درجال ليس عميلا يا ( بطيحان ) !! 

بقلم/ د. منذر العذاري 

بعد سقوط الصنم قبل خمسة عشر عاما أصبحت عضوية الاتحاد العراقي لكرة القدم مطمعا لكل من هبّ ودبّ ، وأخذنا نقرأ أسماء لأشخاص مجهولين لم تكن لهم أية بصمة في التاريخ الرياضي وهم يحتلون مناصب مهمة في تشكيلة اتحاد الكرة ، أشخاص كانوا يحلمون بالتقاط صورة مع نجوم مثل فلاح حسن وعلي كاظم ودوكلص عزيز وعدنان درجال واحمد راضي وحسين سعيد أصبحوا بين ليلة وضحاها مسؤولين كبار يتحكمون بمصير الكرة العراقية ، أشخاص لم يدخلوا ملعبا رياضيا في حياتهم ولم يركلوا كرة أو يرتدوا بدلة رياضية أخذ الجميع يناديهم بكلمة ( كابتن ) لأنهم أصبحوا بقدرة قادرة قادة في اتحاد الكرة وهم الذين لم يمارسوا في حياتهم سوى ألعاب ( الدعبل والجعاب والطم خريزة ) وأخذوا في غفلة من الزمن يتحكمون بمقدرات الرياضة والرياضيين الذين أفنوا أعمارهم في الملاعب لاعبين ومدربين وإداريين . 

هؤلاء الأشخاص لم يكتفوا بالسيطرة على مقاليد الكرة العراقية بل أصبح البقاء في مناصبهم دورة بعد أخرى هدفا يستحق التضحية بكل شيء ، و ( ياويل ) من يفكر بمنافستهم على هذه المناصب العزيزة مهما كان تاريخه الرياضي ، ولذلك أصبح نجوم الكرة العراقية الكبار أعدى أعدائهم وأخذوا يسعون بكل ما لديهم من قوة وتأثير من أجل إبعاد هؤلاء النجوم عن الاتحاد ، فعندما رشح نجم الكرة العراقية الكبير الكابتن فلاح حسن نفسه لرئاسة الاتحاد في الانتخابات التي أقيمت عام 2011 استحدث ( دهاقنة ) الاتحاد فقرة جديدة في النظام الداخلي للاتحاد تمنع حملة الجنسية المزدوجة من الترشيح للانتخابات وكأن منصب رئيس اتحاد الكرة أو عضوية الاتحاد يعدان أكثر حساسية وأهمية من المناصب الرئاسية و الوزارية أو عضوية مجلس النواب ، وعندما أعلن بعض النجوم السابقين رغبتهم بالترشيح للانتخابات الأخيرة لجأ الاتحاد لإضافة فقرة لنظامه الداخلي توجب على المرشحين الحصول على ( التثنية ) من أعضاء الهيئة العامة وكأنهم رشحوا لرئاسة ( الفيفا ) وليس لاتحاد وطني من 211 اتحاد في العالم ، وبذلك أطاحوا بالكابتن نشأت أكرم ، قبل أن يطيحوا بزميله النجم الكبير يونس محمود في مسرحية مكشوفة . 
كل ما حدث مع فلاح ونشأت ويونس في كفة وما تعرض له النجم الكبير عدنان درجال في كفة أخرى ، فقد تعرض الرجل لحملة ( تسقيط ) كبيرة من اتحاد الكرة ومستشاره القابع في أمريكا لا لشيء إلا لأنه ( تجرأ ) على الدخول لمنافسة عبد الخالق مسعود على عرشه .

في البداية قاموا باستبعاده عن سباق الانتخابات بحجة عدم قانونية ( التثنيات ) التي حصل عليها ، ثم أتهموه بتزوير وثيقة رسمية قدمها في ملف ترشيحه للانتخابات ، وبعدها كلفوا طه عبد حلاته بإصدار قرارإيقاف درجال عن العمل الرياضي لمدة خمس سنوات بادعاء عدم قانونية أوراق ترشيحه لانتخابات اتحاد الكرة حسب المادتين 79 ( التزوير والتزييف ) و80 ( الأخلاق والنزاهة ) من لوائح لجنة الأنضباط رغم إن المادتين تنصان على معاقبة مرتكب التزوير بغرامة مالية مقدارها خمسة ملايين دينار عراقي والإيقاف عن ممارسة أي نشاط للاتحاد لمدة لا تقل عن خمسة أشهر ، ولا أعلم من أين أتى حلاته بعقوبة الخمس سنوات ؟! .

 
أخر حلقات مسلسل التسقيط بحق عدنان درجال كانت اتهامه بالعمالة والأدعاء بأنه ” مرسل من دولة أجنبية ( ليست قطر حسب زعمهم ) لغرض السيطرة على رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم ولأغراض سياسية بحتة ” ، وهي تهمة كبيرة لا يمكن السكوت عليها لأنها تمس أمن وكرامة الوطن ، ومن هنا نطالب دولة رئيس الوزراء بالتدخل وأجراء تحقيق فوري بهذه الاتهامات الخطيرة ، واتخاذ القصاص اللازم بحق من تثبت إدانته أو تلفيقه مهما كانت صفته ومركزه الاجتماعي . 

أخر الكلام / عدنان درجال خدم الكرة العراقية لاعبا ومدربا وإداريا لسنوات طويلة ومثل العراق في ثلاث دورات أولمبية وخمس بطولات خليجية ، ولعب دورا كبيرا في وصول العراق لنهائيات مونديال المكسيك ، ولذلك فليس غريبا أن يثير رعب من لم يكن ( ناطحا ولا شاطحا ) .

اترك تعليقاً