ياقلب يكفي

محمود الجميلي

أَيا قَــلـبُ يَـكـفي مـا أُداري وأُضـمِــرُ

وَمَن ذا عـلى كِـتـمـانِ شـوقٍ سَـيَصبِرُ

أُصـارِعُ بالـنـسـيـانِ نـفـسـي ولا أَرى

بَـصـيصاً مِـن الـسَلوى وعـقلي مُكَــدَّرُ

تَـبَـدَّلـت الأَيـــــامُ بـيـني وبـيـنَــهــــــا

وقد حَـلَّ في قـلبي الَّـذي كُـنـتُ أَحـذَرُ

أَراني إذا مــا مَــرَّ يـــومٌ بِــدونِــهــــا

كأَنّي لـكُـلِّ الـخَـلــقِ مــاعُــدتُ أَنـظُـرُ

فإن زارَ مـنهـا الطَيـفُ بالليلِ مَهجَـعي

تُـثـارُ شِـجــونٌ في هـواهــا فأُسـحَــرُ

وأَصحو وضوءُ الفجرِ قَد حازَ وَجهَها

كَـشَـمـسٍ على الآفـاقِ بالنـورِ تَـظـهَرُ

تُـوَدِّعُـنـي في بَـسـمـةٍ مـن شِـفـاهِـهـا

كَـقـارورَةٍ والـشـهـدُ فـيـهــا مُـعَـطَّــرُ

فَـأَبـقى أُعـيـدُ الـحـلمَ في كُـلِّ لَحـظَـةٍ

أَطـوفُ بِبحرِ الـصَبرِ والـقـلبُ مُـقـفِرُ

طَـوابـيـرُ ذكـــرى لا أَرومُ فـِراقَـهـــا

وَمِـنـهـا غِــطــاءٌ في حَـياتي وَمـئـزَرُ

تُـذَكِّــرُنـي أَيّـامَ سَــــعـــدٍ بِـقُـــربِـهــا

وَكـم كـانَ شِـعري في لـقـاها يُـسَـطَّرُ

لِـوجـهٍ كـنـورِ الـبَـدرِ بالحُسـنِ ساطعٍ

وعـينٍ بِلـونِ البَـحـرِ والـثَـغـرُ كـوثَـرُ

وشَعرٍ يواسي الخُصرَ إذ كان قد شَكى

من الـثـقـلِ بالاردافِ يـعـلـوهُ مَـرمَـرُ

تَـحـيـرُ الـقـوافي حـينَ وَصـفٍ لِـقُبـلَةٍ

رَوتها كؤوسٌ من لَمى الـريقِ تُـسـكِـرُ

وأَسرارُ عِـشقٍ لسـتُ أَبغي ظـهورَها

سَتَـبقى بـصَدري دونَ جـهـرٍ تُـصَوَّرُ

سَـقَـتني زُلالَ الحُـبِّ دَهـراً مـع الوفا

فَـكـانَـت لَـيـالـيـنـا مـع الـشـدوِ تُـبـهِرُ

فَـيـا مَـن تُـكـيـلُ الـلــومَ عَـمّـا بَـدا بـيا

تَـوقَّـف فـهـذا الـعـشقُ عنـدي مُـؤطَّرُ

مُـحــالٌ بـأَن أَسـلـو هـواهـا فَـدربُـنــا

وحـيـــدٌ وكُــلٌّ في الـغـــرامِ مُـسَـيَّــرُ

فَـكُـن مُنصِفاً بالحُكمِ واعرف حقيقَتي

فَـمـا كُـنت في تـبـديلِ عِـشـقي أُكَـرِّر

ومـاكُـنـتُ مِـمَّن يَـبتغي الحُبَّ شُـهرةً

ويَـسـعى الى غـايـاتِ غَـدرٍ ويَـفـخَـرُ

فَـقـد كـانَ قـيـسٌ عـندَ ليـلى جـراحُـهُ

وما خـانَ عَهداً حينَ أَضحى يُغَرغِـرُ

سـأَمـضي الـيـهـــا دونَ شَـكٍّ لانَّـهــا

حَـيـــاةٌ ولـغـزٌ في فــــؤادي مُـحـيِّــرُ

لـنَـقـضي بَـقـايا الـعُـمرِ في كُلِّ مُتعَةٍ

ولا نَـلـتَـفـت لـلـَـناسِ مَهـما تـنَـمَّـروا

اترك تعليقاً