شيوخ الكويت يبحثون عن صدام جديد

فراس الغضبان الحمداني
يعتقد بعض علماء النفس إن الضحية أحيانا تعشق جلادها ، ولعل أفعال وتصرفات بعض المشايخ الرسميين والشعبيين لإمارة آل الصباح يجسدون عمليا هذه المقولة ومن خلال تجاوزاتهم المعلنة على العراق والعراقيين وآخرها شتيمة النائب الكويتي المسخ ، ولا ندري لماذا يترك هؤلاء المشايخ كل مشاكل الكويت المستعصية ويكرسون اجتماعاتهم وتجمعاتهم لإعلان الخطابات الفارغة ضد العراق .. وهم يعرفون جيدا إن محميتهم المجهرية هي مجرد قطرة في بحر العراق الهائج .
إن الكويتيون يحاولون استدراج العراقيين لكي يلعبوا ذاك الدور الذي لعبه الطاغية وأعوانه باجتياح الكويت وتم تلقين الشيوخ درسا مازالوا يتذكرونه حيث فروا في ليلة ظلماء لم يجدوا أنفسهم صباحا إلا في فندق سعودي تصنيف 4 نجوم ، ولكن من العجيب أنهم وعلى ما يبدوا يعشقون تلك التجربة ويحاولون إعادتها .. ولكن في هذه المرة سوف لن يكونوا إلا طعاما لأسماك الخليج .
ولعل الحكومة العراقية اليوم مشغولة بالكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكتلات الحزبية والطائفية والتحاصصية وهي غير متفرغة (لخراميش) هذه المحمية ، ولا تستطيع إن تلعب دور الجلاد وتحول هؤلاء المشايخ إلى ضحايا مما جعلهم يمعنون ويوغلون في تعميق الجرح العراقي وينفقون المليارات لقتل العراقيين وتخريب بلادهم والسعي لتكبيلهم بالديون الثقيلة المنتزعة من أفواه أطفالهم وشيوخهم ومرضاهم والتشبث بالقرار الاممي الجائر الذي رسم الحدود بالاتفاق محافظة الكويت ، وكذلك أوغلوا في عدوانهم المستمر من خلال إنشاء ميناء مبارك على الأراضي العراقية وداخل المياه الإقليمية العراقية .
ترى ما ذا تريد هذه التي تسمي نفسها النخب الكويتية من العراق ، وهل يعلمون إن تصرفاتهم واعتداءاتهم المستمرة على سيادة العراق والعراقيين جعلت بعض نخب الشعب العراقي يشعرون بالدوار ووجدوا انفسهم في موقف لا يحسدون عليه أمام عنجهية أمير الكويت فرددوا ساخرين بأنه لو كان العراق في وضع آخر لطلبوا من رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يرسل فوجا مع احد القادة العسكريين العراقيين ليحرر الكويت من آل الصباح .
تأملوا هذا الموقف وهو ناتج عن حجم الغطرسة الكويتية الرسمية والتي تستنفر الأسد الجريح وتتحداه .. ولكن عندما يستفيق سوف يثبت الرجولة والموقف إزاء ثلة من الأمراء والمشايخ المتغطرسين والذي اثبتوا للعالم في عام 1990 أنهم أسرع العدائين في العالم وحتى من (سعيد عويطة) نفسه ..!.
إن تصرفاتهم الناتجة عن عقدة الماضي والخوف من المستقبل جعلتهم يعلمون جيدا إن الكويت السليبة ستكون اليوم أو غدا ناحية تابعة للزبير ورحم الله أميرا أو شيخا عرف قدر نفسه .
firashamdani57@yahoo.com