رحلة الأمريكية هدى مثنى من الجامعة إلى الدعاية لتنظيم "الدولة الإسلامية"

هدى مثنىمصدر الصورة
AFP

Image caption

كان والد هدى يراقب هاتفها النقال حتى عندما كانت في الجامعة

قالت الأمريكية هدى مثنى التي تعيش في مخيم الهول شرقي سوريا منذ نحو ستة أسابيع، إنها تشعر بالندم على انضمامها إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” وطلبت من الحكومة الأمريكية منحها فرصة ثانية والسماح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة كي تربي ابنها بسلام حسب قولها.

“ام جهاد”

وكانت أول تغريدة لهدى مثنى بعد وصولها إلى “أرض الخلافة” في سوريا وتغيير اسمها إلى “ام جهاد” في الأول من ديسمبر/كانون الاول 2014، عبارة عن صورة لأربعة جوازات سفر ( أمريكي، وكندي واسترالي وبريطاني) وجملة “إلى النار قريباً، لا حاجة إليها بعد الآن الحمد لله” فوق الصورة.

وأكدت أن هناك عدداً كبيراً من الاستراليين والبريطانيين الذين يعيشون في ظل “الخلافة”، داعية الأمريكيين إلى السير على خطاها واللحاق بصفوف التنظيم و”الهجرة” إلى أرض الخلافة. وخاطبت “ام جهاد” أقرانها الأمريكيين أنصار “الدولة الاسلامية”: “أين انتم؟ استيقظوا”. ودعت من لا يستطيع السفر إلى هناك إلى”إرهاب الكفار حيث يعيشون”.

مصدر الصورة
Social

Image caption

تغريدة “ام جهاد” بعد وصولها الى الرقة آواخر 2014

وأضافت في 19 مارس/آذار 2015 عبر تغريدة أخرى: “استيقظوا أيها الأمريكيون هناك الكثير الذي يمكنكم القيام به حيثما تعيشون تحت حكم أكبر أعداءنا. كفاكم نوماً، أريقوا دمائهم باطلاق النار عليهم من سياراتكم، أو استأجروا شاحنات كبيرة وادهسوهم بها في المناسبات الكبرى”.

“آلة دعاية”

كانت هدى مثنى من أكبر الناشطات في تنظيم الدولة الاسلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الانجليزية وكانت تثير الحماس وتحض أقرانها الأمريكيين خاصة على اللحاق بصفوف التنظيم.

فرت هدى من منزل أسرتها في مدينة هوفر بولاية آلاباما عندما كانت في العشرين من العمر وتدرس في الجامعة. وصلت الى تركيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.

وكذبت على أسرتها وأوهمت والدها أنها تسافر إلى ولاية أخرى في إطار رحلة دراسية، بعد أشهر عديدة من التخطيط والترتيب بعيداً عن رقابة أسرتها اليمنية الأصل.

وقد أجرى موقع “باز فيد” الأمريكي مقابلة مع هدى عبر تطبيق كيك للمحادثة على الموبايل في أبريل/ نيسان 2015 كما أجرى الموقع مقابلة مع والدة ووالد هدى بعد أن تم التأكد من أنها صاحبة الحساب على تويتر الذي يحكمل اسم “ام جهاد”.

التايمز: عروس “الدولة الإسلامية” تخاف على طفلها وتكشف عن حبها لزوجها الجهادي

هاجر والدا هدى عام 1992 من اليمن إلى الولايات المتحدة و رزقا هناك بخمسة أبناء وكانت هدى أصغرهم.

وقال الموقع إن محمد، والد هدى متدين جداً. وكان يعيش حالة صدمة بسبب ما قامت به هدى واعتذر عن سلوك ابنته وكان يذرف الدموع طيلة مدة المقابلة حسب الموقع.

مصدر الصورة
DELIL SOULEIMAN

Image caption

هناك 1500 طفل وامرأة من افراد التنظيم في مخيم الهول حاليا

“عاصمة الخلافة”

استقرت “ام جهاد” في البداية في “عاصمة الخلافة” الرقة وهناك تزوجت المقاتل الاسترالي الأصل سوحان رحمان وكان ذلك أول زواج لها.

قتل زوجها الأول خلال معارك مدينة كوباني وإثرها كتبت هدى عبر تويتر مخاطبة مسلمي الولايات المتحدة “اريقوا كل دمائهم ما دمتم تعيشون تحت حكم أكبر أعداء الإسلام”.

“آلاف المدنيين” مازالوا عالقين في آخر جيوب تنظيم الدولة في سوريا

الغارديان: كيف تحسرت أمريكية على الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية؟

بعدها تزوجت هدى مقاتلاً تونسياً، وأنجبت منه ابنها البالغ من العمر 18 شهراً. وقتل زوجها الثاني في معارك مدينة الموصل العراقية. ومع سقوط الموصل وعاصمة الخلافة الرقة انتقلت هدى مع المئات من النساء والأطفال إلى المنطقة التي كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم شرقي سوريا، وخلال تلك الفترة تزوجت مقاتلاً سورياً من عناصر التنظيم لمدة قصيرة خلال العام الماضي.

والتقت صحيفة الغارديان البريطانية بهدى في مخيم الهول الواقع شرقي سوريا والذي تديره قوات سوريا الديمقراطية حيث تعيش هدى إلى جانب 1500 امرأة وطفل من أفراد أسر التنظيم.

ومن بين ما قالته هدى في المقابلة التي نشرتها الصحيفة في 17 فبراير/شباط 2019 “إن أسرتي التي تعيش في ولاية آلاباما الأمريكية محافظة جداً وفرضت قيوداً كثيرة على حركتي وعلاقاتي وكانت تلك القيود من بين العوامل التي ساهمت في تطرفي”. حسب قولها.

وأضافت “لم يكن يسمح لي بالخروج مع الأصدقاء. فتحولت إلى التركيز على الدين وتعمقت فيه كثيراً وصرت مطلعة جداً واعتقدت أن كل ما اطلعت عليه صحيح”.

وقبل نحو شهر ونصف فرت هدى من بلدة السوسة شرقي سوريا عندما كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم ونامت في العراء ليلتين مع عدد من الفارين من صفوف التنظيم إلى أن تم إلقاء القبض عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

وتصف هدى تجربتها مع تنظيم الدولة الاسلامية قائلة :”إنها كانت مثل الأفلام السينمائية، غير قابلة للتصديق. لقد كانت تجرية قاسية. أجبرنا الجوع على تناول الأعشاب”.

اترك تعليقاً