بين حداثة العاصمة وسحنة الجنوب ولد للنعي الحسيني صوت باهر

حاورته / سجى اللامي

لأنين العراق حضارة يمتد طولها الى عمق التاريخ حيث السومريون الاوائل وهم يتنقلون بين القصب ويطلقون أنينهم كأداة للتواصل مع الأرض، أبناء الهور كان القصب يناغمهم بأنينه أيضاً، فهم أول من أطلقوا “الدللول” كمفهوم حضاري يتسلق أعمارهم من الطفولة وحتى آخر شيبة تلامس الموت، إبتدعوا لوحدهم للحزن إطار وثقافة لأن الحزن أصدق مشاعر الانسان وامتدت حضارتهم وكأن الله أختارهم ليأبنوا عاشوراء الحسين ع يوما ما، ليكونوا الناعين على الحسين وأهل بيته الذين قتلوا وسلبوا وأحرقتهم خيامهم، وعند (الحسين) أصبح لهذه الحضارة رمزها وهناك ألسن ناعية على مر التاريخ ومن بينهم الحاضر في جيلنا اليوم الناعي ملا حيدر الربيعي ليكون ضيفاً في حوارنا الصحفي هذا

* أهلا ومرحبا حيدر ، لنتعرف من خلالك عن هوية ( الناعي ) وخصوصيته ما بين الفنون والاداب الحسينية ؟ _ اهلآ وسهلا بكم لابد ان يكون الناعي مثقفآ حتى ينقل لوعة ومصائب التي المت بأهل البيت عليهم السلام بصوره صحيحه للمتلقي ويبتعد عن الروايات غير الصحيحة .

* سمعنا عنك إنك تؤبن الشهداء متأسيا بأحزان كربلاء ، هل وجدت في هذا الأمر الطريقة المناسبة لاخماد احزان اهل الشهداء وذويهم ؟ _ شكرا لله على هذه النعمة وهي خدمة سيد الشهداء الامام الحسين ( ع ) اولا وبعد ذلك مصيبة الشباب الابطال الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن والعرض أغلب ذوي الشهداء عندما يطلبوني للقراءة يقولون نختارك بالتحديد لانك دائما تشعر بعمق جروحنا وتخرج العبرة من قلوبنا .

* من اين تستلم هويتك النعائية هل لهذا الفن الحسيني اساتذة ومختصين في هذا المجال ؟ _ استاذي الاول والاخير هو الامام الحسين ( ع ) وتعلمت هذه الطريقة بألنعي عندما قرأت مصيبة كربلاء تمنيت ان اكون ناعيآ للحسين غاية هي مواساة سيدتي الزهراء ( ع ) وكذلك وانا صغير تعلمت من امي طريقة أهلنا الجنوبية في النعي ايضا كان والدي من المساندين لي وكان يحضر المجالس الحسينية ويبكي على الحسين ( ع ) فأنطلق حبي للنعي من خلال تعمق عائلتي لمواساتهم للائمة عليهم السلام ، وبعد وفاة والدي شعرت بالحزن الشديد والوحدة لانه كان أستاذا وصديقا لي فكل مجلس ادخل به وانا انعي استذكر والدي يعتصر قلبي واشد بالبكاء فيكون تفاعلي مع عائلة الفقيد من القلب .

* ما اكثر المواقف التي استوقفتك كناعي ؟ _ اكثر المواقف التي تألمت بها واستوقفت في مجلس احد الشهداء كان مقبل على الزواج ونال الشهادة ودخلت امة حاملة بيدها بدلة العرس وتبكي وتقول ( ربيتك ييمه وردت اكبرنك ومثل باقي الولد عريس اشوفنك ) ، مثل هكذا مواقف اتألم بها جدا .

* اي الاطوار والمقامات والالوان الاقرب لك ويمكنك توظيفها بشكل جيد لمساحة صوتك ؟ _ شكرا لله جميع الاطوار قريبة لي واتحكم بها بصورة صحيحة الاقرب الى قلبي ( الحجاز البيات ) .

* هل نحن قادرون اليوم ان نعتبر العراق مدرسة للنعي والانين ، كأختصاص فريد من بين الفنون العالمية ؟ _ نعم وبكل جدارة العراق الاول في العالم بكل شي ، وخصوصا في النعي لان العراق افنى حياتة حزن ، حتى الاطفال حين ينعزلون في مكان خالي يبقى ينعى ، وللعلم سافرت الى أحد دول الخليج قرات لهم بطريقة الخليج لم يرغبونها يقولون (نطلب منك أن تقرأ لنا في اللهجة العراقيه نحبها كونها حزينه ) .

* هل تعتقد أن العراق هو بيئة الحزن ؟ _ نعم هو مؤسس الحزن لان اغلب الائمة والإوصياء والانبياء استشهدوا بالعراق، و واقعة كربلاء التي هزت العالم مقرها العراق، العراق بيئة للحزن حتى ظهور صاحب العصر والزمان عج ، ويأخذ بثأر الحسين ( ع ) .

* اكثر شخصية في الطف تستلهم منها حزنك ؟ اي موقف من مواقف كربلاء أثر بك ؟ _ ااااه عندما اتذكر ليلة القاسم ابن الحسن ( ع ) ، وموقف ابا الفضل العباس ( ع ) عندما أعطى به دروس للعالم اجمع ، واكثر موقف مؤلم هو وداع الحسين ( ع ) للعيال .

* تعمدنا ان نضع سؤالنا عن هويتك الخاصة ، عمرك ، مدينتك ، تخصص الاكاديمي، هواياتك غير ( النعي ) محطة اخيرة كسرآ للروتين، اذا ممكن ان تجيبنا بشكل وافي مع كلمة اخيرة لك ؟ _ حيدر علي الربيعي ( الملا ) ، التولد 1985/7/1 , من محافظة بغداد مدينة الصدر المجاهدة ولي الشرف ، _ تخصصي الاكاديمي، بكالوريوس لغة عربية ، بكالوريوس أعلام ، وحاليا طالب دراسات عليا ولله الحمد ، _ هوايتي كرة القدم وللعلم كنت لاعب منتخب العراق بكرة القدم للاشبال والناشئين والشباب ، _ كلمتي الاخيرة اتمنى من الله ان يطيل بعمري لخدمة الحسين ( ع ) ولا يحرمني من هذه الخدمة الشريفة ، ونسأل الله حسن العاقبة ، _ ولا انسى ان اتقدم بالشكر الجزيل والثناء الجميل لحضرتكم ، امنياتي لكم التوفيق والنجاح ، _ ( اتمنى كنت خفيف الظل عليكم ) ، دمتم في رعاية الله

اترك تعليقاً