انتخابات موريتانيا: لماذا لم يكن من المفاجئ ترشيح وزير الدفاع محمد ولد الشيخ ولد الغزواني؟

مصدر الصورة
Facebook

لم يكن مفاجئا إعلان ترشيح وزير الدفاع الموريتاني، محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، لخوض انتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها في شهر يونيو/ حزيران المقبل.

فمنذ تعيين ولد الغزواني على رأس الوزارة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ثارت توقعات وسط الموريتانيين بأنّه سيخلف على الأرجح صديقه، الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

وأعلن وزير الثقافة المتحدث باسم الحكومة الموريتانية، سيدي محمد ولد محم، الثلاثاء، اختيار ولد الغزواني مرشحا للسلطة. ووصف ولد محم، الذي يرأس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، القرار بأنه “أفضل خيار لاستمرارية هذا المشروع الوطني الرائد، مشروع الأمن والديمقراطية والتنمية الذي أسسه وقاده فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز”.

وفي منتصف يناير/ كانون الثاني، سحب الرئيس الموريتاني البساط من تحت مجموعة من البرلمانيين، حين طالب بوقف حملة تدعو إلى تعديل الدستور بشكل يسمح له بالترشح لولاية ثالثة.

“عسكري خالص”

ويقول الصحفي الموريتاني سيد هاشم لبي بي سي إن “ولد الغزواني شخص كتوم للغاية ولم يعرف له نشاط سياسي، رغم تقلده عددا من المناصب”، مضيفا أنه “رجل عسكري خالص”.

وولد وزير الدفاع الموريتاني، الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد، الملقب بالغزواني، في عام 1956، ببلدة بومديد، شرقي موريتانيا، قبل أن يتدرج في التحصيل العلمي ما بين الدراسات القانونية والعلوم الإدارية والعسكرية.

وانضم ولد الغزواني إلى القوات الموريتانية كمتطوّع، في سنّ الثانية والعشرين، قبل أن يعيّن في عام 1981 قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة.

وعاصر ولد الغزواني سلسلة من الانقلابات، أطاح أوّلها بالرئيس السابق، معاوية ولد الطايع، في عام 2005. وكان الاثنان على صلة منذ عام 1987.

وأطاح ولد الغزواني، إلى جانب الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، بسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، في السادس من أغسطس/ آب 2008، والذي كان أوّل رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.

المؤسسة العسكرية

مصدر الصورة
AFP

ويوضح الصحفي سيد هاشم أنه لا يزال من غير الواضح التوجه السياسي لولد الغزواني والطريقة التي سيدير بها البلاد في حال انتخابه رئيسا. لكنّه شدّد على أنّه يحظى باحترام كبير لدى قطاع واسع من الموريتانيين.

وذكّر سيد هاشم بأنّ موريتانيا حكمت أساسا من قبل المؤسسة العسكرية، منذ عام 1978، باستثناء فترة ولد الشيخ عبد الله، مضيفا أنّه “لدى كثير من الموريتانيين قناعة بأنّ الجيش وحده هو القادر على حكم البلاد”.

وأشار المحلّل السياسي إلى أنّ تقارير أفادت في وقت سابق بأنّ ولد عبد العزيز كان يعتزم دعم مرشّح مدنيّ، قبل أن يختار رفيق دربه.

ومن المرتقب أن تجتمع قوى سياسية معارضة، الأسبوع المقبل، لبحث تقديم مرشّح موحّد لتعزيز فرص منافسة مرشّح الحزب الحاكم.

من هم حُكّام موريتانيا؟

مختار ولد داداه (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 1960 إلى 10 يوليو/ تموز 1978)

رئيس مدني أطاح به انقلاب أبيض من قبل الجيش.

مصطفى ولد محمد السالك (10 يوليو 1978 إلى 3 يونيو/ حزيران 1979)

قائد للجيش الموريتاني. استقال بعد ضغوط من زملاء له، بعد أزمة حرب الصحراء الغربية.

محمد محمود ولد لولي (3 يونيو 1979 إلى 4 يناير 1980)

رئيس اللجنة العسكرية الدائمة. تنازل عن السلطة وانسحب من الحياة العامّة.

محمد خونه ولد هيداله (4 يناير 1980 إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول 1984)

رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني. أطيح به بينما كان يشارك بقمة منظمة الوحدة الإفريقية، بالعاصمة البوروندية، بوجمبورا. حوكم لدى عودته إلى نواكشوط وسجن حتى نهاية عام 1988.

معاوية ولد سيدي أحمد الطايع (12 ديسمبر 1984 إلى 3 أغسطس 2005)

قيادي عسكري، وصاحب أطول مدة حكم في تاريخ موريتانيا. أطيح به في انقلاب أبيض، بينما كان بالسعودية للمشاركة في مراسم دفن العاهل السعودي، فهد بن عبد العزيز. لجأ إلى النيجر في بادئ الأمر قبل أن يستقرّ لاحقا في قطر.

علي ولد محمد فال (3 أغسطس 2005 إلى 19 أبريل/ نيسان 2007)

رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية. سلّم السلطة بعد انتخابات حرّة كما تعهّد.

محمد ولد الشيخ عبد الله (19 أبريل 2007 إلى 6 أغسطس 2008)

أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد. أطيح به في انقلاب بعد عزله قادة عسكريين حاولوا التدخّل في إدارة شؤون البلاد.

محمد ولد عبد العزيز (6 أغسطس 2008 إلى 15 أبريل 2009)

قيادي عسكري. أطاح بسلفه قبل تقديم استقالته للترشح للانتخابات الرئاسية.

با مامادو إمباري (15 أبريل 2009 إلى 5 أغسطس 2009)

رئيس مدني. أشرف على فترة انتقالية سبقت انتخابات 18 يوليو 2009.

محمد ولد عبد العزيز (5 أغسطس 2009 إلى اليوم)

بعد تولي رئاسة البلاد، في أعقاب الانقلاب العسكري في عام 2008، عاد إلى الحكم عبر الانتخابات.

اترك تعليقاً