” طيب فاروسي ” تسلط الضوء على الصداع

متابعة – علاء حمدي

قالت الدكتورة الصيدلانية طيب محمد فاروسي بفلورنس في إيطاليا أن الصداع هو عبارة عن ألم يصيب أي جزء من أجزاء الرأس وقد يمتد للرقبة أيضا، وأسبابه عديدة والبعض منها مجهول السبب ولكن بشكل عام أسبابه إما نفسية ( إجهاد، توتر، قلق، قلّة النوم ، ضغوطات نفسية ) أو طبية صحية وسنتكلم عن ذلك بالتفصيل لاحقاً.أنواع الصداع الرئيسية : الصداع الأوّلي وسببه مشاكل صحية في بنية الرأس نفسها وهو يشمل : –

الصداع النصفي ( الشقيقة ) والذي يصيب غالباً جانب واحد من الرأس والالم هنا يشمل العين أيضا ويكون الألم خفيف بداية ثم يشتد بشكل كبير حتى يصل للذروة مترافقاً مع غثيان وأحيانا إقياء ودوار وحساسية شديدة للضوء وتشويش في الرؤيا وعندها لا ينفع معه أي علاج سوى النوم في الظلام الدامس والراحة التامة حتى ينتهي الألم الذي قد يستمر لساعات أو ليوم كامل أو ليلة كاملة.- الصداع العنقودي : يحصل فجاة في اليوم مرة واحدة أوعدة مرات ( من 15 د لعدة ساعات ) وقد يستمر لأسابيع أو أشهر في وقت معيّن في السنة ثم يغيب لأشهر ليعود بعدها في نفس التوقيت الذي جاء فيه من قبل والالم يكون شديد وحارق في العين الواحدة أو حولها…

– صداع التوتر : يبدء ببطء من بداية النهار ليزداد في منتصفه ويكون الالم بشمل شريط حول الرأس وعلى جانبيه ويمتد للرقبة أيضا، وقد يكون عرضي ( ساعات أو أيام ) أو مزمن ( اسبوعان أو عدة أشهر).* الصداع الثانوي : الذي من أسبابه الكحول ، نزيف في الدماغ، ارتجاج الدماغ، سكتة دماغية، جفاف وقلة شرب السوائل، الجوع وعدم تناول الطعام لساعات طويلة، صداع البرودة المفاجئة عند تناول الآيس الكريم مثلاً أو أي طعام أو شراب مثلج، الافراط في تناول مسكنات الألم وبالتالي حدوث الصداع المرتد، صداع بسبب ارتفاع ضغط الدم ( يصاحبه دوران ودوخة وعطش وجفاف وطنين في الاذن ويكون مزمن ومستمر)، صداع التهاب الجيوب الانفية، والصداع المترافق مع مشاكل في العيون وآلام في الأسنان ، الصداع المترافق مع نزلات البرد والانفلونزا وفيروس الكورونا المستجد.

– الصداع المرتد: نتيجة الافراط بتناول مسكنات الألم مثل الاسبرين والسيتامول والايبوبروفين والديكلوفيناك والمسكنات التي تحتوي على كودئين أو كافئين وكل ذلك يتسبب بصداع مترافق مع آلام في الرقبة والأرق ( اضطرابات النوم ) والشعور باحتقان الانف وهو يبدأ في وقت مبكر من الصباح ويستمر طوال اليوم- الصداع المفاجئ الذي يزداد حدة خلال دقيقة واحدة فقط وهو يدّل على وجود مشكلة في الدماغ ( نزيف او التهاب سحابا أو جلطة دماغية ) وهنا يجب طلب المساعدة الطبية فورا.

– صداع الجيوب الانفية ويتعرّض له بشكل أكبر من غيرهم مرضى التهابات الجيوب الانفية المزمنة أو المصابين بالحساسية الموسمية وحمى القش، ويترافق الألم هنا مع سيلان الانف وحمى وافرازات مخاطية ( صفراء أو خضراء )، وامتلاء في الاذن وضعف في حاسة الشم وألم في الأسنان الأمامية، ألم هذا الصداع مستمر وحاد في الجبهة والخدّين وعظمة الانف ويزداد حدة عند أيّ حركة مفاجئة في الرأس خاصة الانحناء للأمام وهو يكون حاد في الصباح وتتراجع حدّته في المساء أو الليل.

– هناك أنواع من الصداع قد تكون بسبب هبوط نسبة السكر في الدم أو بسبب تناول بعض المواد الحافظة الموجودة في الأطعمة مثل النترات والنتريت وكذلك مادة التيرامين الموجودة في بعض أنواع الجبن قد تسبب الصداع للبعض .- التهاب الاذن الوسطى بسبب الفيروسات او الجراثيم يسبب صداع مترافق مع افرازات تخرج من الاذن ( دم أو قيح ).- الافراط في تناول المنبهات لاحتوائها على مادة الكافئين الذي بكميات معتدلة هو مفيد للصداع ولكن الافراط فيه أو التوقف المفاجئ عن تناوله يسبب صداع مرتد ( حالة عكسية).*

علاج الصداع يعتمد على تشخيص الطبيب والمريض نفسه للحالة ( وصف حدة الألم ونوعه، توقيت الالم ونمط النوبات ) وفي الحالات المعقدة والمجهولة يتم إجراء تحاليل دم أو الأشعة السينية أو تصوير مقطعي ( MR ).بعد تشخيص سبب الصداع يتم العلاج بمسكنات الالم مثل السيتامول ) أسيتامينوفين )، أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ( الايبوبروفين أو ديكلوفيناكالصوديوم او ديكلوفيناك البوتاسيوم وغيرها وذلك بناء على وصفة الطبيب حصرا ).

وقد يكون هناك حاجة لوصف أدوية مضادات الالتهاب أو ادوية خاصة بالصداع النصفي ( مشتقات الكافرجوت والارغومتربن وغيرها ) أو أدوية حاصرات بيتا أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو منبهات مستقبلات السيروتونين وكلها باستشارة الطبيب بعد تشخيص سبب الصداع لان بعض هذه الادوية يحب ان يكون لاسباب معينة واستخدامه لفترات معينة والانقطاع المفاجئ لهذه الادوية يسبب أعراض انسحابية وحالة مرضية عكسية تسبب صداع وألم أكبر.

من أهم ما أود الاشارة إليه هو عدم استخدام مسكنات الالم خاصة الاسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ( ايبوبروفين ، ديكلوفيناك وغيرهما ) دون استشارة الطبيب لأنّ استخدامها الخاطئ يسبب مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي ( قرحة أو نزيف في المعدة والامعاء وارتفاع ضغط الدم لمن لديهم مشاكل في القلب والأوعية الدموية )، كما أن الافراط في تناولها يسبب صداع مرتد عكسي، ولابد ان أشير إلى أن الجرعات العالية والمفرطة من السيتامول تضرّ بالكبد ولذلك علينا الاعتدال في تناول جميع مسكنات الالم وبالأساس علينا عدم تناولها من تلقاء أنفسنا إلّا تحت اشراف الطبيب واستشارة الصيدلاني.

اترك تعليقاً