” الأكاديميين العرب ” ينظم المؤتمـر الدولي الرابع بعنوان ” ازمة كورونا وسـؤال القيم “
كتب – علاء حمدي
يأتي المؤتمر الدولي الأول الذي ينظمه اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، فرع المملكة المغربية ، استجابة للظرفية العصيبة التي يعيشها العالم عامة وعالمنا
العربي بشكل خاص، جراء جائحة فيروس كورونا. هذه الجائحة التي اخترقت الحدود ومست كل الفئات العمرية و كل الطبقات الاجتماعية ولم تفرق لا بين
أبيض ولا أسود إلا من حيث قوة المناعة الذاتية؛ هذه الجائحة التي غيرت ملامح العالم كما غيرته الحرب العالمية الأولى والثانية والأزمة الاقتصادية العالمية
سنة 1929م؛ جائحة فضحت وكشفت عورة دول كانت تدعي الديمقراطية والمساواة وضمان العدالة الاجتماعية لمواطنيها، جائحة استطاعت أن تلزم
جميع سكان العالم بيوتهم ومنازلهم، وأضحت حديث الصحف والكتب والمجلات والمؤتمرات العلمية. فيروس كورونا هذا المخلوق الذي لا يُرى بالعين
المجردة، أجبر العالم على إعادة النظر في معتقداته الدينية والقيمية والأخلاقية. هذه الأزمة التي أخرجت رئيس دولة إيطاليا عن صمته ليعلنها مدوية:
استنفدنا كل وسائلنا البشرية المتاحة، و لم يعد لنا خيار سوى انتظار معجزة من السماء. كورونا؛ هذا الفيروس الحقير والصغير حجمه، تحدى قوة وقدرات
الإنسان ليرغمه على الاعتراف بالعجز والضعف أمامه وأمام قوة السماء.
لهذا فالأمر يحتاج الى تكاثف وتظافر الجهود، دون قيد أو شرط، لحلحلة وإدارة مثل هذه الأزمات سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي
أو التربوي، دون إغفال المجالين الثقافي والصحي اللذين يقومان بدور فعال في تشكيل وعي جمعي يتخذ جملة تدابير وقائية واحترازية، هدفها الحد من انتشار
هذه العدوى، والسيطرة والحد من تفاقمها. كما تدعو هذا المؤتمر الأكاديميين والأكاديميات والباحثين والباحثات إلى إيلاء أهمية للحوار داخل الأسرة وخارجها
الذي من شأنه أن يعزز القيم والأخلاق حتى تكون لها مناعة قوية وممانعة في مثل هذه الأزمات.
ولدراسة هذه الأزمة، ومحاولة معالجتها بنوع من الشمولية ورصد انعكاساتها وتداعياتها على المجتمع الدولي ككل؛ اخترنا لهذا المؤتمر عنوان: “أزمة كورونا
وسؤال القيم” منطلقين من طائفة من الأسئلة من قبيل: ما هو دور المؤسسات الثقافية والتربوية في نشر هذه القيم؟ وهل هناك صعوبات ومعيقات
تحول دون أن تقوم بدورها على أحسن وجه؟ وهل التقدم والتطور الذي أحرزه العالم في مختلف العلوم أسعفه في مواجهة هذه الأزمة؟ وأي دور للقيم في
محاربة ومقاومة والتصدي لمثل هذه الأزمات؟ وهل نجح العالم على مستوى القيم في تدبير هذه الأزمة والسيطرة عليها؟
معايير وكيفية بث المؤتمر : لاشك أن الندوات والمؤتمرات واللقاءات والملتقيات العلمية سواء من داخل الجامعات أو المعاهد أو المراكز العلمية، تخضع لنظام
أكاديمي محدد؛ يتجلى في تقسيم هذه المحافل إلى مجموعة من الجلسات العلمية بحسب المحاور التي تم تحديد الاشتغال عليها
ومن خلالها. وقد جرت العادة أن يرأس كل جلسة علمية أستاذ، الذي يمثل الخيط الناظم بين الأساتذة المتدخلين المشكلين لتلك
الجلسة فيما بينهم تباعا من جهة، وبين هذه الجلسة ككل والجلسات التي ستليها. ولكن الظرفية التي يعيشها العالم وتعيشها
هذه المنابر العلمية كذلك، جعلت الكيفية والوسيلة التي تبث من خلالها هذه اللقاءات العلمية تتغير؛ بحيث أصبحنا مضطرين إلى
الاشتغال عن بعد عبر جملة من التطبيقات، التي تسهم في نقل هذه المحافل بشكل جيد وممتاز، يجعل هذه اللقاءات متاحة ومن
داخل منازلنا. من هنا ارتأت اللجنة الاستشارية للمؤتمر الدولي المزمع عقده أيام 28 و29 و30 من يوليوز الحالي، التخلي عن هذه
الطريقة التقليدية أي؛ تخصيص رئيسٍ لكل جلسة، والسبب هو تغير وسيلة وطريقة تقديم المؤتمر والتي أصبحت طريقة تقنية
بامتياز وتجعلنا نتحكم بالوقت أكثر، عبر الاكتفاء بمنسق تقني واحد يسهر على تجويد البث، وكذا التحكم بالمنصة، حتى نتفادى أي
مشوشات تقنية أو قطع للبث أثناء إلقاء المتدخلين لأوراقهم البحثية. وكذلك اكتفت بمنسق علمي ثلاثي مكون من اللجنة
الاستشارية يسهر على تدبير جلسات المؤتمر ككل؛ وهذا تماشيا مع ما ذهبت اليه العديد من المؤتمرات واللقاءات العلمية التي تم
إلقاؤها عن بعد وبطريقة تقنية، دون اللجوء إلى تقسيم العمل إلى جلسات علمية مطولة.