العمق الستراتيجي للمشرق العربي

المشرق العربي هو مصطلح جغرافي يُطلق على جزء من منطقة الشرق الأوسط، الذي يمتد من البحر الأبيض المتوسط غربا، حتى الهضبة الإيرانية شرقا، يعني العراق وبلاد الشام ودول شبه الجزيرة العربية ومصر، كون مصر تتخذ مكانا متوسطا جغرافيا ما بين المشرق والمغرب العربيين، كذلك في مجالات عديدة منها الثقافة والفنون والعمارة، إلا أنها تعد اقرب إلى المشرق بسبب الروابط التاريخية والجغرافية بينها وبين بلاد الشام منذ عهد الفراعنة، حيث كانت تعد منطقة متحدة الحكم معظم تلك الفترة، ولا شك ان مؤتمر القمة الثلاثي بين العراق والاردن ومصر، ليس فيه خاسر لا من الدول الثلاث، ولا من الدول الاقليمية المحيطة، او البعيدة، انما المؤتمر يهدف الى تقوية مصالح الدول الثلاث في التقارب، ونحن من خلال المراقبة، نجد أن كل المؤتمرات التي تعقد الآن هدفها مصلحة اقتصادية بالدرجة الاساس، وهي نقطة مضيئة في العلاقات الدولية الان، ونحن نؤكد ان هناك علاقات حضارية وتاريخية بين العراق والاردن ومصر، ناهيك عن علاقة الاخوة والمصالح المشتركة، وهذه الامور عامل قوة في التقارب بين الدول الثلاث، لاسيما بعد التغيرات السياسية بالمنطقة، اي بعد ما يسمى بالربيع العربي كان العراق وغيره من العرب بحاجة ماسة للتقارب وايقاف حالة التشظي في العلاقات العربية، فلا بد من وجود عمق ستراتيجي عربي، وايجاد دالة التوازن في العلاقات العربية والدولية، ومحاولة النأي عن دوائر الاستقطاب والبحث عن المصالح اينما توجد، فهناك فرصة واضحة في مجالات الاستثمار والاعمار والطاقة، اضافة لفرصة سياسية هي نشدان التقارب العربي العربي، وهذا مهم لعوامل تاريخية معروفة، كما اسلفنا، تغذي العوامل الاقتصادية في التنمية والاعمار، لكن هنا نقف بأمنية التحقيق على ارض الواقع، حيث القيام فعلياً بتأسيس مشاريع مشتركة خادمة لمصالح الجميع من اجل الديمومة والاستمرار، اي تحويل تلك الاتفاقات إلى برامج عمل فوق الأرض، مثل قيام المدن الصناعية المشتركة للاستفادة المتبادلة. 
اذن مشروع المشرق العربي الجديد هو محاولة للخروج من حالة التشظي التي تمر بها المنطقة العربية، وبالتالي هو قد يكون نقطة كنواة لتجمع عربي أكبر، ومن ثم محاولة لتغيير الصراعات في المنطقة لصالح التضامن العربي.

اترك تعليقاً