أنقذوني حماتي عانس

تحقيق / إنعام العطيوي

 

يسمي العراقيون المرأة العانس ب”البائرة” وهو تعبير مشتق أصلا من الأرض “البور” أي غير الصالحة للزراعة الا ان هذا المصطلح لا يطلق على الشاب الذي تأخر في الاقتران بشريكة العمر.
ولا يشعر المجتمع العراقي بالعيب من تأخره في الزواج، لكن ينظر إلى عنوسة المرأة على أنها عيب كبير، وغالبا ما تختلق الشائعات حول أسباب عدم زواجها.
كثيراً ما تحدث المشاحنات بين زوجة الأخ وحماتها وكثيرة هي معاناة الزوجة مع حماتها التي فاتها قطار الزواج وتجدها تدخل تفاصيل في هذه المشاكل لأسباب تتخلل في تفاصيل التفاصيل للعلاقة العائلية المستقرة .
وربما تنشب مشاكل تنغص استقرار الحياة الأسرية بأكملها بسبب منغصات صغيرة بين الحماة وزوجة أخيها لهذا هناك تفاصيل حياتية تفرض على الزوجة أن تشاركها بيت العائلة الكبير خاصة إذا كانت حماتها لم تتزوج بعد وقد فاتها قطار القفص الذهبي أو أن تحاط بظروف مغايرة للظروف التي تحاط بها حماتها غير المتزوجة،
هنا تنشب مشاعر الغيرة التي تفسد نعمة الاستقرار لأن طبيعة المرأة تتعامل حسب غريزة العاطفة التي منحها الله لها لذا تكون عاطفتها هي الغلابة على عقلها وهنا العاطفة لا تحدها حدود إذا تأججت مشاعر الغيرة التي تسبب إحراق كل العلاقات الطيبة.
ومن هذه النقطة ينشأ دور الزوج والأهل في وضع حد لمشاعر الغيرة وكبح جماحها سواء كانت عند الزوجة أو الحماة ومحاولة تجنب إثارة الغيرة لدى الطرفين والتعامل بحكمة لتجنب اشتعال فتنة المشاكل التي إذا بدأت لا تنتهي وتبقى مستمرة.
الوظيفة احد أسباب نشوب المشاكل :-
تقول أم نور: أنا تزوجت بعد عشر سنوات من زواج أخي وكانت مشاكلها فقط معي لأني موظفة وهي ربة بيت وأشعر بها من كلامها ونظراتها إنها تستاء من الجلوس بالمنزل وتريد أن تصبح مثلي موظفة وتنزعج إذا رأت معاملة والدتي معي تختلف تجاه واجبات البيت لأن معظم وقتي أنا خارج البيت بالعمل لهذا عمل المنزل يكون أقل واجباته تجاهي وحتى الآن وبعد مرور 18 عاما فإن علاقتي معها غير متماسكة وأحس دائماً حين أزور أهلي تنزعج من زيارتي.
تقارب عمر الحماة وزوجة الاخ تنشب خلافات:-
وتقول أم علي لقد تزوجت من عائلة كبيرة تحوي تسع بنات غير متزوجات الغالبية منهن كن صغارا وعلاقتي بهن طيبة أما حماتي الكبيرة كان سنها مقاربا لي ولهذا كانت تنشب مثل هذه المنغصات بيني وبينها علماً إننا نحن الاثنان موظفتان لكن بسبب تأخر سن زواجها تشعر بشيء ينقصها دائماً وهذا ما سبب الحزازيات في ما بيننا وأسلم طريقة هي إهمال التفاصيل لأن الأخذ بهذه الأمور الصغيرة تسبب مشاكل كبيرة تأتي على استقرار العائلة وسعادتها بالكامل وخاصة إذا كانت تحب المرأة زوجها وأطفالها فيجبرها تمسكها بزوجها ومصلحة أطفالها أن تغض النظر عما تسمع أو ترى من أجل أن تكسب زوجها وعائلتها وفي يوم من الأيام ستتزوج ويزول كل ما تعاني منه حينها تشعر بمدى حبي لها لأني أشعر بما هي تشعر به وأتمنى لها كل الخير وأحبها كما أحب الخير لنفسي لأني أنا أنثى مثلها وأحس بإحساسها ولا ألومها على أي شيء.
المستوى العلمي واعز للحد من المشاكل وقلة التواجد تريح كلا الطرفين:-
