بوتن ابن الملحة

فراس الغضبان الحمداني
بلا مواعيد وعلى صفة اهل الغرام ظهرت بوارج الرجل الحديدي فلاديمير بوتين وهي تكسر أمواج البحر وترتع في الأفق المترامي للماء المتلاطم والموج اللاطم بينما طائراته تشق السماء بخيوط بيضاء تلتقي بغيوم الخريف وهواء الجو المنعش لتصل الى سماء وسوريا وتطلع على اكذوبة الغرب الذي يدعي محاربة ارهاب داعش وفي حقيقته هو جزء من هذا الارهاب ومعه وله ممولا ومنسقا وحاميا ومدافعا فكانت الطائرات الروسية تضرب أهدافها بعنف وتشرد الأرهابيين في كل حدب وصوب وفي ايام فعلت السوخوي 27 والميج 29 مالم تفعله طائرات امريكا وحلف الناتو مجتمعة بداعش طوال عام من الكذب والتزييف فحين تقصف طائرات امريكا هدفا تجد داعش المزيد من الفرص للتقدم بينما تردد في الأنحاء هدير الطائرات الروسية التي دمرت معاقل الإرهاب ليهرب الداعشيون هم ومن معهم الى المجهول بحثا عن ملاذ آمن .
بوتين الأبيض والملقب بذئب الكرملين وثعلب السياسة والدب الهائج ظهر إنه الحكيم المتأني الصابر الذي ترك الأمريكيين وحلفاءهم الحمقى يتصرفون على هواهم لأربع سنوات كاملة من عمر الحرب السورية وعاما كاملا من حرب أمريكا المزيفة ضد صنيعتها داعش فالأحمق هو من يرفض ان يؤمن بانتماءات هذا التنظيم الشرير الى المخابرات الاسرائيلية الامريكية كقيادة وتخطيط والى السعودية وقطر كتمويل وتسهيل وتزويد بالسلاح والمال والرجال وترتيب الاجواء لعناصر الشر ليمروا كيفما شاءوا الى أهدافهم في سوريا والعراق والى الاماكن التي لهذه الدول مصالح كبرى في تخريبها وتدميرها والقضاء عليها ماوجدوا لذلك سبيلا في غفلة من الزمن الذي نعيش ونعاني من جهل الناس وتخلفهم وغباوة الحاكمين وتسلطهم وتآمر الأعداء وتحريضهم ووحشية التنظيمات الارهابية وماتريد ان تفعله بالاسلام والمسلمين من دمار وهتك وقضاء على مابقي من معالم الحياة ووجودها وديمومتها ومابقي من اثر شامخ للتسامح الديني والاعتدال .
بعد ان استنفد الحمقى اموالهم ورجالهم ومؤامراتهم في سوريا والعراق دخل الروسي المشع على الخط بهمة وعنفوان كأنه ابن الملحة العراقية حين هب الى ميدان الجهاد والكفاح ضد العدوان والشر وكما فعل رجال الحشد الشعبي حين ضربوا مثالا عظيما في التضحية والكبرياء والاباء وحرروا المدن والقرى وتحملوا التشويه والعدائية كما يحصل مع روسيا وبوتين الذي يتعرض لحملة اعلامية غربية مشوهة وكاذبة لمجرد الانتقام منه لقراره الشجاع في تعديل المسار وكبح جماح الثور الامريكي الهائج ووقف العدوان الداعشي عند حده وردعه وصده وإفشال مخططه الخبيث لتدمير المنطقة وتشريد شعوبها.
تحية لأبن الملحة المالح الرجل الصالح الذي وقف في وجه العدوان الطالح.. انه بوتين سليل سلالات الامبراطوريات العظيمة في روسيا العظمى والنصر قادم لا محال.
firashamdani57@yahoo.com