اليوم العالمى لنشر البهجة

بقلم المستشار – خالد السلامي

في الثامن من يناير من كل عام يحتفي العالم بيوم نشر البهجة، ذلك اليوم الذي يهدف إلى نشر السعادة والإيجابية والفرح بين الناس ومشاركتها مع الأخرين. فنحن أمة تقدر السعادة وتدعو إليها، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم “تبسمك في وجه أخيك صدقك”، فقد جعل الدين الإسلامي مجرد ابتسامتك في وجه الأخرين صدقة. فالابتسامة هي فعل رائع نقوم به في مواقف عديدة، فالابتسامة تزيل الجليد بين الأشخاص وبعضهم البعض. كما أننا لا نحتاج للكثير من أجل نشر البهجة والسعادة، فليست الأشياء العظيمة والإنجازات

اليوم العالم لنشر البهجة الكبيرة، هي وحدها التي تصنع الفرح في حياتنا، وتدخل البهجة إلى نفوسنا، فلو التفتنا إلى الأمور الصغيرة التي نعيشها في يومياتنا، لوجدنا أنها يمكن أن تكون سبباً في سعادتنا إذا لم نتجاوز عنها، وتفاعلنا معها بطريقة إيجابية، ولو كنا ممن يعتقدون أن السعادة التي ننتظرها مرتبطة فقط بإنجازاتنا الكبيرة وأحلامنا،

التي لم تتحقق بعد، يجب أن نتخلى عن هذه القناعة، التي تفقدنا لذة الحياة ومتعتها، وتبقينا في حالة انتظار أحلام قد لا تتحقق، ولو تحققت قد نتفاجأ بأن سعادتنا بها جاءت منقوصة لسبب ما، وفي أحسن الأحوال عندما تكون فرحتنا بإنجازاتنا العظيمة كبيرة، فإننا نكون قد حرمنا أنفسنا من متعة أشيائنا الصغيرة، التي لا تقل أهمية عن سعادتنا بإنجازاتنا العظيمة.

إنها سعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعد الآخرين أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم، سعادة لا تحس بها إلا النفوس الطاهرة النقية، التي رجاؤها دوما وجه ربها وسعيها دوما هو في طرق الخير المضيئة. إن الحياة كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر، وليس فيها من أوقات صفاء رائق إلا أوقات العبادة المخلصة لرب العالمين سبحانه. والناس..كل الناس بحاجة إلى يد حانية. تربت على أكتافهم في أوقات المصائب، وتقوم انكسارهم في أوقات الآلام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق.

السعادة والبهجة هما أهم ما في الوجود، وهي حلم يراود الإنسان منذ قديم الزمان. السعادة عموماً هي الإحساس بالمتعة والانبساط، ولذلك هي تطمئن القلب وتشرح الصدر وتريح البال، وهي الرضا بكل شيء. السعادة تنبع من القلب، ولذلك هي شعور ناتج عن عمل يحبه الإنسان، أو يكون ناتجاً عن شيء قام به آخرون لشخص ما، فيجعله يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط.

تولي دولة الإمارات أهمية كبرى لتحقيق سعادة الأفراد والمجتمع، وتعتبر ذلك من أولوياتها، وتحرص على توفير الرخاء والرفاهية، والاستقرار لشعبها والمقيمين على أرضها. وتهتم الدولة بنشر البهجة وإدخال السرور على جميع من يعيش على أرضها، وحتى من هم خارج حدودها.

اترك تعليقاً