مقالات

إيران والولايات المتحدة وفك الأشتباك

حسام الحاج حسين _ مؤسسة نارام سين للحوار

تحتفظ ذاكرة الثورة الإسلامية في إيران برصيد مؤلم من المواقف الإمريكية اتجاه القوى الثورية التى كانت مناهضة للشاه من محمد مصدق الى الثورة الأسلامية . رغم الأشكالية التاريخية ففي عام ١٩٩٣ ولدت فكرة ( فك الأشتباك ) مع الولايات المتحدة وكانت من المنتجات الفكرية للرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني .
حين سقط الأتحاد السوفيتي واصبحت الولايات المتحدة القطب الأوحد في العالم قرر الرئيس بوش ان يضع حلا للقضية الفلسطينية .
وأسس لمؤتمر مدريد بحضور جميع الدول ذات العلاقة وارسلت طهران رسائل الى واشنطن لرغبتها بالحضور وقال الرئيس رفسنجاني في وقتها ( لانمانع ان نجلس خلف الوفد الفلسطيني ونقبل بكل مايقبلون ) لكن واشنطن رفضت حضور طهران وكانت هذه المواجهة الأولى في ظل مناخ ( فك الأشتباك ) .
وفي عهد الرئيس كلينتون الديمقراطي صنعت الولايات المتحدة على أنقاض موتمر مدريد الذي رعاه الجمهوريين ( اتفاق اوسلو ) .
وهنا ردت ايران الصفعة للولايات المتحدة عندما اعلنت بصراحة رفضها للأتفاق وانضم اليها ليبيا وسوريا . وفرضت واشنطن اول عقوبات على طهران بسبب هذا الموقف .
كان الرفض الإيراني وتبني وجه نظر حماس في تعريف القضية الفلسطينية اول منصة للمواجهة بين إيران والولايات المتحدة .
الى عام ٢٠٠٩ عندما بدأت اول المفاوضات المباشرة بين البلدين بعد قطيعة استمرت ٣٠ عاما . وانتجت المفاوضات التي استمرت ٦ سنوات ( الأتفاق النووي ) لكن الأتفاق لم يصمد سوى ٣ سنوات بعد ان انسحب ترامب في عام ٢٠١٨ واعتبر ان الأتفاق ناقص وان إيران تاخذ اكثر مماتعطي .
مازالت فكرة ( فك الأشتباك ) قائمة ومعلقة في الذهن السياسي لدى الطرفين . لكنها تحتاج الى قرار سياسي قوي جدا يتجاوز العوائق التي وضعتها تعقيدات السياسة في الشرق الأوسط .
تغير الواقع الجيوسياسي بعد السابع من اكتوبر لكن ليس لصالح إيران . واصبح الأمن القومي الإيراني مكشوفا امام الولايات المتحدة . في المقابل تلوح الأخيره بالحوار المباشر والجلوس على طاولة واحدة ويمكن ان يخرج البلدين بااتفاق قوي جدا مادام رغبتهما متشابه الى حد قريب جدا .
قررت احداث المنطقة صناعة مسار واحد بين واشنطن وطهران وهو ( فك الأشتباك ) لانها سوف تحقق مزيدا من الأستقرار وتجلب الأمن للجميع . وصرح الرئيس ترامب ان الأتفاق مع إيران سيكون احتفالا كبيرا في الشرق الأوسط .
اعطى المرشد الأعلى الضوء الأخضر للمفاوضات واعلن الرئيس بزشكيان استعداده للحوار المباشر مع الأدارة الأمريكية . في المقابل اعلن ترامب انه يتمنى الخير والأزدهار للجمهورية الإسلامية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى