مِلكُ يَمِين

بقلم د . شيرين العدوى

انتشر بين المطلقين زواج ركنوا إليه وارتاحوا له يسمى: ملك اليمين معتمدين على رأى بعض المفسرين فى الآية: «وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا» يقوم هذا الزواج على موافقة وقبول بين الطرفين وإشهار بأنهما متزوجان فى الأوساط التى يظهران فيها. فالمطلقة من النساء أو الثيب التى سبق لها الزواج تستطيع أن تزوج نفسها دون ولي.

وقد لجأ الرجال لهذا الزواج وشاركتهم بعض النساء دون وعى لأنهم لا يريدون أن يتحملوا مسئولية وقد ارتكنوا إلى الإشهار والقبول فى صحة هذا الزواج. فغالبا ما ينظر المجتمع للمرأة المطلقة على أنها امرأة فاشلة كفرت بالعشير، ولذلك تقل فرصتها فى الزواج.

وعليها أن تحمد ربها أن نظرإليها رجل، وقرر اتخاذها جارية لرغباته دون حقوق. وبعض النساء أنفسهن يقللن من شأنهن، وتقسوعليهن الحياة، فيلجأن إلى مثل تلك الزيجات أوغيرها كالزيجات العرفية، مضطرات لها تحت ضغط الوحدة والحياة الاقتصادية والمجتمعية. حيث إن هناك نظرة وبخاصة فى الأرياف والمناطق النائية تعاير فيها المرأة المطلقة أو المترملة إذا فكرت فى الزواج مرة أخرى، مما يجعلها تلجأ لمثل تلك الزيجات التى تقلل من كيانها وشأنها.

وأحيانا أخرى حتى لا تحرم من معاش زوجها. والحل لمثل هذه الزيجات أن يعرف دوافعها ثم نبدأ بحلها حسب طبيعتها. أولا: قبل بداية الارتباط لابد أن تقوم المراكز القومية للمرأة بعمل مؤسسات للفتيات والرجال معا المقبلين على الزواج؛ لتعرفهم مفهوم الزواج الذى يُبنى أساساعلى المشاركة، ودراسة صفات الشخص الذى سيتم الارتباط به، وذلك عن طريق مواقف واختبارات للطرفين. ثم توضيح تلك الصفات لهما. وعلى كل طرف إذا رغب فى استكمال المسيرة أن يقرر ذلك بنفسه ويتحمل نتيجة قراره.

وقد قامت بعض الكنائس بعمل مؤسسة شبيهة بهذا لتبصير الشباب المقبل على الزواج بالجوانب الإيجابية والسلبية وكيفية استيعاب عيوب الطرف الآخر ومحاولة إصلاحها. وإنى لأحمد لها هذه الخطوة.ثانيا: بالنسبة لجيل حمل لقب الطلاق أو الخلع أو أيا من تلك الصفات التى وصمها المجتمع بالعار دون ذنب.

فيجب أن تتضافر جهود الدولة من فن وإبداع ولقاءات تليفزيونية وسوشيال ميديا لتغيير ما لحق بهذا المفهوم الذى يظلم كثيرا المرأة والرجل على السواء. ففى سورة النساء ميثاق يوضح كيف تتعامل النساء مع الرجال فى حالة النشوز أو الإعراض من آية 128 إلى الآية 130 فإذا فشل الإصلاح لجأ إلى الطلاق. وقد وعد الله أن يغنى كلا من سعته.

وهنا أتوقف قليلا عند هذا الوعد من الله الذى يفتح الأمل أمام الجميع أن من يحمل هذا اللقب يستطيع أن يجد من يشبهه ليكمل معه الحياة فى سعادة. الكلام السابق ينسحب على من يحرم المرأة المطلقة أو الأرملة من الميراث، أو المعاش إذا تزوجت بشكل رسمى إذا كانت أرمل عقابا لها لأنها عفت نفسها وتزوجت.

فما الفرق بين ظلم المجتمع لها وظلم الدولة من حرمانها من معاش زوجها الذى كان يستقطع من راتبه كل شهر وقد كانت شريكة مع زوجها فى الحرمان من هذا الجزء فى الحياة ليتمتعا به فى السن الكبيرة أو ليدعمها عند الموت.

إننا عندما نحرم الثيب من حقها نعطل شرائع الله فى خلقه بمنع فرصتها فى السعادة مرة أخرى. وأدعوأهل الدين والقانون والمصلحين الاجتماعيين وأهل الفن لفك هذا الاشتباك المجتمعي. وللحديث بقية.

اترك تعليقاً