ثقافة وفن
تأملات

سامية خليفة/لبنان
تغيَّرَ لونُ البحرِ
فاستجديْتُ
زرقةَ بحرِ عينيكَ
لأتوهَ معهما في رحلةٍ
وحين هم المركب بالابحار
اتَّسع المدى بظلِّكَ
وضاقَ البحرُ
فظلُّك أخذَ كلَّ
الاتساعِ
والمركبُ أمسى على شفيرِ النِّهايةِ
ها هو ذا يخترقُ العبابَ
سيختفي حتمًا
مع الغروب
البحرُ سجنٌ
إن كانَ بِلا شاطئٍ
ترسو عليهِ كلماتُكَ
تفكُّ أسرَ التَّلعثمِ الغارقِ
بينَ طيّاتِ الأمواجِ
يا هديرَ البحرِ
هاتِ معكَ
صدى
صوتِ الحبيبِ
لتشفى جراحي
يا بحرُ
بكلِّ اتِّساعِكَ
ما اخترْتُ منكَ
سوى قوقعةٍ
تحتضِنُ وحدتي
هناك فقط أسترخي
أسمعُ صوتَ الأمواجِ خافتةً
فيزداد التَّأملُ
أطفو على وجهِ الماءِ
كشعاعٍ مكسورٍ
الهدوءُ يكتنفُ المشهدَ
المركبُ المختفي يعودُ
محمَّلا بالأفراحِ المكتسية
أحلامًا مزركشةً
المدنُ السّاكنةُ ما خلفَ البحارِ تصدِّرُ الفرحَ
ونحنُ هنا نقتاتُ على بقايا
أوجاعٍ