مظاهرات السودان: مدير الأمن يأمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين

مظاهرات السودانمصدر الصورة
AFP

أمرت السلطات السودانية بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول.

وتقول وزارة الإعلام السودانية إن أمر الإفراج جاء من مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، صلاح قوش.

واشارت جماعات حقوقية إلى أن أكثر من ألف متظاهر، من بينهم قيادات في المعارضة وناشطون وصحفيون، قد اعتقلوا إبان مظاهرات الاحتجاج التي طالبت بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير.

وتقول السلطات السودانية إن عدد القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع بلغ نحو 30 شخصا، ولكن المنظمات الحقوقية تقول إن عدد القتلى تخطي الأربعين.

ويتساءل مراسلون بالقول: إنه على الرغم من أن هذه الخطوة تبدو تنازلا لصالح المحتجين، إلا أن علينا الانتظار لنرى هل ستشمل حقا إطلاق سراح الناشطين الأساسيين المعروفين بمعارضتهم الشديدة لنظام البشير.

ويقول محرر الشؤون الأفريقية في بي بي سي، ويل روس، إنه يبدو من غير المرجح أن تقود تلك الخطوة إلى استرضاء وتهدئة المحتجين الذين يطالبون بتنحي البشير.

ويضيف أن الغضب في تصاعد في صفوف المحتجين مع تنامي الأزمة الاقتصادية الخانقة وتوقع ترشح البشير لدورة رئاسية جديدة العام المقبل، وليس ثمة أي إشارة في الأفق إلى خفوته وتلاشيه.

تواصل المظاهرات

وقبيل ساعات من صدور أمر الإفراج عن المعتقلين، خرجت حشود من المتظاهرين في ثلاث مناطق في الخرطوم وثلاث أخرى في أم درمان، وقد فرقتهم قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع، بحسب شهود.

ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان قولهم إن المحتجين رددوا شعارات “حرية، سلام، وعدالة” و “لسنا خائفين” عند انطلاق مظاهرتهم.

وفي وقت مبكر الثلاثاء، اعتصم أعضاء في قبيلة البجا في مدينة بورسودان على البحر الأحمر في تجمع لإحياء ذكرى 21 شخصا قتلوا قبل 14 عاما في مظاهرات طالبت حكومة الخرطوم بتخصيص المزيد من الموارد لمنطقة شرق السودان.

وكان تجمع المهنيين السودانيين، وهو تحالف نقابي قاد الدعوات للاحتجاجات، قد جدد دعوته السبت الماضي للسودانيين للتظاهر والاعتصام الأحد ومواصلة المظاهرات يوميا حتى يوم الأربعاء.

ويشهد السودان موجة مظاهرات واسعة منذ 19 ديسمبر/كانون الأول، بدأت للاحتجاج على ارتفاع الأسعار، ثم تصاعدت مطالبها لتشمل تنحي البشير الموجود في سدة الحكم منذ نحو 30 عاما.

انتقادات دولية

وقد أثارت حملة القمع التي شنتها السلطات السودانية ضد المتظاهرين انتقادات عالمية.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الصادق المهدي يدعو البشير للتنحي و يدعو أنصاره للمشاركة

وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها “قلقة بشأن تزايد أعداد المعتقلين والمحتجزين” وحضت الحكومة السودانية على إطلاق سراح “كل الصحفيين والناشطين والمتظاهرين السلميين الذين اعتقلوا عشوائيا”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو “ندعو الحكومة السودانية للسماح بإجراء تحقيق مستقل وذي مصادقة بمقتل وجرح المتظاهرين”.

وجاءت انتقادات أخرى لحملة القمع الحكومية من بريطانيا وكندا والنرويج والأمم المتحدة، فضلا عن منظمات حقوق الإنسان.

وظل الغضب يتصاعد في السودان لسنوات بسبب تنامي المصاعب الاقتصادية وتدهور ظروف المعيشة، حتى انفجر اخيرا في مظاهرات احتجاج غاضبة عمت البلاد.

وكان البشير يلقي باللائمة في أزمة البلاد الاقتصادية على واشنطن التي فرضت حصارا تجاريا على الخرطوم منذ عام 1997.

وعلى الرغم من رفع واشنطن العقوبات الاقتصادية عن السودان في أكتوبر/تشرين الأول 2017، إلا أن الاقتصاد السوداني لم يتحسن كثيرا وظل يعاني من حالة تضخم شديدة ونقص كبير في العملة الأجنبية.

اترك تعليقاً