أعياد نوروز أو عيد الدخول.. موروث ثقافي عراقي

المستقبل/ رجاء حميد رشيد

يتميز العراق بتنوع طوائفه التي تحتفظ كلّ منها بخزين من التراث الحضاري المنبثق من عمقه التاريخي وأرثه الضخم الذي يضم الكثير من العادات والتقاليد التي تحفظ ديمومته وتواصله على مرّ الزمن، ومنها: الاحتفال بأعياد الربيع “عيد نوروز” المسمى عند العراقيين (عيد الدخول).
إذ يعتقد أنّ الساسانين والسومريين أوَّل من احتفل بهذا العيد فيما يدعى المصريون بأنها فرعونية الأصل، وفي كل الأحوال فهي ترتبط بتاريخ 21 آذار حيثُ تدخل الشمس في برج الحمل، وهو السبب بتسميتها لدى العراقيين بـ (الدخول) وأطلال موسم الربيع وتفتح الأزهار واعتدال المناخ الذي يشجع الخروج للحدائق والمتنزهات.

وتولي العوائل العراقية أهمية كبيرة بهذا العيد، بدءاً بالتسوق حيث تباع الأباريق الخزفية الملونة والشموع والمكسرات، فيما يتم إعداد الأكلات الخاصة بالمناسبة مثل “الزردة وحلوى الحليب” متناصفة في كلّ إناء، ويعدّ ليلاً إلى صبيحة 21 آذار محاطاً بالشموع وأعواد ألياس والزهور والحلويات الأخرى والمكسرات والحناء. ويعتقد البعض أنّ ملكاً صالحاً يدخل البيوت الطاهرة ويزور العوائل ويشاركهم الاحتفال فيتذوق هذه الأكلات ويبارك أرزاقهم.

أمّا حكاية صينية (السبع سينات) وهي عبارة عن صينية كبيرة تجمع فيها سبع أكلات تبدأ بحرف السين أو تحتوي على هذا الحرف، وأولها سمكة صغيرة نوع (حرش) أو ما يسمى عند الجنوب (الزوري) أبو خريزة، وهذه السمكة تعلق في باب البيت صبيحة ال21من آذار لطرد العين ولجلب الرزق، أمّا باقي مكونات الصينية فهي على الغالب أعواد من نبات الياس الملبس، سكر، سمسم، سلق، خس. وتوقد الشموع في ليلة العيد إلى أنّ تنطفئ لوحدها اعتقادا بأن هذه الصينية تبعد الأرواح الشريرة من البيت.

ولا يفوتنا أن نذكر أنّ اسم نوروز (اليوم الجديد)، وهي ترجمة شبه حرفيه للسنة السومرية (يومو نيشان)، أي يوم التفتح والتجدد، وقد بدأ الفرس يحتفلون به حسب السنة البابلية التي كانت تبدأ في أول نيسان وهو نفس تأريخ 21 آذار حالياً.