مجموعة نسر الشمال اليمينية.. تمجيد لهتلر ومعاداة شديدة للسامية

متابعة /أيمن بحر

اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني . فرض وزير الداخلية الألمانى هورست زيهوفر حظراً على المجموعة اليمينية المتطرفة المعروفة بإسم نسر الشمال فماهى تلك المجموعة؟ وماذا تخفى وراءها؟. زادت المجموعات اليمينية المتطرفة فى المانيا فى الفترة الأخيرة خصوصاً بعد موجة اللجوء فى عامى 2015 و2016. يمجد أعضاء مجموعة نورد أدلر وتعنى بالعربية نسر الشمال الزعيم النازى أدولف هتلر ويتطلعون الى تقوية الإشتراكية القومية (النازية) من جديد. تلك الحركة التى حظرها وزير الداخلية الألمانى هورست زيهوفر (الثلاثاء 23 يونيو/ حزيران 2020)، تتبنى مواقف معادية للسامية ومواقف عنصرية وتتشبث بنظريات المؤامرة. وتسعى الحركة للإستقلال عن أى بنية حكومية ولذلك كانت تخطط على ما يبدو لإقتناء عقارات لاسيما فى شرق المانيا، من أجل إقامة مراكز تدريب هناك.
وهذا النوع من المنازل كانت تديره أيضاً حركة الهوية للناشر اليمينى المتطرف غوتس كوبيتشيك فى مدينة هاله مثلاً حتى هذا العام. وفى هذه المراكز يفترض أيضاً تنظيم ما يُسمى بـتدريبات عسكرية رياضية محتذين فى ذلك بـخدم الرايخ العمالية فى عصر النازيين والتى كانت تلزم الشباب بالعمل لمدة ستة أشهر بداية من عام 1935. فى مقابلة تلفزيونية عام 2017 إعترف رجل كان على ما يبدو قريباً من الحركة بالفعل أنه تم شراء عقارات أيضاً بولاية تورينغن، وتحديداً فى قرية ماكنروده التى يقطنها 500 نسمة وتقع على الحافة الجنوبية لجبال هارتس. وكان يوجد بماكنروده خلال الحقبة النازية فرع لمعسكر الإعتقال ميتلباو-دورا
المشهد اليمينى فى المانيا ينمو ويبحث عن الوصول الى الجماهير، مثل هؤلاء المتطرفين أثناء دورية لهم فى مدينة ميونيخ. وحسب معطيات النيابة العامة الإتحادية، فمن المفترض أن أعضاء حركة نسر الشمال (نورد أدلر) خططوا لإعتداءات رغم ما يُسمع داخل الوسط بأن المجموعة على الأرجح تتبع أديولوجية نازية أكثر من كونها جماعة إرهابية. يشتبه فى أن المجموعة النازية الجديدة إقتنت أسلحة وذخيرة أوعلى الأقل بذلت الجهد من أجل ذلك. ويفترض أيضاً أنها وضعت لائحة بأسماء سياسيين غير محبوبين بالنسبة لها ولم يكن لدى مجموعة نسر الشمال أعضاء كثر إذ يُقدر عدد أعضائها بـ 30 شخصاً. وهناك جانب مثير يتمثل فى أن شخصاً ظهر كمسئول فى تواجد سابق للمجموعة على الإنترنت ليس غريباً على السلطات: فقبل سنتين ونصف تم الحكم عليه من طرف محكمة براونشفايغ بغرامة مالية والعمل لصالح المنفعة العامة بسبب دعمه لمتعاطف مع تنظيم داعش فى الإعداد لإعتداء بمتفجرات ضد رجال شرطة أو جنود. وقبل تحول هذا المعجب بتنظيم داعش للإسلام تعرف الإثنان على بعضهما البعض داخل الوسط النازى الجديد ويقدران بعضهما البعض. وهذا مؤشر إضافى على تقارب الأيديولوجيتين: الإسلاموية واليمينية المتطرفة. والقاسم المشترك بينهما هو كراهية اليهود.أعضاء حركة نورد أدلر كانوا لفترة طويلة يتحركون فى الخفاء لحد ما وهذا ليس غير مألوف بالنسبة الى المشهد اليمينى، المكون من العديد من المجموعات المكتفية ذاتيا، لكنها تبقى على إتصال مع بعضها البعض. والكثير من هذه المجموعات ظهرت فى السنوات التى أعقبت موجة اللجوء الكبيرة الى المانيا في 2015 و 2016.
والتحقيقات الجارية الى حد الآن كشفت أن أعضاء نسر الشمال يتحركون خصوصاً فى الانترنت عبر قنوات مغلقة وكذلك عبر مواقع مفتوحة مثل إنستغرام. ويجذب موقع الإنترنت التابع للمجموعة الإهتمام فى البداية عبر صور عادية للمناظر الطبيعية الألمانية الجميلة على سبيل المثال جبال هارتس. لكن عندما تبدأ فى تتبع صفحات الموقع تكتشف بسرعة صفحات تقول بأن “الشعب الألمانى يجب أن يحافظ على نفسه وتجد المطالبة بقيادة ألمانية فى البلاد دون روح أجنبية أى بدون أجانب أو يهود.حاول أحد المتطرفين اليمينيين إقتحام كنيس يهودى فى مدينة هاله ولما فشل قتل شخصين: والمجموعات الرئيسية المستهدفة من قبل نسر الشمال على ما يبدو هم الشباب. والطابع المعادى بشدة للسامية لدى الجماعة مسائلة واضحة بشكل خاص، ويبدو أنهم رحبوا عبر موقع الانترنت بالإعتداء الذى وقع فى مدينة هاله بولاية ساكسونيا إنهالت فى أكتوبر/ تشرين الأول الماضى ضد كنيس يهودى حيث حاول المانى فى الـ 28 من العمر، وكان مدججا بالسلاح إرتكاب مذبحة أثناء أهم عيد يهودى. وعندما لم يتمكن من دخول الكنيس أطلق النار على شخصين فى المدينة. ويمثل هذا الرجل أمام المحكمة إبتداء من يوليو/ تموز.يزداد فى المانيا إستعداد الوسط اليمينى لممارسة العنف. وإجمالاً حظرت وزارة الداخلية الألمانية منذ نشأة جمهورية المانيا الإتحادية أكثر من 20 مجموعة يمينية متطرفة منها ثلاثة فقط فى هذه السنة. وظلت السلطات مترددة طويلاً للإعتراف بالحجم الحقيقى لخطر المجموعات اليمينية المتطرفة. وهذا تغير على أبعد تقدير عقب مقتل السياسى فالتر لوبكه فى كاسل بولاية هيسن بداية يونيو/ حزيران 2019. لكن منذ 2018 تم تفتيش شقق تابعة لأعضاء تابعين لمجموعة نسر الشمال فى عديد من الولايات الألمانية. ولم يتم العثور حينها على أسلحة ولذلك لم تحصل إعتقالات. وهذه المرة تم العثور خلال مداهمات فى أربع ولايات ألمانية صباح الثلاثاء (23 يونيو/ حزيران) على خوذات معدنية للجيش النازى وكتابات نازية.

اترك تعليقاً