في بعض الأحيان تغني عن ألف كلمة… الصورة الصحفية.. عين ثاقبة في اصطياد الحقيقة..!

12314058_909869809066805_2370427585140715377_nلقاءات /مديحة البياتي

هل من الممكن نقل خبر ما بدون الحاجة إلى استخدام اللغة..؟ اللغة أساسية في تحرير الأخبار وبدونها لا يمكن وصول الأخبار للناس.. كذلك الحقيقة في عالم الصحافة لا يمكن إيصالها للمتلقي بدون الحاجة إلى الصورة الصحفية..
التصوير الصحفي ليس مهمة سهلة كما يعتقد البعض ، بل ربما يكون في حالات كثيرة أهم من التحرير الصحفي ، في مراقبة ومتابعة الأحداث ومصداقيتها ، وتوضيحها للناس..
إن الصورة الصحفية هي بمثابة عين الجماهير المراقبة للحالات السياسية والاجتماعية والعلاقات الدولية ، هذه العين التي ترصد وتسجل وتوثق تاريخ هذا البلد أو ذاك ، وهذه المرحلة من تاريخ العالم أو تلك ، كل ذلك يتم من خلال صورة على سطح الورق الفوتوغرافي الحساس ، أو في ملفات الكومبيوتر ، تترك أثراً لا يمحى من الذاكرة..
ولكن.. كما قلنا.. ليس من السهل التقاط صورة صحفية جيدة ، تنطبق عليها مواصفات الصورة الصحفية ، بإمكانها الإجابة على العديد من الأسئلة ، وتوضيح العديد من المعلومات ، ودون الحاجة إلى شرح بالكلمات ، بغض النظر عن لغات الناس ولهجاتهم وجنسياتهم ، كل ذلك صعب أن يتم عبر صورة صحفية واحدة..
الصورة الصحفية الجيدة ، يتطلب تنفيذها خبرة تقنية ، وتجارب شخصية ، إضافة إلى الاستعانة بالأجهزة الحديثة المتطورة ، ابتداءاً من الأفلام الجيدة بالغة الحساسية والتحميض الفني الحديث إذا كانت الكاميرا آلية.. ومروراً باستخدام الكاميرات المتطورة وملحقاتها ومعداتها بالنسبة لكاميرات الديجيتال ، وانتهاءاً بالنشر.. والصورة ابلغ من قوة السلاح والاعلام سلطة لا تحجب حقيقتها قرارات ولا تنفع معها سياسة تكميم الافواه (طريق الشعب) سلطت الضوء على معاناة المصور الصحفي واجرت هذا التحقيق مع عدد منهم وكانت آرائهم كالاتي:

*في هذا الصدد ، لابد من الإشارة إلى أن المصورين الصحفيين يختلفون في اختيارهم للزوايا ، في لقطاتهم الصحفية ، تبعاً لاختلاف ثقافاتهم وخبراتهم ، وكذلك أمزجتهم الشخصية ، رغم إنهم يستخدمون ذات الأجهزة والمعدات الفنية الحديثة..
ومن هذا المنطلق ، فإن استخدام أحدث الكاميرات والأجهزة ، لا يقدم ولا يؤخر في إنتاج صورة صحفية متميزة ، ما لم يقترن ذلك بحس صحفي مرهف ، وثقافة فنية تواكب الفيض الحضاري ، وخبرة ميدانية في هذا المجال.. هذا ما قاله المصور الصحفي محمد رحيم وأضاف: في حقيقة الأمر.. فإن الحصول على كاميرا حديثة ، وبعض الأجهزة والمعدات المتطورة ، يمكن المصور الصحفي من قطع النصف الأول من الطريق ، ليكون مصوراً صحفياً ناجحاً ، أما النصف الثاني وهو المهم ، فليس بالتقاط صورة شخصية أو عائلية ، أو لمناظر طبيعية ، وإنما في الذهاب إلى المناطق الساخنة لتصوير الأحداث وصانعيها ، من أجل تقديم صورة خبرية وصحفية ناجحة ، يمكن أن تحتل مكاناً بارزاً في الصحف والمجلات..