وتبين أم سمير.. أنا آخر من تزوج من عائلتي الكبيرة وتزوجت عن عمر ناهز الأربعين وعشت مع سبع زوجات أخوة ورأيت ما رأيت لكني خريجة كلية تربية قسم علم النفس لهذا لا أحاول أن أجعل من تصرفاتهن خللا بيني وبين أخوتي لأني أعرف مستوياتهن العلمية والأخلاقية والتربوية وأتعامل معهن وفق قدراتهن العقلية وأعمل على أن أكسبهن بكل الأحوال مهما صدر منهن وعليه بعد أن تزوجت بقيت علاقتي معهن طيبة فلا أبادر بأي تصرف مهما صدر منهن وأجعل نفسي لا أسمع ولا أرى حتى أشتري راحتي وإذا صدر منهن ما يضايقني فلا أرد مباشرة وإنما أتحدث إلى أخي وهو يتصرف مع زوجته حسب طريقته وطبيعة علاقته مع زوجته وطوال مدة بقائي بالبيت التي دائماً تكون قصيرة بحكم الدراسة والوظيفة أما وقت البيت فأشغله بترتيب المنزل وتنظيفه وأدخل جو السعادة والراحة لهن ثم أسحب نفسي إلى غرفتي وأقضي باقي وقتي بالمطالعة والقراءة وأبتعد عن الاختلاط لأن أساس نشوء المشاكل بسبب الغيرة التي تنشب من أدق التفاصيل لهذا علاقتي بالجميع علاقة تخلو من الاندماج الزائد فقلة التواجد تريح كلا الطرفين.
وجود حماتي في حياتي كابوس :-
وتضيف أم احمد أنا معلمة وعندي حماتي غير متزوجة ووجودها في حياتي يعد كابوسا أتمنى اليوم الذي ينتهي فيه، فهي تتدخل في تربية أطفالي وتنغص صفو حياتي وهي السبب الرئيس لمشاكلي مع زوجي فحياتها معنا لا تعجبني إطلاقاً وأشعر أنها جزء ثقيل على عائلتي أنتظر اقتطاعه بأي طريقة ففي كثير من الأوقات أشعر أن أطفالي وزوجي يحبونها أكثر مني وأحياناً كثيرة أشعر أنها تشاركني حب أطفالي وهذا ما يؤلم قلبي.
رأي معاكس !!!
وتوضح الدكتورة جنان (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرُ لكم ) إن حماتي أعدها نعمة لي من الله فأنا طبيبة نسائية وطوال وقتي بين العيادة والمستشفى لهذا كثيراً ما أجد أطفالي وحيدين وهي من تسد فراغ وجودي بالنسبة لرعاية الأطفال وتحمل مسؤولية البيت فلا أجد أسرتي تشعر بفراغ وجود المرأة الحنون في البيت وأحاول أنا قدر إمكاني أن اقدر ما تقدمه لأسرتي وبيتي وأثمن ما تقدمه لعائلتي من خلال تعاملي الطيب معها وأحاول بين مدة وأخرى أصطحبها بنزهات خارج البيت ولا أحدد حياتها مع أطفالي ولا أحاسبها على تعاملها معهم فهي بكل الأحوال أشعر إنها تحبهم وبطبيعة المرأة تمتلك شعور الأمومة الغريزي ولأنها غير متزوجة فهي تفرغ مشاعر أمومتها في أطفالي وهذا شيء يفرحني لأنها تسد حاجة أطفالي وتسد فراغ انشغالي وتريح نفسها هي أيضاً بإشباع مشاعر أمومتها مع أسرتي وأتمنى لها كل الخير …..(إن الحماة بكل الأحوال هي كائن يحس ويحب ويشعر وأنثى تتكتل بها المشاعر كباقي الإناث والكثير في المجتمع لا يعرف نعمة هذا الكائن المركون في المنزل ويشكون من تواجده ولو عرفوا مدى نفع هذه النعمة واستغلوها بشكل صحيح يخدم سعادة الأسرة واستقرارها وخاصة إذا كانت الزوجة ذات تعليم وعقل واعيين ونظرة مستقبلية ثاقبة فبقدرتها العقلية تستطيع أن تمتص سوء التفاصيل لتحولها إلى جو سعيد وبعيد عن التشنجات حينها تستطيع أن تكسب أسرة سعيدة ومستقرة أما إذا كانت الزوجة تهتم للتفاصيل الصغيرة فهي بهذا تستغني عن راحة بالها وتفرط في استقرار أسرتها.).

اترك تعليقاً