في حديث خاص مع مدير تربية المدائن الاستاذ أحمد ذياب مهر

حوار / مديحة البياتي
عدسة / مهند الليلي
هناك تساؤل يلج في الخاطر ، ترى كيف تسير العملية التربوية في القرى البعيدة عن المركز وفي مناطق أطراف بغداد؟ خاصة وان بعض المدارس وسط بغداد شهدت تذبذبا ملحوظا في مسيرتها التعليمية.. حملنا بعض علامات الاستفهام وقصدنا مديرية تربية (المدائن) جنوب بغداد ، وحقيقة ما شاهدناه كان مبهرا ، فالمديرية كانت تضج بالحركة ، والعمل يسير على قدم وساق.. وفي غرفة إنتظار السيد المدير كان المراجع يجلس ثم يأخذ دوره في مقابلة المدير خلال دقائق معدودة ، وسرعان ما خلت قاعة الإنتظار من المراجعين بفضل التنظيم الذي يشترك فيه موظفي مكتب المدير ، أخذنا دورنا كذلك وما هي إلا دقائق حتى وجدنا أنفسنا امام الأستاذ (احمد ذياب مهر) مدير قسم تربية المدائن في المديرية العامة لتربية الرصافة الثانية.. حيث ناقشنا معه بعض هموم الواقع التربوي ووجدناه شخصية على قدر كبير من الثقافة والوعي وعلى درجة كبيرة من التفاؤل.. فكان هذا الحوار…..
● بداية حدثنا عن شخصك الكريم؟ ومتى تم استلام مهام عملك لهذه المديرية؟
— نحن قسم تربية المدائن وهو قسم تابع لمديرية تربية الرصافة الثانية لمحافظة بغداد،  تم تكليفي بمهام هذا القسم منذ العام ٢٠١٣ وكما هو معروف هذا القسم في دائرة تقع في أطراف بغداد بالتأكيد  يعاني من الكثير من الأمور من ملاكات وبنى تحتية.. ولكننا تعمل بالممكن،  حقيقة جهود السيد المدير العام هي جهود مباركة وكذلك جهود السيد المحافظ وجهود معالي الوزير حقيقة هم لم يقصروا بأي جهد.. لكن الواقع ليس على مستوى التربية فقط  ، إنما واقع الصحة والخدمات….الخ وبعد كل ذلك جائتنا جائحة كورونا،  حيث كانت وزارة التربية الاكثر تضررا منها  ، الدوام غير مستقر  ، وأصبحنا نتبع قرارات خلية الأزمة  ، وحتى إذا كانت هنالك قرارات من قبل الوزير أو المسؤولين في وزارة التربية ، فإنها تعرض على خلية الأزمة ليقرر بعدها هل هي مناسبة ام لا..
● ماهي الاستعدادات المتخذة بخصوص الامتحانات؟
— القرارات الأخيرة هي أن يكون الإمتحان حضوري بالنسبة للصفوف المنتهية وتم تنزيل جداول بذلك ، اما الصفوف غير المنتهية وحسب آخر اجتماعات تقرر إكمال المنهاج الكترونيا وبعد الأول من تموز المقبل سيكون القرار الوزاري أما أن يكون الإمتحان حضوريا او غير ذلك ..
● بالنسبة للصفوف غير المنتهية هل سيتم إعتماد درجات نصف السنة؟
— هذا احتمال وارد .. واحتمال أن يكون الإمتحان حضوريا ، كل الاحتمالات واردة ..
وأردف الأستاذ أحمد : كما تعلمين إننا لسنا أصحاب قرار في  هذا الموضوع  ، السيد معالي الوزير وهيئة الرأي بالإضافة مجلس الوزراء سيكون لهم القرار..
● المناهج لم تكتمل فما ذنب الطلبة ؟
— القرارات الأخيرة من أعلام وزارة التربية تؤكد على إكمال المناهج الكترونيا خلال هذه الفترة ونحن مستمرون في ذلك والجهد علينا بجهدين..
● إذا كان الطالب يصعب عليه فهم المادة في المدرسة فكيف سيفهمها الكترونيا؟
— هذا واقع انفرض على العالم برمته ولابد لنا أن نخضع للواقع ..
● هل تم توفير مستلزمات الامتحانات من دفاتر امتحانية وقرطاسية؟
— نحن مستعدون .. في المرحلة السابقة كانت هناك قرارات مفاجئة بالنسبة للامتحانات ، وقد هيأنا مستلزمات الامتحانات مع مراعاة نسبة اعداد الطلاب لدينا ونسبة التباعد ونسبة الوقاية ، وقد جهزنا كل ذلك بجهود ذاتية.
● هل قامت خلية الأزمة بإجراءات تعفير للمدارس؟
— حقيقة دعم الدولة ليس بالمستوى المطلوب ، لكن هناك منظمات إنسانية كان آخرها العتبة الحسينية التي تبرعت  (بكذا الف) من المواد الخاصة بالوقاية والتعقيم ، وتم توصيل لكل طالب في الامتحانات (علبة) فيها جميع مستلزمات الوقاية..