فيما تحدث المصور الصحفي اياد محمد الذي يعمل في جريدة السياسة اليوم قد تفشل الصورة في إقناع المسؤول عن المطبوع بنشرها ، رغم إنها ناجحة.. وهذا جزء من صبر المصور الصحفي للوصول ، فلابد من تكرار المحاولة مرة أخرى ، وأخرى..
فإن هذا النوع من العمل الصحفي ، ينبغي الاهتمام الزائد به ، من أجل نشر صحافة فنية مصورة ومتطورة ، تواكب مسيرة الصحافة العالمية ، فبدون الاستعانة بهذا النوع الراقي من الفنون الصحفية ، لا يمكن الوصول إلى صحافة مصورة متميزة.. فانا أقوم بالمستحيل للوصول إلى غايتي حتى لو تطلب مني الأمر التسلق أو المخاطرة، ونلاحظ أن المصورين الصحفيين في أنحاء العالم يتقاضون أجور جيدة ومرتفعة. أما في بلادنا الأمر مختلف فالمردود المادي ليس كثيرا ويعتبر قليلا مقارنة بحجم العمل الذي نقوم به أما عن بيع الصور الفنية فهي قليلة واني اعتبر كل هذه الصعوبات تهون مقابل الصورة التي سيتم التقاطها. وأمام حبي لهذه المهنة فقد تعلمت الكثير منها وعشت مع حالات كثيرة جميلة ومحزنة. تعرفت على قصص أشخاص كثيرين تركوا بصمة في ذاكرتي.وعن أهدافه وأحلامه المستقبلية؟ يقول: طموحاتي لا حدود لها في مجال التصوير الضوئي وآمل أن أقدم رسالة من خلال صوري ويراها العالم كما أراها إنا جميلة. وان أترك لي بصمة يتذكرها الجميع وان تكون لي القدرة أن أعطي هذه المهنة حقها. وهدفي إقامة معرض فردي يجمل اسمي وأن أشارك في المعارض الجماعية. وأدعو المعنيين والمختصين بهذا الأمر بهذا الأمر إلى تبني المواهب الشابة من محبي هذه المهنة وتسهيل أمورهم للنجاح والتطوير نحو الأفضل وأشكر جريدة طريق الشعب على الوقفة الجميلة للتعريف بي وبهذه المهنة والحرفة.
*أصور كل شيء الا معاناته هكذا هو حال المصور الصحفي فهو جندي مجهول يخطف اللقطات الهادفة ويظهر الحقيقة الناصعة هذا ما قاله المصور طه علي وأضاف بالقول : يخاطر بروحه ويتحمل اعباء الاخرين لكن للحقيقة ثمن ذلك الثمن يدفعه المصور الصحفي اثناء تأدية واجبه المهني وتغطية المؤتمرات والتظاهرات والاحداث الامنية فاذا كان المواطن يستمت بالمشاهد التي يراها في التلفاز فالمصور الصحفي يخوض حربا مع الذات ومع الحدث ذاته كي يصل الى الهدف فالعوائق التي تعيق تحركه وتحجب شاشة عدسته كثيرة ورجال الامن هم ابطال المواجهة مع المصور الصحفي والهاجس الذي يشكله وجود المصور لرجل الامن كما للمواطن يثير ريبة ويشكل اندفاعا بلغة تهجمية او عدائية او فضولية فكثيرا ما يتعرض المصور الصحفي لاعتداءات اما اودت بحياته او انها اساءت لشخصه ومهنته حتى اعطت انطباعا لدى بعضهم بان كل مصور صحفي مغرض هدفه التأجيج والترويج لأفكار وغايات معينة يتحدث المصور الصحفي عن معاناته يصرخ فلا احد يسمعه يقدم خدمة انسانية حتى للذين يعتدون عليه فيقابله الاخرون بالعدوان لكن الجهات الامنية تبرر ذلك بإجراءات امنية وعملية تنظيم للعمل الاعلامي في ظل وجود وسائل اعلام مغرضة لكن الحقيقة تحتم التعاون مع الاعلام لا ان تحاربه الجهات المعنية والتعامل معهم بطريقة لائقة مهنية لا ان يتباهى بعضهم بإذلالهم لان سلاح الاعلام اقوى من الرصاصة او الكلمة الجارحة.

