أخبار دولية

محاولة نفخ البوق تشعل ساحة الأقصى والشرطة تتدخل فورًا

يارا المصري

شهد المسجد الأقصى في اليومين الأخيرين حادثة جديدة أثارت جدلًا واسعًا، بعد احتجاز ستة زوار يهود إثر الاشتباه بمحاولتهم نفخ البوق داخل باحات المسجد. وتأتي هذه الواقعة في وقت يتزايد فيه توافد الزوار خلال فترة رأس السنة العبرية، ما يجعل الأقصى مسرحًا لحساسيات متكررة بين المصلين والزوار.

وفقًا لممثلي دائرة الأوقاف الإسلامية، فقد رصد موظفو الأوقاف مجموعة من الزوار اليهود أثناء محاولتهم ممارسة طقوس دينية تتعارض مع الوضع القائم في الأقصى. وعلى الفور جرى تنبيه عناصر الشرطة المنتشرين في المكان، حيث تدخلوا بسرعة لإيقاف الحادثة، وأخرجوا المشتبه بهم من الساحة.

وأكدت مصادر محلية أن الأشخاص الستة جرى نقلهم إلى التحقيق، ومن المتوقع أن تصدر بحق بعضهم أوامر إبعاد عن المسجد لفترات متفاوتة، في خطوة تهدف إلى منع تكرار مثل هذه المحاولات.

رغم التوتر اللحظي الذي رافق الحادثة، عادت الأمور إلى طبيعتها خلال فترة قصيرة. فقد واصل المصلون أداء صلواتهم بشكل اعتيادي، فيما عمل موظفو الأوقاف على تهدئة الأجواء وتنظيم حركة المصلين والزوار. وشددت التقارير الميدانية على أن الهدوء عاد إلى باحات المسجد بفضل سرعة الاستجابة والتنسيق بين مختلف الجهات المسؤولة.

المسجد الأقصى يُعدّ من أكثر الأماكن حساسية في القدس، حيث يرفض المسلمون أي محاولات لإقامة طقوس دينية غير إسلامية داخله، ويعتبرونها انتهاكًا صارخًا لحرمة المكان. وخلال السنوات الأخيرة، تكررت محاولات مجموعات يهودية لنفخ البوق أو أداء صلوات علنية داخل الساحات، خاصة خلال مواسم الأعياد. وغالبًا ما تؤدي هذه المحاولات إلى تدخلات أمنية وإلى أجواء من التوتر داخل المدينة القديمة.

يرى مراقبون أن الحادثة الأخيرة تكشف عن استمرار حالة التجاذب حول المسجد الأقصى، خاصة في الفترات الدينية الحساسة. كما تعكس في الوقت ذاته الدور الحاسم للأوقاف الإسلامية في رصد أي تجاوزات، والتنسيق مع الجهات الأمنية للحيلولة دون تفاقم الموقف.

يبقى المسجد الأقصى رمزًا دينيًا وروحيًا يكتسب أهمية بالغة لدى المسلمين، فيما تواصل الحوادث المتكررة داخله إبراز حجم التعقيد الذي يحيط بالوضع في القدس. وبينما نجح التدخل السريع في إعادة الأمور إلى نصابها هذه المرة، يظل الحفاظ على قدسية المكان تحديًا مستمرًا يتطلب يقظة دائمة وإدارة حكيمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى