مسؤولياتنا المجتمعية ودور شبابنا تجاه مجتمعنا ووطننا العربي

بقلم: د. طراد علي بن سرحان الرويس

إن من مسؤولياتنا كمجتمع مدني عربي ، العمل على تسليط الضوء على إعادة بث الروح في جسد أمتنا العربية من جديد ، وإحداث نقلة نوعية في تاريخنا لمرحلة جديدة من العمل المشترك بين شعوب أمتنا العربية يقودها شبابنا العربي على أسس راسخة تتصدرها مصلحة أمتنا فوق أي إعتبار ، والالتفاف إلى قضايا أمتنا المصيرية ، والاجماع على ما يجمع بين دولنا وبين شعوبنا العربية في الماضي والحاضر والمستقبل ، وترك الاختلافات جانباً ، لإنهاء الخلافات والصراعات ، والبناء على العناصر المشتركة فيما بيننا ، والالتفات إلى رأي الشارع العام العربي في صياغة علاقات شعبية (عربية – عربية) صحية ،

بدلاً من التناحر والمشاحنات التي نراها اليوم تخيم على علاقات مجتمعاتنا العربية وأنظمتنا الرسمية .وكذلك السعي إلى تجميع الصف ولم الشمل على مستوى أمتنا العربية دون إستثناء، وذلك من خلال إعداد صيغة منهجية للمساهمة في تحقيق المصالحة العربية والاقتراب من الآخر للتكامل الشعبي العربي ؛ لنحقق بذلك آمال أمتنا وحلمها العربي في وحدتها والنهوض بحضارتها ورفع مكانتها في جميع الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتسليط الضوء على حال امتنا في وقتنا الراهن والى أين وصل الحال بها ، وما يواجهها من تحديات تقف امام وحدتها في الصف والكلمة والهدف ، وما يعيق تحقيق اهداف التنمية المستدامة في وطننا العربي (رؤية عربية 2030).

وكذلك المساهمة في البناء الحضاري لأمتنا العربية وتنمية شخصيتها وتعزيز هويتها بما يتناسب ومتطلبات تحّول عالمنا من عصر تقليدي إلى عصر الصناعة والتكنولوجيا ،في إطار القيّم والثوابت العربية الأصيلة وثقافة السلم والسلام وقبول الآخر .‏‪ ‬كما يتوجب علينا كمجتمع مدني عربي حر العمل على تسليط الضوء على أهمية دور الشباب في تنمية الوطن وتقدمه والسعي الجاد لتعزيز الهوية الوطنية والقومية لجعلها هوية ترفع من شأن شبابنا ومكانتهم وتزيد من احترامهم وثقتهم في النفس ..

لكونهم عماد أمتنا ، وسر نهضتها وبناة حضارتها، وخطها الأول في الدفاع عنها.وكذلك يتوجب على اعلامنا العربي العمل بكل موضوعية وامانة على تسليط الضوء على إنماء قيم المنافسة الفعالة والإيجابية لعمل الموازنة بين ادوار الشباب المختلفة التي يعملون على تنفيذها ويكاملوا بينها .. وايضا توعيتهم بمفاهيم المحبة والود والتعامل فيما بينهم ، للوقوف متكاتفين كقلب رجلِ عربيِ واحد لتوسيع هامش المصالحات وإزاحة الضغائن والتصدي للفرقة وللكيانات الهدّامة ولمواجهة التخريب والجرائم ولأي عدوان داخلي أو خارجي متمرد أو متطرف يستهدف استقرار أمتنا وأمن وطننا .