*ويقول المصور علي محمد .. التصوير الصحفي عالم واسع اكثر، كونه يقربك من الناس والمجتمع وينقل معاناتهم ومسراتهم فضلا عن كونه رسالة ولغة وهي اصدق تعبيراً عن الحقيقة، وكما يقال الصورة تعبر اكثر من الف كلمة، لقد تعلمت من العمل الصحفي ان اكون صادقا وان انقل الحقيقة كما هي بكل مهنية.
*قدمت للإعلام التغطية الصحفية المتميزة والمهنية في أصعب الظروف التي عاشها العراق ولم أمارس أي نوع من التهويل والتضخيم بالعكس كنت مهنيا وحرفيا في نقل المعلومة الصحفية وتقاريري الإخباري لها حيادية كبيرة فالوجه الأخر للقصة والتقرير ومصادري المتنوعة تثري قصتي وخبري وأضاف: الإعلام قدم لي الكثير فقد تعرفت بالكثير من الشخصيات المهمة في حياتي إن كانت شخصيات سياسية أو ثقافية أو فنية او عسكرية فقد حظيت بمحبة الجميع وفرضت احترامي عليهم لأنهم يجدون في صباح البازي ذلك الصحفي النشيط والمثابر والمتمرس ولم أتذكر يوما إنني ذهب لمكان ولم اعمل قصة منه فذاكرتي تصنع القصة والخبر والتقرير ولي موهبة وللحمد لله إن اصنع التقرير من أول مرة واسوقة إعلاميا ويصبح تقريري متميز وله صدى ويأخذ به من قبل المسؤولين العراقيين.*الصحفي والمصور مهند الليلي تحدث عن اصورة الصحفية بالقول: لعبت الصورة الصحفية دورا بارزا في نقل الهم الإنساني ومجريات الحروب والأحداث والمشاهد المأساوية التي عايشها الإنسان في ساحات الحروب حتى أصبحت الصورة الصحفية جزءا أساسيا في التغطيات الصحفية في نقل الصور الحقيقية للأحداث من مواقعها، والصورة الصحفية بالأمس ولعدم وجود اي تطور تكنولوجي في التعامل مع الصورة لم تكن تترك الأثر الذي تتركه اليوم لان سرعة وصولها إلى العالم قبل عشرين عاما لا تقارن باليوم بوجود الانترنت أولا وبوجود ما يمكن تسميته بثقافة الصورة .. وعن ما يميز الصورة الصحفية عن الصورة العادية ؟
الصورة الصحفية لها خصوصية تامة فهي الأصعب من حيث ظروف التقاطها تأتي فجأة ودون سابق انذار لا يوجد اي مجال للتفكير للحظة قبل التقاط اي صورة صحفية فهي مرهونة بالظروف والأحداث بعكس اي نوع من التصوير الاخير الذي يستطيع المصور على الأقل التقاط أنفاسه وترتيب أموره الفنية ..بالغالب تكون الصورة الصحفية وليدة اللحظة لا يمكن صناعتها او التحضير لها ولا يمكن التكهن بطريقة التقاطها – الصور الصحفي لا يختار الوقت المناسب للتصوير لان الوقت هو الذي يختاره ولا يختار المكان لان المكان هو الذي يحتم عليه التواجد به ..
ـ واخير اقول أن العدسة التي التقطت بها صورا تحمل المعاناة والألم .. هي قادرة أيضا أن تلتقط الصورة الجميلة