القلوب الرقيقة

ماذا لو انتقى كل البشر كلمات لطيفة في أحاديثهم؟ لماذا يؤدي عناد المرأة وكبريائها أحياناً كثيرة الى قتل الحب؟ وماذا لو كان استخدام الكلمة لإرسال المشاعر الصادقة فقط؟ ولماذا لمّا نخلو بأنفسنا يكون لدينا كثير من كلام ومشاعر مختزنة؟ الأهم، لماذا حين نلتقي بمن نحب تتوه بنا الكلمات أو نتحفظ عليها؟ واليكم الدليل.
في ذات ليلة كان القمر جميل جداً وكانت فتاة مرهفة الاحساس ناعمة رقيقة الكلمات، صاحبة قلب محب، في الطرف الآخر، كان هناك شاب وسيم، طيب القلب، لكنه متقلب المزاج وعصبي جداً أحياناً.
حصل القدر وجمع الحب بينهما، وكانت البداية صعبة، إذ لم يكن هناك تقبل من الفتاة لعدم اقتناعها بمثل هذه العلاقات لكنها ومع الوقت صارت تثق به وتعلقت به وأصبح لها كل الحياة، وصار كل منهما يعرف عن الأخر ابسط وأدق امور حياته بكل تفاصيلها لكن بقى عند الشاب بعض كبرياء وعند البنت بعض عناد، مما جعلهما يختلفون في كل لقاء بينهما في وجهات النظر.
في ذات ليلة أخرى، أحبت الفتاة أن تسمع من الشباب ما تريده منه من الرقة والإختبار لقلبه، فسألته: ماذا لو كانت لديك وردة تحتاج إلى عناية ورعاية حتى تنمو وتزهر ويفوح منها الطيب؟ قال: ساجلب لها سماداً لتنمو، فصعقت الفتاة من إجابته، قالت: واذا كانت لا تحتاج للسماد بل إهتمام ورعاية؟ قال: كل الورود تقبل بالسماد، فصعقها اجابته أكثر، كانت تنتظر إجابة مختلفة، حدثت نفسها: ماذا خسر لو قال هذه وردتي وسأعتني وأجعلها أجمل ورده لتكون هي المميزة، وأكمل حديثه معها قائلا بجرأة وقحة: اتعرفين أني أقدر أحرق قلبك؟ هنا شعرت بذبحة قلبية فكيف سمح له قلبه أن ينطق هذه العبارة لماذا لم يكن الطبيب المداوي وقال لن أسمح يؤذيك ويقهر قلبك أحد؟ لماذا لم يقل سأحرق من يحاول أن يؤذيك؟ تماسكت وطرحت عليه سؤالاً بجرأة مهذبة: هل تحبني؟ أجاب نعم، أقسم على ذلك، واذا لـم يكن لي نصيب معك فسأظل أحبك للأبد، وهنا أحست بالضيق فلماذا لم يقل لها: لن أسمح بأن تكوني لغيري، وسأحارب حتى نكون مع بعض؟ لماذا توقع أن أكون لغيره، بدأ صراعها النفسي يجول في خاطرها، هل هذا الإنسان يحبني كما يدعي؟ فكيف يحبني وهو لا يحسن نطق ولو كلمة حب ايجابية واحدة؟ هل يتعمد ذلك؟ معقول أراد استفزازي لأخرج مشاعري المختزنة؟ أمعقول هو ذكي لدرجة خطط ليختبرني؟ ومع كل هذا وذاك، كانت الليلة بالنسبة لها ليلة مؤلمة محزينة مؤثرة، فرفقاً بتلك القلوب.
غزل احمد المدادحة