تهديدات أصبحت واقعا.. الجيش التركي يدخل العراق

تلميحات تركية للتدخل العسكري في العراق طيلة السنوات الماضية، أصبحت واقعا اليوم بعد دخول وحدات تركية لملاحقة عناصر الـ PKK.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الجمعة 8 حزيران/يونيو، إن الجيش التركي توغل بعمق 30 كيلومترا داخل الأراضي العراقية، خلال ملاحقة قواته مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل بإقليم كردستان شمال العراق.
يأتي هذا التحرك، الذي يشير لانطلاق عملية عسكرية كبرى، بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على قيام القوات التركية بطرد مقاتلين أكراد من منطقة عفرين السورية.
وتقول تركيا إن قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق هي الهدف التالي لها رغم احتجاجات الحكومة المركزية في بغداد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال الخميس 7 حزيران/يونيو، إن تركيا ستهاجم معسكرات المسلحين الأكراد في جبال شمال العراق إذا لم تتمكن حكومة بغداد من تطهير المنطقة.
وأشار أردوغان إلى أن مناطق سنجار ومخمور أيضا، قد تكون هدفا للجيش التركي في حال فشل الجيش العراقي من تطهيرها من عناصر حزب العمال الكردستاني أو PKK.
يذكر أن تركيا لديها نحو ألفي جندي في معسكر بعشيقة شمالي العراق، جاؤوا في 2015 بناءا على طلب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لتدريب القوات المحلية.
وتشن تركيا ضربات جوية عبر الحدود ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقال الجيش يوم الجمعة إن طائراته قصفت مخابئ ومخازن عتاد وذخيرة في جبال قنديل ومناطق أخرى.
نوايا مبيتة
وبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في التلميح بإمكانية إجراء عمليات عسكرية في العراق من أجل طرد وحدات PKK منذ العام 2016.
قوبلت تصريحات أردوغان بالرفض من جانب الحكومة العراقية، وقال الرئيس العراقي حيدر العبادي حينها، إن مدينة الموصل لن تتحرر إلا على يد القوات العراقية، ولن يسمح للقوات التركية بالمشاركة.
جاء رد أردوغان على تصريحات العبادي منافيا للأعراف الدبلوماسية، إذ قال إن الرئيس العراقي عليه معرفة حدوده، ما دفع البعادي بالرد عليه قائلا “سنحرر أرضنا بعزم الرجال لا بالسكايب”.
يذكر أن العلاقات العراقية التركية تمر حاليا بمرحلة توتر، جراء شروع أنقرة في بناء سد ضخم على نهر دجلة يمكن أن يزيد حدة أزمة المياه في العراق.
العراق بين PKK وتركيا
وتأسس الـ PKK ككيان سياسي في تركيا عام 1978 بقيادة زعيمه عبدالله أوغلان المعتقل حاليا، لكن بدأ الحزب نشاطه العسكري في الثمانينيات، لتصنفه تركيا كمنظمة إرهابية.
وقبل وقف إطلاق النار في 1999 بين الـ PKK والجيش التركي، على إثر اعتقال زعيم التنظيم عبدالله أوغلان، كان الـ PKK يتخذ من المناطق العراقية الحدودية معسكرا خلفيا لعناصره المقاتلة في تركيا.
عقب اعتقال أوغلان، تم الاتفاق على هدنة بين الحكومة التركية والـ PKK، لكنها نقضت في 2004 واندلعت الاشتباكات مجددا بين الطرفين، ليعبر نحو ألفي عنصر تابعين لحزب العمال الكردستاني إلى العراق، وتبدأ الأزمة العراقية التركية مرة أخرى بخصوص الـ PKK.
وفي أواخر 2013، بدأت الحكومة التركية في محادثات مع أوغلان من داخل محبسه للاتفاق لوقف إطلاق النار، وتم تسهيل التواصل بينه وبين قيادات الـ PKK في شمال العراق.
تم الوصول لاتفاق في آذار/مارس 2013، والذي انتقل على إثره عناصر من الـ PKK من تركيا إلى العراق، وسط ترحيب من حكومة بغداد التي اعترضت فقط على السماح بدخول أعضاء الـ PKK كمسلحين إلى الأراض العراقية.
لكن مرة أخرى، فسخت الهدنة في 2015 عقب غارات تركية استهدفت عناصر للـ PKK في العراق، وذلك أثناء قصف مواقع لتنظيم داعش، لتتوتر العلاقات بين تركيا وPKK مجددا وسط تهديدات تركية بالدخول إلى العراق، والتي يبدو أنها أصبحت واقعا.