واستطرد الأستاذ أحمد… أقمنا نشاطا مدرسيا برعاية العتبة تضمن جميع مدراس المنطقة ، وقد طلبت العتبة ان يكون النشاط (فعليا) كون سبق لهم التبرع دون ان يصل إلى المستحقين ، فتم الإتفاق على توزيع التبرعات وبث ذلك بشكل مباشر عبر الصور …
● هناك فساد من نوع آخر مستشاري في العملية التربوية وهو الدروس الخصوصية هل كانت لكم خطوات لمعالجة هذه الظاهرة ؟
— عندما كان الوضع مستقرا وكان الطالب يأخذ ست حصص دراسية منتظمة في المدرسة كان بعض الطلاب يلجأ لمعاهد التقوية والتي بنسبة ٨٠% مجازة من قبل وزارة التربية،  كان ذلك أيام الدراسة الاعتيادية المستقرة ،  فكيف بحال الطالب اليوم الذي لم يستفد من التعليم الإلكتروني فأين يلجأ الطالب؟
وأضاف الأستاذ أحمد ذياب .. نحن نتحدث عن واقع حال بدون مجاملة  ، لدينا امتحانات نهائية على الابواب ولدينا مناهج غير مكتملة فأين يلجأ الطالب؟
● هل مازال الدوام مستمر ٥٠% ام عاد اعتياديا ؟
— حقيقة الدوام ٥٠% ولكن الموظفين لدينا يداومون بنسبة ١٠٠% وذلك بسبب المتراكم ، فيضطرون للدوام .
● بالنسبة لمدارس القرى والأرياف هل يوجد فيها نقص في الملاك التدريسي وهل تستعينون بالمحاضرين؟
— لم نستقر بالملاكات نهائيا وكل مدرسة يوجد فيها عجز ، ومعالجة العجز تم من خلال الاستعانة بالمحاضرين ، وحقيقة قدموا الفضل الكبير للتربية ، وقد اتجهنا لمجازاة هذا الفضل بأن تم توظيف بعضهم وعمل عقود للبعض الآخر ، أما بالنسبة للتعيينات فقد جائتنا درجات لكنها قلية لا تسد اذا ما قورنت بعدد المحاضرين..
● هل هناك معوقات تواجه عملك؟
— إذا نتكلم عن المعوقات .. أقول عندما كان الوضع مستقرا كان لنا من المعوقات ما لا تعد ولا تحصى ، واذا أردنا اليوم أن نعد هذه القائمة فسنظيف عليها معوقات أخرى.. وانا برأيي اقول أن ننظر للجانب الإيجابي من الموضوع ، لأن ما نعيشه قد فرض علينا كواقع حال ، لقد بلشنا بحوالي ٢٥ مدرسة في القضاء سوف تقلل من الزخم على القضاء وهذا جانب إيجابي.. الجانب الإيجابي الآخر هو تفاعل الأهالي مع إدارة المدرسة ، فهناك من يتبرع بمقاعد لجلوس الطلاب  وهناك من يحاول إكمال ترتيبات المدرسة.. نعتمد على الخيرين وعلى القرارات الايجابية لمجلس المحافظة والوزارة.. كل تلك جوانب إيجابية تدعو الى التفاؤل…
واذا ما بقينا في الدوائر المظلمة فهذا سيضيق علينا بشكل أكبر….
● كيف هو تعاملكم مع المحافظة؟ وهل التعامل مع الوزارة كان أفضل؟
— الموضوع الاداري اصبح بيد المحافظة بعد منحها الصلاحيات ، اما موضوع الإشراف وتحديد السياسات والامتحانات فهو وزاري ، الجانب الإيجابي في المحافظة هو موضوع الابنية المدرسية ،
فعندما كانت الابنية المدرسية بيد الوزارة اصدرت قرار رقم (١) بهدم الابنية الآيلة للسقوط ولم يجري بناؤها لحد الآن.. وأعطت احالات ولم يتم استلامها منذ ٢٠٠٨ ولحد الآن !! بينما المحافظة قدمت الكثير في هذا المجال ، واليوم كل مدرسة نستلمها تكون بتخطيط وتنفيذ من قبل المحافظة.. وما يعاب هو حالة التضارب في القرارات بين الوزارة والمحافظة ، ولو كانت القرارات من جهة واحدة يكون افضل.. المحافظة اليوم كلفت بسبع وزارات دفعة واحدة وهي بنفس ملاكاتها ، سبع وزارات بدوائرها وملاكاتها وموظفيها يعد حمل كبير وجهد إضافي على المحافظة ، بينما لو كان القرار بيد الوزارة سيخف الضغط وتكون هناك مركزية أكثر..
● الواقع يقول ان التعليم من سيء الى أسوأ ، ما هي الإجراءات الواجب إتخاذها للنهوض بالعملية التربوية؟
— من جديد أؤكد على الجانب الإيجابي ، أزمة كورونا وانقطاع الطلاب وقرارات خلية الأزمة وغير ذلك ، هذا واقعنا ، والمسؤولية الأولى في تجاوزها تقع على عاتق الأهل والثانية هي مسؤوليتنا نحن ، ونحن نعمل ما بوسعنا وحسب التوجيهات دون تقصير ، يبقى دور الأهل في حث الأبناء ومتابعتهم وتوفير ما يلزم لهم.. وبدل ان نقول ان حالنا هو من سيء الى أسوأ ، اقول لنتعلم مما مر بنا من ظرف ونستفيد هذه التجربة الإلكترونية ونستخدمها في المستقبل بشكل أكثر إيجابية..
● هل من كلمة اخيرة توجهها خلال هذا الحوار؟
— اولا نشكركم على حضوركم ، ونتمنى ان شاء الله أن تزاح هذه الغمة وان ينتهي هذا الوباء ونتخلص من تلك التعثرات ، ونتأمل غد مشرق ولا نستسلم مهما كانت الظروف واذا ما اصابنا الإحباط في المعنويات عندها يصعب علينا العمل ولا يمكن للحياة ان تتوقف ، يجب أن نعمل كلنا على التوعية والجانب الاكبر يقع عليكم انتم في الإعلام ، نعم هذا هو الواقع ، لكن يجب بث الأمل لدى الآخرين والابتعاد عن كل ما يقلل من عزيمتهم للنجاح ومسيرة التقدم…

اترك تعليقاً