قلمي يؤوِّلُ دمي

آمال القاسم / الأردن
أنا أنثى من حبرٍ …
يقِفُ على لغتي اثنا عشر ..
تنْشَقُّ من عينيَّ الأقمارُ !!
فكمْ لبِثْتُ في كهفِ أخيلتي !
وكم سالَتْ من دمعيَ
الشوارعُ
ودكاكينُ الذكرى
وبيتُنا القديمُ ..
وكم مسَّني السّهادُ
ورعاشُ الجذورِ !
منذ عبرَتْني التفّاحةُ الأولى ..
وأنا أنحَدِرُ
كالطّودِ
من غيمِ الجنّةِ
إلى الجاذبيةِ ..
أطوي التيهَ كطيِّ السّجِلِّ
على شروخِ روحي ..
وأنشِّفُ يديَّ من خطيئةٍ
تبصرُ الحقيقةَ ..
من لي …… ؟؟؟!
وكلُّ الحقيقةِ
تمزّقُ جهاتي الناحلةْ..؟!
كيفَ أرتقُ معناي ؛
والرّيحُ لم تُخِطْ عرائي
وكحليَ الليليَّ ..
وأسئلتي الماحلةْ .. ؟؟!

فيسأمُني قلمي ؛
ينتفِضُ من بينِ أناملي ،
ويقاضيني بمعجزةٍ فصيحةٍ
ثُمَّ يُعاتبُني بالأسئلةِ ؛
‎لأَنّني ظلًَلْتُ أشُكُّ الكلامَ
بأجنحةِ الخيالِ !
‎وبَقِيتُ أدُسُّ الواقعَ
والمُمْكنَ والمحالَ ،
في ريشِ طائرٍ ؛
طفِقَ يحلِّقُ في أسفارِ المجازِ ،
ويُعلِّمُ الشّمسَ منطِقَه..
ولأنَّ أنفاسي عجِزَتْ عن الأجوبةِ ،
ولأنّني حينَ ألقيتُ عصاي
في جِمارِ المعنى ؛
ما تلقّفْنَه ،
ولم تكُ آيةً مِنَ الشِّعْرِ تَسْعى ،
ولأنَّ كلَّ النّوافذِ ،
تُطِّلُّ على النِّهاياتِ المقْفَلةِ
راحَ يصلبُني ..
ويؤوِّلُ دمي ..
ثُم طارَ في فمي
ولَمْ يَعُدْ ..!

سكرة القمر

اترك تعليقاً