“العلم العراقي وقاط المدير”

بقلم/ رئيس التحرير

عرفت الدول والاقوام والقبائل بوضع رمز لها للتعبير عن ارثها الفكري والحضاري ويعتبر هذا الرمز(العلم) هو عزة البلد، ومن الجميل جداً عندما نشاهد بعض المسؤولين في الدولة عند اللقاء بهم في إحدى القنوات الفضائية وهو يضع العلم العراقي خلفه عند التصوير، فهذا امر جيد وهو يدل على شيئين الاول عراقية الشخص وحبه لبلده والثاني ربما يعتبر (اتكيت) مكملاً.

فالعلم في ظاهره قطعة من القماش ومن ألوان متعددة لا اكثر لكن هذه القطعة تكتسب اهمية لانها تمثل رمز البلاد، ومن دواعي سعادتنا ان نرى العلم العراقي يرفرف في المحافل الدولية ويزيدنا ذلك فخراً وخاصة عندما يكرم الرياضيون عند تحقيق أي انجاز، لذا نجدهم يضعون العلم على صدورهم لانهم يعتبرون العلم يمثل كل اطياف الشعب ولا يمثل شخصاً او طائفة.

لا اريد ان اخرج عن صلب موضوعي وخاصة عندما أقارن الفرق بين العلم و(قاط) المدير في دوائرنا الرسمية، ربما الاختلاف كبير جدا، فنحن نجد (قاط) المدير من اجود الماركات العالمية وتكمل اناقته بربطة العنق والقميص الراقي ذي الألوان الجذابة، لكن الغريب عندما ننظر الى العلم في اعلى بناية كل دائرة نجد ان حاله يرثى لها ، فألوانه باهتة وقماشة متهرئ من الظروف المناخية المتغيرة بشكل كبير بين فصلي الصيف والشتاء دون الاكتراث من قبل المسؤول المباشر في الدائرة الحكومية .

ولهذا من حقنا ان نتساءل، هل فكّر مدير الدائرة عندما يشتري (القاط) ان يشتري علماً للدائرة ليستبدله بعلم آخر؟!، أو انه نسي ان العلم عنوان وعزة البلد؟!، فكم شهيد جاد بنفسه في سبيل عزة هذا العلم؟، وهل نسي المدير ان في العلم  كلمة لفظ الجلالة؟، فإلى متى يبقى العلم العراقي هكذا حاله؟!.

انا اعتقد ان على مدراء الدوائر والمعنيين أن لا ينسوا رمز عزة بلادهم لنبقى نفتخر به، وعلى الجميع احترامه، ولعلي اشك بوطنية كل مدير دائرة يعلوبنياتها علم ممزق، وفي الختام اذكّر ما نظمه الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي عندما مجّد العلم العراقي بقصيدته الشعرية

عش هكذا في علو ايها العلم

                     فاننا بك بعد الله نعتصم

اترك تعليقاً