ماجدة

بقلم/ هادي جلو مرعي

الماجد في اللغة من الأسماء الغنية بالمعاني النقية. فالماجد هو الشريف الفاضل الكامل، ذو العزة والسؤدد، وصاحب المكارم والشرف والرفعة والعطاء والإجتهاد والنبل والكرم. ولعل مكارم الأخلاق إجتمعت فيه حتى إستطالت وطالت وبانت، وصارت محط الإنتباه، وربما الحسد والغيرة من الناس الذين يعجزون عن الوصول الى مجد الماجد المجد المجتهد النبيل.
السيدة ماجدة التميمي التي تعتني بقضايا النزاهة ومحاربة الفساد، إشتغلت منذ سنوات على ذلك، وواجهت المزيد من حملات التشهير المدفوعة من جهات فاسدة، ولاأعرف بالضبط من هي هذه الجهات خاصة التي تتعدد أوجه الفساد لديها، وهي كثيرة وعديدة في ظل الفوضى الراتبة التي يعيشها العراق منذ مدة طويلة، وربما يكون حديثي بالإيجاب عن هذه السيدة مدعاة للتعرف على أهمية أن ندعم من يحاربون الفساد في بلد كثر فيه الفاسدون حتى صاروا هم الدولة، وكنا نظنهم جولة عابرة، وقد كان وهما منا وحماقة، وهناك من يقوم منهم اليوم بالتوسط لنقل المسؤولين الشرفاء من مناصبهم ودوائرهم لأنهم يعطلون الفساد، وقد أبلغني مدير مؤسسة إن هناك حملة يقوم بها مفسدون في وزارة من الوزارات بغية إستصدار قرار بنقل أحد المدراء الشرفاء من محافظة ذي قار لأنه يرفض التعاطي مع الفاسدين، وهو أمر طبيعي في بلد مثل العراق يظهر البعض فيه على التلفاز وفي مؤتمرات صحفية يذكرون بعض القضايا التي يشتبه بوجود فساد فيها والهدف الأخير إستفزاز مسؤول، أو جهة لدفع المال الحرام، وتنتهي القضية.
في الإنتخابات الماضية كانت السيدة التميمي مرشحة فيها، وفازت بنسبة عالية، ومنحت القائمة المرشحة عنها دفقا من الأصوات مكنتها من الظفر بمزيد من المقاعد، ومن مواقف الإيثار التي أذكرها إن أحد الشبان كان يعمل في فريقها الإعلامي والدعائي، وقد تحدث إليها عن وجود مرشح في المنطقة التي يسكن فيها، وسألته عنه فأخبرها من هو، وقد عرفته، وقالت للشاب: إن هذا الشخص ممتاز وخلوق ومؤدب، ولديه من الوطنية مايغنيه، فكن معه مساندا فنحن بحاجة الى أمثاله، وقد أبلغ الشاب ذلك المرشح بماكلفته به السيدة التميمي التي وظفت أحد العاملين معها للدعاية لمنافس، وهو إيثار ينم عن شخصية واعية ونبيلة.
صار الذين يأكلون الحرام من الناس مايخشى على المجتمع من جراء غيهم وبغيهم، فما كثر الحرام في مجتمع حتى هتكته البلايا والرزايا، ولم يعد معصوما من المصائب، فليس الكبار فقط هم الذين يسرقون، وليس الفساد في المال وحسب، بل هو أشكال وصور قد يمارسها الصغير والكبير، والمسؤول الرفيع والشخص الوضيع. وعندما تعم الفوضى يكون الفاسدون هم الحاكمون. اللهم إنا نعوذ بوجهك الكريم أن يطالنا عذابك وسخطك يارب.

اترك تعليقاً