جولة الكاظمي الأوروبية تفتح الباب أمام تعاون أمني واقتصادي بمديات جديدة

تمتع العراق بعلاقات إقليمية ودولية متقدمة وموقعه الجغرافي المتميز جعلاه نقطة التقاء ومصدر جذب للشركات الاستثمارية العالمية، عززته تحركات حكومية مستمرة لحشد دعم أكبر في جميع المجالات وخاصة الاقتصادية منها.

ملامح زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الاخيرة الى عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل وما أعقبها من زيارة حالية إلى روما ينظر لها بأنها سترسم علاقة بآليات جديدة تشجع دخول الشركات الاستثمارية بضمانات دولية وحماية عراقية مقتدرة.

فخلال لقاءات الكاظمي بمسؤولي الاتحاد الاوروبي والممثلين الدائمين لدول حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية، ركز رئيس الوزراء على عامل اعادة بناء المؤسسات العسكرية وتعزيز قدرات القوات المسلحة والاجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب وقدرتها على مواجهة التحديات، وثمن الدور الذي لعبه حلف شمال الاطلسي، في توفير الدعم لجهود العراق بدحر تنظيم داعش الارهابي.

كما أشار إلى “التطلع لاستمرار دول حلف الناتو في تدريب وتأهيل وتجهيز القوات المسلحة، وتشجيع المجتمع الدولي على تعزيز فرص الاستثمار في العراق وبما يضمن تحقيق تنمية مستدامة تساهم في دعم الإصلاح الاقتصادي”.

وأوضح أن “أمن العراق واستقراره يتأثر بأمن المنطقة، كما أن أمن المنطقة لا يتحقق إلا بالالتزام بالقرارات الدولية التي تدعو جميع إطراف النزاع إلى التقيد بالشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول”.

 مستشاره: زيارة الكاظمي سبقت الشروع بتطبيق البرنامج التنفيذي لخطة الإصلاح 

ويقول مستشار رئيس الوزراء علاء عبد الحسين ، إن “زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى عاصمة الاتحاد الاوروبي، من الزيارات المهمة خلال هذا التوقيت بهذا الظرف الحرج الذي يمر به العراق”.

ويضيف أن “الزيارة ستعكس عددا من الاوجه بينها البعد السياسي، حيث استطاعت حكومة الكاظمي تطوير علاقات العراق الخارجية مع مختلف الدول بطريقة جيدة”، مشيرا الى أن “الزيارة ترجمة لهذه العلاقات مع الاتحاد الاوروبي”.

ويوضح أن “العراق مقبل على الشروع بتطبيق البرنامج التنفيذي لخطة الاصلاح الاقتصادي بموجب الورقة البيضاء، حيث تعتبر دول الاتحاد الاوروبي من اهم الجهات الداعمة للعراق من ناحية توفير الخبرات والكفاءات الاوروبية وتطبيق برامج الاصلاح بالاضافة الى الدعم بكل الاوجه، لذلك تكتسب هذه الزيارة اهمية كبيرة على الناحيتين السياسية والاقتصادية”.

تموضع جديد للقوات الدولية بالعراق

فيما يؤكد رئيس مركز التفكير السياسي العراقي احسان الشمري أن “زيارة الكاظمي لبروكسل وجولته الأوروبية تأتي في اطارين الاول هو مشاركة اوسع لحلف الشمال الاطلسي الناتو، خصوصا وأن الولايات المتحدة الامريكية ماضية باتجاه سحب قواتها القتالية ومن ثم ستنخرط هذه القوات المتبقية تحت مظلة الناتو”، مبينا أن “العراق امام اعادة تموضع جديدة للقوات الدولية المتواجد من ناحية تنقل المهام من التحالف الدولي الى الناتو”.

ويضيف أن “المسار الثاني في اهمية الزيارة هو أن يكون هناك تفاعل اكبر في عدة مسارات اهمها الاقتصادية خصوصا وأن العراق ينظر الى اي علاقة جديدة مع اي تشكيلات دولية سواء كان مع الاتحاد الاوروبي او الناتو او مجلس التعاون الخليجي، بأنها من الممكن أن تسهم في إزالة ازماته الاقتصادية ولذلك نركز على دخول الشركات الاستثمارية لدول الناتو ومن ثم ايجاد مساحة لهذه الدول وشركاتها لاجل تنمية الاقتصاد العراقي”.

ضمانات لتأمين الاستثمار 

الخبير الامني احمد الشريفي طرح عدة نقاط متوقعة لهذه الزيارة في حديثه عن الأبعاد الأمنية مؤكداً أن “التعاون مع الارادة الدولية على المستوى العسكري سيشكل ضمانة لتأمين تدفق الاستثمار عبر هذه الاقتصاديات التي يمكن أن نصنفها بالاقتصاديات الكبرى”، مشيرا الى أن “هذه الدول لا تستطيع باقتصادياتها العملاقة الدخول الى منطقة لم تصل لقناعات كثير من الدول بانها منطقة امنة ومستقرة”.

ويضيف “اذا تحقق التعاون العسكري ووصلت الدول الى مرحلة الاطمئنان بالاستثمار في العراق، سيكون الاستثمار واعدا لسببين الاول أن هذه دول كبرى تمتلك قدرة التأثير في القرار السياسي وهي ايضا صاحبة اقتصاديات عملاقة قادرة على أن تحدث فعل التغيير الجذري والشامل في الواقع الاقتصادي بالعراق”.

ويبين أن “السبب الثاني هو أن هذا الاستثمار سيشكل حصانة لامن العراق مستقبلا في التوازنات الاقليمية والدولية مع تشابك في المصالح مع الايرادات والدول الكبرى فمعنى ذلك أن قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن والدول الخمس دائمة العضوية ستكون داعمة وساندة للعراق، كما سيكون العراق محصنا من الصراعات الاقليمية والنزاعات الاقليمية وسيصبح عقدة استراتيجية مهمة ومركز ثقل اقتصادي وامني وعسكري في المنطقة”.

دعم وإسناد أوروبي للانتخابات

ويؤكد المحلل السياسي عامر حسن فياض أن “زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل تهدف الى تحقيق هدفين الاول يتصل بالجانب التعاوني التكاملي الاقتصادي على اساس أن العراق كما هو معروف يوفر لكل محيطه الاقليمي وكذلك الدولي بما في ذلك اوروبا فرصا ذهبية في مجال التجارة والاعمار والاستثمار”.

وأضاف، أن “العراق وبعد توجهه ضمن الاطار الاقليمي في التلاقي الثلاثي مع الاردن ومصر والذي توج بلقاء ثان أخيراً في بغداد بعد لقاء اول في عمّان،  يريد ومن باب التوازن تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول الاتحاد الاوربي”.

وذكر أن “الهدف الثاني والمهم من هذه الزيارة، هو حرص العراق على أن تكون فعالياته السياسية مهمة وعلى رأسها الانتخابات من خلال دعم واسناد الاتحاد الاوروبي في مجال المراقبة الدولية من خلال منظمات ومؤسسات اوروبية، ليؤكد العراق بأن هناك ضمانات لانتخابات نزيهة وحرة ومباركة من قبل المحيطين الدولي والاقليمي”.

ولفت إلى أن “البعدين الاقتصادي والسياسي من المسائل الاساسية في حرص العراق على أن يكون متعاونا ومنفتحا على كل اطراف محيطه الاقليمي والدولي وبشكل خاص الاوروبي”.

اترك تعليقاً