفل كبير وبهيج في الصحن العلوي يوم الثامن عشر من ذي الحجة يحضروه علماء الشيعة ووجهاؤهم بالإضافة الى سفراء الدول الاسلامية في العراق، وتلقى في ذلك الحفل الكثير من القصائد والخطب.
وقال الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار هاشم حبل المتين في كلمته “باسم الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة ، نرحب بالسادة الحضور الكرام ، مع حفظ الألقاب والمقامات، سلامٌ عليكم ونحن نغترف من نمير غدير الحب والسلام. نروي بها ظمأ نفوسنا ، وعطش أرواحنا لتبتل بها العروق ومشاعرنا، في يوم هو يوم الإنسانية ، وعيد الله الأكبر ، فيه كمال وإتمام ورضى فإنه اليوم الذي اقترن بعليٍّ ( عليه السلام)، بتنصيبه السماوي ، إماماً لهذه الأمة المرحومة.
واضاف حبل المتين ” الامام علي كم من الشبهات قد دفع وكم من المعضلات قد جلى انك إذ تقف أمام كلماته ، تجدها فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق وان جئت الى كرمه، فهو سيد الكرام ، وإمام الاسخياء، قدم نفسه في سبيل الله، وقدم طعامه وتصدق بخاتمه في صلاته”، مشيراً “لا أريد أن أعدد فضائل من لا تحصى فضائله ، ولا تحد مناقبه ، ولكنها إشارات وومضات ، تنير دربنا المظلم، وطريقنا المعتم”.
وتابع حبل المتين ” ما أحوجنا إلى السير على هداه، واقتفاء أثره ، ومنه نستمد الصفات التي يجب أن تتوفر في القيادة الصالحة، لتولي أمور الناس، وهي الصفات التي حددها الإمام علي إذ قال إن أحق الناس بهذا الأمر، أقواهم عليه، وأعلمهم بأمر الله فيه”.
من جهته تحدث رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الدين الموسوي، والتي أكد في كلمته ” أن واقعة الغدير مما اتفق عليه المسلمون وتاريخهم وهي متواترة ، ومعنى التواتر أن الحادثة رويت بعدد من الرواية في كل طبقة من طبقات التاريخ، وهذا العدد كثير بحيث لا يمكن تكذيبها وتؤدي إلى القطع، مشيراً ان عدد الرواة بلغ (120) راوياً من الصحابة وغيرهم من التابعين وتابعي التابعين ويندر ان تكون هناك واقعة في الإسلام ، رويت مثل هذا العدد وبالرغم من ذلك تواردت السلطات على كتمها وعدم وروايتها وبالرغم من ذلك نقول ان حديث الغدير مظلوم لان هناك فئة من المسلمين لم يرضهم هذا الحديث وقاموا بصنع المؤامرات ضد علي ولكن يأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون وهذه الحرب المستمرة على هذا الحديث واجهها علماء الأمة بالجهد والعمل المتواصل حتى تصل الحقيقة الناصعة إلى الأجيال وهذا تم عبر دماء الشهداء من العلماء وهذه الأمانة أصبحت الآن في أيدينا فينبغي أن نسلمها إلى الجيل التالي بكل صدق ووضوح وينبغي علينا أن نربط جيلنا الجديد بها لنسد أبواب الضلال أمام المتصيدين الذين يحاولون أن يحرفوا هذا الحديث المبارك ونسأل الله أن يعيننا على هذه المسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه إمامنا أمير المؤمنين وكلٌ يتحمل مسؤوليته في إحياء هذه المناسبة ومما يسر قلوبنا هو إقامة احتفالية الغدير في صحن أمير المؤمنين”.
ثم كانت الكلمة للأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور جمال الدباغ بكلمة عن يوم الغدير الأغر، قال فيها ” من المؤكد أن هناك أكثر من سبب يجعل المتحدث محرجا فالأمر ليس بهين أمام عظمة المكين والمكان وإن الأمم والشعوب دأبت على أن تجعل لها أعياداً ومناسبات تشير بصورة وأخرى إلى حدث مهم في حياة تلك الأمة أو ذلك الشعب ليكون ذلك العيد مقياسا لمدى وعي الأمة وعمق تفكيرها ونوع عقيدتها ولا يرتاب احد بأن أفضل الأعياد ما كان له ارتباط بالخالق عز وجل وشرع من قبله سبحانه . ومن هذا المنطلق كانت أعيادنا الإسلامية قد امتازت بهذه المزية الشريفة .
واضاف الدباغ إن ” أهمية عيد الغدير تكمن في تعيين الولاية الإلهية وانتخاب الشخصية المثلى والوجود المقدس والأسوة الكاملة للمجتمع الإنساني ومثالا يحتذى به وإن علياً عليه السلام هو الذي أضفى على الغدير قيمة وشرفا لان مقامه السامي كان السبب الرئيس في اختيار السماء له وأننا لا نحتفي بالغدير من اجل قيمته العقائدية فحسب بل من اجل أن نعرف كيفية الاقتداء بمنهج أمير المؤمنين عليه السلام وان علينا في نفس الوقت أن لا ننسى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) يريد منّا أن نكون على قدر من المسؤولية التي تحتم مراعاة القيم والمعايير التي تريدها السماء”.
بعد ذلك كانت قصيدة ولائية للشاعر عبد الحسين حمد تغنت بيوم الغدير وصاحب اليوم الأغر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، بعد ذلك قدمت الهيئة العليا لمواكب النجف ممثلة بمسؤولها السيد زكي جريو هدية للعتبة العلوية المقدسة تسلمها الامين العام السيد نزار حبل المتين، تلاها هيئة المرتضى للانشاد التابعة للعتبة المقدسة لتتحف الحفل بأناشيد ولائية تغنت بيوم الغدير الأغر وبأمير المؤمنين.
وفي ختام الافتتاح تم تكريم أمناء العتبات المقدسة ومسؤولي المزارات الشيعية وممثلي المؤسسات والشخصيات الحاضرة في الحفل.
وقال مسؤول العلاقات والإعلام في العتبة، فائق الشمري، إن “فعاليات مهرجان الغدير السنوي الرابع، انطلقت مساء اليوم، في الصحن الحيدري الشريف”، مشيراً إلى أن “مهرجان العام 2015 الحالي يعقد بمشاركة أكثر من 1500 شخصية دينية وسياسية ومثقفة من داخل العراق حصراً، بسبب الظروف الأمنية التي يمر بها البلد”.
وأضاف الشمري، أن “فقرات المهرجان تتضمن فضلاً عن حفل الافتتاح، معرضاً للصور الفوتوغرافية وافتتاح دار ضيافة الإمام الحسن (ع)، ودار الكوثر النسوي للقرآن”، مبيناً أن “المهرجان سيشهد غداً الأربعاء، الملتقى الإعلامي السنوي الثاني، وتوقيع وثيقة شرف إعلامية”.
وعيد الغدير هو ثالث وآخر الأعياد لدى المسلمون الشيعة ويُحتفل به في يوم 18 من ذي الحجة في كل عام هجري احتفالًا باليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة عيَّن فيها الامام علي مولًى للمسلمين من بعده، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ “غدير خم” سنة 10 هـ، وقد استدل المسلمون الشيعة بتلك الخطبة على أحقية الامام علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد.