الإرهاب البيئي وقمة هوبرت

خلال البحث عن عناصر التطابق بين دعوات المعنيين بالجانب البيئي بشأن التخلي عن الوقود الاحفوري، بوصفه السبب الرئيس في الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، والارتفاعات غير مسبوقة في درجة حرارة الأرض، وبين تسابق الشركات التي تحكم العالم للهيمنة على مصادر الوقود الاحفوري مع اقتراب سنوات الانخفاض في معدلات الانتاج بحسب نظرية {قمة هوبرت النفطية}، التي تفترض {إن إنتاج النفط العالمي سيأخذ منحى يشبه شكل الجرس، اذ سيبلغ حدا أقصاه، ثم يبدأ بالانخفاض إلى مادون ثلث معدلاته في زمن القمة ما يؤدي إلى صراعات دولية كبيرة}. 
الأمر الذي يثير الكثير من الشك بشأن التقارير، التي تتحدث عن أن كوكب الأرض صار يحتجز الان كميات من الحرارة تعادل ضعفي ما كان يحتجزه قبل 14 عاما، مستغلة معطيات التغيير المناخي الناجمة عن التصحر بفعل الارهاب البيئي الناجم عن تصاعد وتيرة ازالة الغابات واكتساح الأراضي الزراعية لصالح المشاريع الصناعية في عموم العالم، خصوصا ان ترسانة الاعلام العالمي التي تقودها رساميل العولمة مليئة بالمختصين في صناعة الأخبار والتقارير الموجهة وغير الحقيقية.
الأمر الذي يدعونا لمراجعة ما قيل ويقال بشأن البيانات والنتائج الصحيحة التي جاءت بها {نظرية قمة هوبرت} مع انها طرحت في خمسينيات القرن الماضي، وتطابقت توقعاتها مع إنتاج الولايات المتحدة والعالم من النفط وتطورها حتى مرحلة السبعينات ما أثار الاهتمام بما جاء بها، وبناء عليه فقد استدل بعض خبراء النفط على أن معطيات نظرية {قمة هوبرت} ستكون بين عامي 2020 و 2037 بسبب انخفاض كلف الإنتاج والارتفاع الكبير في الأسعار، ثم يهبط الانتاج إلى مادون ثلث معدلاتها في زمن القمة فينتج عنه الصراع. 
وبناء عليه، فان لعبة انخفاض أسعار النفط التي شهدتها الأسواق النفطية منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008 حتى اليوم الذي يشهد تداعيات ما يسمى بجائحة كورونا، لا تبدو أنها مرتبطة بشكل كلي بانخفاض معدلات النمو العالمي كما تتداولها وسائل الإعلام نقلا عن المنظمات المعنية بالطاقة والتي تسيطر عليها وتديرها شركات النفط العالمية، قدر ارتباطها بلعبة مستقبل النفط والهيمنة على مصادرة. 
ولأن عوادم الوقود الاحفوري لها دور لا يمكن اغفاله في ملف التغير المناخي الناجم عن انحسار الرقعة الخضراء في قشرة الأرض، فان التحذيرات ستتلاحق أكثر بشأن خطورة الوقود الأحفوري كلما اقترب انحدار معدل الانتاج نحو الثلث وكلما ارتفعت حرارة الصيف اللاهب.

اترك تعليقاً