رفاه حسن.. ايزيدية عاصرت اضطهاد “داعش” في سنجار فتحولت الى ناشطة تخفف الآم الايزيديات بمخيمات النازحين

تقرير : زنوبيا محمد

“الظلم ، الضعف والقوة، نقاط التحول التي سخرتني وحولتني من مجرد نازحة تعاني الاضطهاد الى معينة للعوائل النازحة وتقدم لهم في مخيمات النزوح المساعدات التي يتحتاجونها”، هكذا تتحدث الناشطة الايزيدية رفاه حسن، عن نشاطها المدني المتخصص بمخيمات النازحين، وتوضح انها “اصبحت المرأة القوية والصلبة بسبب حجم المعاناة التي عشتها وتعرضت لها خلال سيطرة تنظيم “داعش” الارهابي على مدينتي”.

واستولى تنظيم “داعش” الارهابي على قضاء سنجار بمحافظة نينوى، في آب 2014 وارتكب فظاعات بحق المكون الايزيدي الذي كان يعيش في المنطقة، وتسبب بنزوح الاهالي هناك، وخطف ايضا 6417 ايزيدي/ة منهم 3548 انثى ومن مختلف الاعمار، نجت منهن 1202 بالإضافة الى جانب 1041 طفلة، فيما بقت حوالي 1305 انثى ايزيدية مجهولة المصير الى الان، وفقا لاحصائية لمكتب المختطفين/ات الايزيديين.

وبالعودة الى رفاه حسن، فتقول “كانت بداية نزوحي لأول ثلاث أشهر في شبه مخيم في مدينة زاخو حيث لم يكن هنالك سوى تجمع لعوائل متفرقة بين الجبال. كنا نسكن العراء مع معاناة تحملنا للحر والعطش الشديدين”، مستدركة : “بعدها وصلتنا المساعدات والتبرعات من أهل اقليم كردستان بعد مناشداتنا لهم” .
وهنا توضح اكثر حسن، متألمة: “جاءت المنظمات بعد أسابيع من النزوح ووزعت علينا الخيم، لكن بعد أن توفى عدد كبير من النازحين بسبب قلة الماء والدواء. وكان أغلب الذين توفوا من أهل سنجار” .

أنتقلت حسن بعد ذلك من المخيم إلى السكن في مدرسة، نتيجة “إنتشار الأمراض الجلدية المعدية في المخيم. وكانت المدرسة تحتضن العديد من العوائل النازحة. وبعدها بفترة معينة انتقلت الى سكن في دهوك”.

من رحم المشقة تولد الصلابة

“الإيزيديون فقدوا حياتهم القديمة وتكبدوا الآلآم بعد الهوّل الذي عاشوه وعانوه بعد ما حدث لهم ولمدنهم المنكوبة، لكنهم لم يفقدوا الاصرار على ادامة الحياة” تقول حسن لتبين بعدها : انها من هنا “بدأت العمل في المنظمات التطوعية التي كانت تزورنا. كنت أساعد الأطفال والنساء الناجين من “داعش”، وأتفقد دور الأيتام. قدمت الدعم الى المخيمات الإيزيدية وخصوصا إلى أهالي سنجار “.

ووفقا لاحصائيات غير رسمية فانه حتى آب 2020، كان 2887 أيزيديًا ما زالوا في عداد المفقودين ويخشى أن العديد من النساء والأطفال ما زالوا محتجزين. ولا يزال مئات الآلاف في مخيمات النازحين داخليًا في شمال العراق يعيشون في ظروف صعبة .

قامت رفاه بتوصيل الآلآم والمعاناة التي تحملتها هذه الفئة المعذبة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي عن طريق كتاباتها ، كما أنها حصلت على الدعم المعنوي والمادي من اصدقائها وتوسعت دائرة معارفها من خلال مشاركاتها في النشاطات المختلفة لدعم المرأة ومساعدة الناس. وهنا كانت تواجه الناشطة الايزيدية مفاهيم خاطئة وصور نمطية مشوهة عن ديانتها، تقول انها كانت تقدم المساعدة لهؤلاء النازحين وفي الوقت ذاته تصحح الصور الخائطة لديهم عن دينها الايزيدي.
وتختم رفاه حسن حديثها بقولها : ” نعم، تعرضت الى الاضطهاد من قبل التنظيم الارهابي، لكن هذا كان حافزا لاخفف اثار الاضطهاد عن الازيديات الاخريات واطفالهم. لم انكسر، وسنعيد ترميم حياتنا، ونعيدها اجمل”.

اترك تعليقاً