وكما يعلم الجميع بأن أمتنا العربية تعيش في مرحلة صعبة وحرجة ، وتتعرض باستمرار إلى تحديات حتى أصبحت أمة تحت الخطر ، ولعلي لا أكون مبالغا ًإن ذكرت بأنها أخطر مرحلة تمر بها امتنا العربية على مدى تاريخنا العربي المعاصر .وإدراكا منا جميعا على أهمية دور شبابنا وقوتهم وعزمهم وإصرارهم في تحقيق آمال أمتنا وتطلعاتها ، ومقدرتهم على تذليل كل تلك العقبات والمعوقات التي تقف امام تحقيق ذلك ، حيث تشير الإحصائيات في وطننا العربي إلى أن نسبة أعداد الشباب في جيلنا الحالي يفوق اي عدد قد مضى عبر تاريخنا ، وتلك النسب المرتفعة من الفئة الشابة تعتبر ميزة تنافسية تفتقرها مجتمعات العالم بل وتعدها قوة بشرية هائلة ، وبالدعم والاهتمام بتلك القوى البشرية والتخطيط لتوظيفها بالشكل الصحيح الذي سيكون بمشئية الله سببا هاما واساسيا في تقدم مجتمعنا العربي ورفعته والنهوض بحضارته .

وما اردت الاشارة اليه فيما ذكرته اعلاه ، هو ان مسؤولياتنا المجتمعية تتمثل في مواجهة الفجوات التي خلقت بين ابناء امتنا العربية منذ أزل بعيد مستهدفة تفرقتهم من خلال زرع الفتن ونثر الكراهية والعنصرية فيما بينهم ، وكذلك العمل على سد الثغرات التي من خلالها تصعد الخلافات فيما بين أمتنا وشبابها ، وبين حكوماتنا العربية ، ولإحداث ثورة إيجابية في كافة جوانب حياة المواطن العربي المختلفة بما يتماشى مع رؤية حكوماتنا العربية 2030، وتنفيذ خططها التنموية لمواجهة تحول عالمنا من عصر تقليدي إلى عصر الصناعة وتكنولوجيا تقنية المعلومات‪ .‬

وبعد تتبعنا التجارب والمحاولات السابقة ، والآليات والخطوات التي اتخذت لتحقيق وحدة أمتنا والنهوض بحضاراتها، والتي لم يشاء الله لها ان تتحقق آنذاك ، وبعد فهم المعوقات والتحديات التي كانت سببا في عدم تحقيق حلمنا العربي ، بدأنا العمل كمرحلة أولى على تثقيف المواطن العربي وتوعيته بقضايا امتنا ، وإلى أين وصل الحال بها ، بهدف إيجاد الحلول الممكنة لحل قضايانا التي تعيق تقدم امتنا ووحدتها في الصف والكلمة والهدف ، وتنمية وطننا العربي واستدامته .حيث حظيت هذه المرحلة بالقبول بين شباب أمتنا العربية بكافة طوائفهم وفئاتهم المختلفة ،

حيث أعطانا ذلك القبول حافزًا ليس فقط على عزمنا في الاستمرارية كمطلب شعبي عربي لتحقيق حلم شبابنا العربي ، بل اصرارنا ورغبتنا في الوصول إلى حلمنا العربي (الوحدة العربية) ، والطريق إلى ذلك يكون بالاستمساك بقيمنا الأصيلة وعملنا الدؤوب وإصرارنا على إعمار الأرض وحمايتها ، والاهتمام بالنواحي الاجتماعية والثقافية ، وتحفيز الأفكار الإبداعية ، وبناء الإنسان العربي القادر على مواجهة تحديات تحول عالمنا ، للنهوض بأمتنا وحضارتها ، وتحقيق أهداف تنمية الوطن العربي باكمله وازدهار اقتصاده واستدامته .ومن هنا فقد عزمنا وبمشاركة شباب الوطن العربي بمختلف أقطاره ، على العمل على كل ما من شأنه ان يحقق تطلعات وآمال شعوبنا العربية ،

من تجميع وحدة الصف العربي ، وتوحيد الكلمة والهدف ، وصياغة خطاب شعبي عربي واحد ، أساسه السلام والاستقرار والأمن والامان والإخاء والتسامح والعدالة وقبول الطرف الاخر ، لتكون القوة ونقطة الانطلاق لتحقيق غاية امتنا الأسمى وحلمنا العربي .. (الوحدة الوطنية العربية).وأختم ذلك ، بقول الله عز وجل : “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” ويدعونا جلّ جلاله إلى الوحدة قائلا : “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”. صدق الله العظيم .

اترك تعليقاً