” شيرين العدوي ” تؤكد أن مصطلح مجموعة شعرية هو تجميع لعدد من القصائد مختلفة الرؤية

متابعة – علاء حمدي

كشفت الكاتبة و الشاعرة شيرين العدوي في حديث صحفي لها اليوم عن عدة مصطلحات حول الديوان، الكتاب، المجموعة حيث قالت أنها لا “تقترف” أبدا فعل “الكتابة” بل هو الذي يقترفها في كل لحظة؛ مشيرة إلى أهمية “الاندهاشة الكبرى” التي تتولد عنها “ينابيع الشعر”؛ مؤكدة أن الشعر لا ينفصل عن بحر اللغة لأنها ريشته.

وذكرت الشاعرة شيرين العدوي، اليوم الأحد – أن “الشعر بالنسبة لي حالة خاصة جدا طول الوقت أحيا الشعر دون كتابة. بمعنى آخر أني في حالة مشاغبة مع الخير والحق والجمال”.-

متى تتنزل ربة الشعر عليك؟ أعني ما الشيء الذي يغير من كيمياء الدكتورة شيرين ويمسك بيدها ويدفعها للكتابة؟ بمعنى آخر هل الشعر هو الذي يداهم الشاعر، أم أن الشاعر هو الذي يقرر الكتابة؟-

الشعر بالنسبة لي حالة خاصة جدا طول الوقت أحيا الشعر دون كتابة. بمعنى آخر أني في حالة مشاغبة مع الخير والحق والجمال؛ فأتهجى مفردات الكون وأندهش من تواؤمه معه: محيطه ونفسه؛ فيدهشني مثلا هبة النسيم مع الشجر ليوقع الحبة في الأرض ويدهسها قدم حيوان فتغور في باطنها لينزل عليها ماء من يد طفل صغير يحمل في يده إناء يمر بالصدفة، فيسقيها، فتنبت وتخرج بعد عدة أشهر وردة صغيرة لا يراها غيري ثم تكبر وتموت قبل أن يموت الشاعر. هذه هى الاندهاشة الكبرى التى تتملكني وغيرها كثير خاص بالإنسان في كل صفاته وتقلباته واتصاله بالسماء .

من هنا ينطلق تعريفى الخاص للشعر بأنه:”الاندهاشة الكبرى” فإذا لم يهز الشاعر تلك الاندهاشات التي يكشف عنها الكون فلن يعبر. والشعر لا ينفصل عن بحر اللغة لأنها ريشته التي يكتب بها. وعلي الشاعر أن يدرب نفسه على تلك الريشة وما تحمله من ألوان ليرسم بها صوره ويعبر عن إنسانيته واندهاشاته.أما فعل الكتابة فلا أقترفه أبدا بل هو الذي يقترفني كل لحظة. يفيض فيها النور الإلهي عليّ بتجلياته وبحره الفياض، وبعدما يمتلئ الإناء البشري بكل معاني السمو الروحي يعبر: فيغضب أو يصفح بالكلمات. هي إذا لحظة خاصة جدا في حياتي لا أكتبها بل تكتبني .ولكي تأتي لابد لي أن أكون متطهرة بالكون والإنسان مستقبلة قبلة الروح ومتوضئة بالأنوار.-

هل يعتبر مفهوم القصيدة امتدادا لمفهوم الديوان الشعري؟ وهل هناك فرق بين مصطلحات: مجموعة شعرية، ديوان شعري، كتاب شعري؟-

لكي أجيب على هذا التساؤل يجب أن أفرق بين عدة مصطلحات: الديوان، الكتاب، المجموعة. أولا الديوان في اللغة هو الدفتر الذي يُكتب فيه عطاء الجند والأعمال للدولة فنقول : ديوان الجند، ديوان العطاء وهكذا ..

ثم انسحب هذا المصطلح على المكان الذي يعمل فيه الموظفون للدولة فأصبح ديوان الدولة: أي المكان الذي تدار منه الدولة. وقديما قالوا:”الشعر ديوان العرب” أي السجل الذي صوروا فيه حياتهم بكل مافيها من آمال وطموحات على حد قول الخليفة عمر بن الخطاب ” كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه …”

وإن كنت أختلف قليلا مع هذا المصطلح لأن الشعر ليس سجلا يجبر فيه الشاعر على الكتابة وإنما هو حالة الشاعر الخاصة جدا التي يكتبها بمفعلا بذاته ومن حوله. يمكن تجميع هذه المشاعر ثم قياس نبض المجتمع وتقييمه من خلالها. سأعود لمفهوم الديوان وهل هو امتداد لمفهوم القصيدة؟ بناء على المفهوم السابق الديوان امتداد لرؤية الشاعر وربما يعبر الشاعر عن نفس المعني بصور مختلفة وقصائد عدة لكنها تنحو نحوا واحدا كداويين أحمد عبد المعطي حجازي أو محمد على شمس الدين أو أدونيس أو محمود درويش،وهناك من يكتب الديوان كقصيدة واحدة مطولة كبعض دواوين د حسن طلب الأخيرة. وفي النهاية اصطلح على الكتاب التي يضم بين دفتيه قصائد مختلفة أو متحدة “ديوانشعري”.

أما مصطلح مجموعة شعرية فهو تجميع لعدد من القصائد مختلفة الرؤية أو حتى مجموعة من الداووين فتكون “مجموعة شعرية” أي: كتاب مجمع من دواوين أو قصائد عدة. أما كتاب شعري ربما يقصد به كتاب عن الشعر أي الفعل النقدي المصاحب للشعر، وربما يسمي الشاعر شعره كتابا كنوع من “البارانويا””كتابي الشعري”مثلا أي : الكتاب الذي يحمل آياتي الكبرى. فالقرآن مثلا-ولله المثل الأعلى- يسمى كتاب الله ، وأي كتاب يحمل عدة أفكار ويتجه للناس يسمى كتاباككتاب “الكتاب” لأدونيس .-

هل يستطيع المبدع شاعرا أم روائيا أم قاصا أن يتسرب إلى نصه؟ أو بمعني آخر . هل يستطيع المبدع الوقوف بعيدا عن الشخصيات المختلفة في أعماله دون أن تتأثر بشخصيته الحقيقية؟- بالتأكيد يتسرب المبدع إلى نصه ليس بشخصيته الحقيقية ولكن بردة فعله التي تدفعه للكتابة؛فهو الذي يتناول عمله ليعبر عن مشاعره وآماله وطموحاته في التركيز على الخير؛ أو حتى على الشر ليرفضه الناس فيتبعوا الخير. فهناك بعض القصائد تعبر عن القبح كبعض قصائد النثر. فهل الشاعر هنا يكون قبيحا؟! بالطبع لا، ولكن الفعل الإبداعي يتسرب إليه المبدع في الرؤية وكيفية الكتابة واللغة والأدوات.

التقنيات هي التي تظهر شخصية المبدع أو بصمته الإبداعية.- إلى من تتوجه الدكتورة شيرين العدوي في أعمالها الشعرية؟- إلى كل الناس الذين لم يستطيعوا أن يعبروا عن أنفسهم. لعلهم في يوم ما يدركون كيف كنت مثلهم أحيا آمالهم وأتمسك بالنور من أجلهم. وإلى كل محبط ويائس لعله يعلم سر الجمال على الأرض. وإلى الظلم لعله يعدل. وإلى الإنسانية لعلها تدرك قيمتها. وإلى الله ليعلم أني لم أضيّع ما وهبه لي وأني قد شكرته بعملي لعله يتقبلني.

اترك تعليقاً