” سيف الجابري ” يؤكد أن الطلاق في «خريف العمر» نادر الحدوث

متابعة – علاء حمدي

أكد الدكتور سيف راشد الجابري رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب وأستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية في دبي أن الطلاق في «خريف العمر» نادر الحدوث حيث سجلت، العام الماضي، حالة طلاق لزوج يبلغ 92 سنة، وآخر أصغر منه بسنة واحدة، وثلاث حالات لأزواج بلغوا عامهم الـ90. وفي المقابل، لم تتوقف الزيادة في عدد حالات الطلاق المسجلة بين الفئات العمرية الأخرى، وسجلت العام الماضي حالة طلاق لشاب يبلغ 18 سنة.

وأكد أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية في دبي، الدكتور سيف راشد الجابري، أن هناك حالات طلاق تقع بين كبار السن، ممن وصلوا أعتاب الثمانين. وقال إن الطلاق في «خريف العمر»، نادر الحدوث، وهذا ما يجعل وقوعه صادماً للآخرين، مقارنة بالحالات التي تشهدها زيجات مضت عليها فترات قصيرة أو متوسطة.

وتابع الجابري أن «سبب الصدمة هو أن الطلاق في هذا النوع من الحالات يأتي بعد سنوات طويلة من العشرة، يتخللها كثير من التجارب والمواقف الإنسانية والاجتماعية المشتركة، التي ترسخ نوعاً من التفاهم بين الطرفين». وقال: «على الرغم من قلة هذه الحالات في مجتمعنا، إلا أنها تستوجب دراسة وتدخلاً من الجهات المعنية للوقوف على أسباب الطلاق وعلاجه والحدّ منه».

وعزا الجابري طلاق كبار السن، إلى أسباب وحيثيات مختلفة عن تلك التي تقف وراء طلاق الفئات العمرية الأخرى، موضحاً أن هناك عوامل نفسية واجتماعية ومادية خاصة. وقال إن بعض حالات طلاق كبار السن، تقع بسبب سوء تصرف الزوجة، وعدم صبرها على زوجها كبير السن، وعدم مراعاة طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها، خصوصاً إذا كانت هناك فجوة عمرية بينهما، الأمر الذي تكون ردة فعله هي الطلاق.

وطالب الجهات المعنية بإعادة النظر في أسلوب التوجيه الأسري لهذه الفئة العمرية قبل إقرار الطلاق، إذ «لا يمكن الاستعانة بالمصلحين الأسريين العاديين، وإنما لابد من الاستعانة بمختصين وأطباء نفسيين واجتماعيين على قدر من العلم والمعرفة بالظروف النفسية والصحية لهذه الفئة، لتسوية أية خلافات أسرية للحدّ من حالات الطلاق».ولفت إلى أن «الدولة أقرّت القوانين والتوجيهات وأعطت الأولوية، لتوفير الرعاية الكاملة لهذه الفئة، ومن الأهمية العمل على تنظيم دورات تدريبية وندوات مستمرة لتأهيل الأبناء في كيفية رعاية آبائهم كبار السن وتقديم الدعم النفسي والأسري لهم، وتعريف الزوجات بطبيعة المرحلة العمرية لكبار السن، وتنمية مهاراتهن في التعامل معهم، والاعتناء بهم، والمحافظة عليهم».

وتؤكد قوائم «الطلاق حسب عمر الزوج» في نظام الزواج الإلكتروني، في المحاكم الاتحادية في الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة، أن هناك علاقة عكسية بين عمر الزوج ومعدل الطلاق، فكلما زادت سنّ الرجل، قلّ عدد حالات الطلاق. وبينت إحصاءات وزارة العدل أن الشباب في الفئة العمرية (أقلّ من 40 سنة)، تصدروا الفئات الأكثر إقبالاً على الطلاق، حيث سجلت 389 حالة من إجمالي 617 العام الماضي، موزعة بين 221 حالة للفئة بين (30 و39 سنة)، و168 حالة للفئة العمرية (أقلّ من 30 سنة).

وجاءت الفئة العمرية من (40 حتى 49 سنة) في المركز الثاني من حيث عدد حالات الطلاق، بإجمالي 117 حالة، ثم الفئة العمرية من (50 إلى 59 سنة) في المركز الثالث بإجمالي 62 حالة. وذكرت الإحصاءات أن الفئة العمرية فوق الـ60 هي الأقل من حيث عدد حالات الطلاق، بإجمالي 49 حالة، سجلت فيها حالة لزوج يبلغ 92 سنة، وحالة لزوج يبلغ 91 سنة، وثلاث حالات أخرى لأزواج في عمر الـ90 سنة. في المقابل، سجلت حالة طلاق واحدة لأصغر شاب، إذ بلغ عمره 18 سنة، وحالة لزوج في عمر 20 سنة، وخمس حالات لأزواج في عمر 21 سنة، وخمس حالات لأزواج في عمر 22 سنة.

وتصدر الشباب في عمر 36 سنة قائمة الأكثر طلاقاً العام الماضي، بإجمالي 34 حالة، ثم عمر 26 سنة بإجمالي 28 حالة، ثم عمر 27 سنة و25 سنة بإجمالي 26 لكل منهما.وتشير أسباب الطلاق المسجلة في المحاكم الاتحادية بالدولة، إلى عدم قدرة الزوجين على مواصلة الحياة الزوجية بسبب انعدام التفاهم بينهما، أو توقف الزوج عن الإنفاق، إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بالاعتداء اللفظي والجسدي. وسجلت قضايا خلع لأسباب مثل بخل الزوج، أو أنه كثير السهر خارج المنزل، ولا يعود إلا عند الفجر، أو أنه كثير الكذب، وغيرها.

وتؤكد المحكمة الاتحادية العليا في حيثيات قضايا الطلاق للضرر، أن «لكل من الزوجين الحقّ في طلب التطليق للضرر الذي يتعذر معه دوام العشرة بالمعروف بينهما، ولا يسقط حقّ أي منهما في ذلك ما لم يثبت تصالحهما، وأن لجنة التوجيه الأسري تتولى الإصلاح بين الزوجين، فإذا عجزت عنه عرض القاضي الصلح عليهما. وإذا تعذر، وثبت الضرر، حكم بالتطليق. وإذا لم يثبت الضرر ترفض الدعوى».

اترك تعليقاً