رسالة من برهم صالح

بقلم/حمزة مصطفى

إختار الرئيس برهم صالح أن يكتب لنا نحن المكرمين ممن وضعنا الزمن في خانة رواد الصحافة رسالة بدت بمثابة رسالة شخصية. الرسالة عاطفية وحضارية أيضا. يكتب الرئيس مخاطبا كل واحد ممن شملوا بالتكريم “إن دوركم المثابر عبر عقود من السنوات هو موضع تقديرنا وأحترامنا, والتقدير هو تعبير عن إمتنان لما بذلتموه وحققتموه جنبا الى جنب مع المخلصين للتقاليد الرصينة للعمل الصحفي من زملائكم من جيلكم ومن مختلف الأجيال الرائدة والمؤسسة والمطورة للصحافة الوطنية”. ويدعونا الرئيس في ختام رسالته أن نقدم للأجيال الجديدة عصارة جهدنا من أجل مواصلة الدرب. شخصيا تعرفت على الرئيس الدكتور برهم صالح عام 2004. كان هو نائبا لرئيس الوزراء في حكومة الدكتور إياد علاوي الإنتقالية, وكنت أنا وقتذاك أعمل في قناة “الشرقية” التي كانت قد إنطلقت كأول قناة فضائية عراقية بعد التغيير عام 2003. تكررت فيما بعد اللقاءات مع الدكتور برهم عشرات المرات وعبر كل المناصب التي تولاها نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا في الحكومة الإتحادية ورئيسا لوزراء إقليم كردستان حتى إنعقدت صداقة بيننا. منذ اللقاء الأول عام 2004 وحتى آخر لقاء معه الأحد الماضي حين قام بتكريم مجموعة من رواد الصحافة العراقية لم يتغير شئ من برهم صالح. زاد وزنه قليلا وإتسعت صلعته, ماعدا ذلك بقي برهم صالح نفسه هو هو مثلما رأيته عام 2004 أكبر من كل المناصب السابقة التي تولاها وجدير بالمنصب السيادي الكبير الذي يتولاه حاليا.. رئيس جمهورية العراق. وبالرغم من محدودية صلاحيات الرئيس في نظامنا النيابي الإ إنه جسد رمزية المنصب أفضل تجسيد سواء في لقاءاته المحلية والدولية مع مختلف المسؤولين عراقيين وعربا وأجانب. تواضعه الجم وثقافته الواسعة لاتلغي المسافة المطلوبة في التعامل بدقة مع البروتوكول الرئاسي بدء من الدخول الى قصر السلام حتى خروجك منه حين يحرص على توديعك عند الباب. حين تناقشنا في أحد جروبات الواتس حول مواصفات الرئيس صالح قال السياسي الصديق إبراهيم الصميدعي أن لصالح ميزة وهي إنه “يحتفظ بالصداقة مع قمة الخلاف معه, وهذه من مميزات السياسي الحقيقي”. وحين دعاني إبراهيم أن أختلف مع الرئيس صالح لكي أثبت فرضيته فإنني طمأنته بأني لن أختلف معه صديقا أما كسياسي ورجل دولة فحين أجد مايستحق النقد حتى لو كان حادا فلن أتردد في ذلك. فالصديق من صدقك لا من صدقّك.

اترك تعليقاً