سجى اللامي / ميسان
الإنسان كائن اجتماعي، وكل فرد في المجتمع يسعى إلى أن يعيش مع أبناء جلدته آمنا مطمئنا، يقدّم ما يترتب عليه من واجبات تجاه مجتمعه، ولكن تنتاب الإنسان أحيانًا ظروفٌ، وتعصف به أحوال؛ فتنقلب حياته رأساً على عقب، وتغادره السعادة بعد أن كان يعيش في كنفها، وسنتحدث عن مساعدة الفقراء، والطرق التي تتم بها هذه المساعدة.
إن من أبرز الأمور التي تجعل الإنسان بحاجة إلى غيره؛ إصابته بمصيبة تجعله عاجزًا عن تأدية ما يتطلب منه نتيجةً؛ لمروره بظرفٍ طارئ كمرضٍ، أو حادث سيرٍ، أو في بعض البلاد، في ثوران البراكين والزلازل، وغير ذلك من المصائب، فيصبح الفرد عن تأمين حاجاته، أو علاجه، أو بناء بيته، فيضطر إلى اللجوء إلى غيره.
وفي هذه الظروف يترتب على أبناء المجتمع التكاتف والتكافل، والوقوف إلى جانب المحتاج ولعل ما ميز ظهور جائحة كورونا في ميسان هي برز صيدلية ” انوار المدينة ” لمساعدة الفقراء والمحتاجين في المحافظة.
ويقول صاحب الصيدلية الحاج رائد رعد الساعدي في حديث صحفي، ” لم ننقطع من توزيع السلات الغذائية على العوائل الفقيرة، ومتسمرون بالعمل حتى الان، حيث وجهنا باعطاء الدواء مجاناً “، لافتا الى ان ” لجنة طبية من مكتب مدير عام صحة المحافظة نتعامل معها مكونة من ثلاثة اشخاص، تعمل على متابعة كافة الحالات المرضية وحتى اوقات متأخراً ليلاً”.
واشار الى ان ” توزيع العلاج المجان على اهالي ميسان، لم يؤثر على منسوب الارباح فيها، بل نعمل على تقاسم الارباح مع اهل المحافظة”.
واكد، ان ” صيدليته ليست بمفردها تتبرع للمواطن الميساني، لكن هناك الكثير ممن يتبرعون بالخفاء، ونتمنى من الجميع التعاضد والتكتاف لعبور الازمة الحالية”.
ويقول احد العاملين في صيدلية انوار المدينة محمد رسن ” صيدليتنا اخذت على عاتقها مساعدة الفقراء في محافظة ميسان، بما في ذلك توزيع الادوية على العوائل الفقيرة، وحتى التبرع به الى المشفى في المحافظة”، مبينا انه ” تصلنا الكثير من المناشدات من اجل التبرع، خاصة في مناطق الاقضية والنواحي التابعة لميسان”.
وتابع، ” نحن نعمل على عدة جهات لمساعدة الفقراء، مع الكثير من العاملين في دائرة الصحة بعد زيارتهم الى منازلهم”، مؤكدا ان ” الصيدلية تملك فرق جوالة وتعمل على التواصل معهم من اجل مدهم بالعلاج وكل ما يحتاجونه لمساعدة الفقراء”.
بدورها تحدثت احد العاملات في صيدلية انوار المدينة ، ” منار عزيز منور ” نعمل نحن داخل الصيدلية على تركيب الكانيولا وزرق الابر واعطاء المغذيات للمصابين بكوفيد19 والامراض الاخرين، بدون مقابل وبصورة مجانية”.
واضافت، ان ” المبدأ الذي داخل الصيدلية هو مساعدة الفقراء ولا نحيد عنه حتى انتهاء الازمة الحالية “، مشيرة الى ان ” كل ما يقوم به العاملين في الصيدلية من نشاطات مشروط بتطبيق كافة شروط السلامة الخاصة بالوقاية من كوفيد19″.
