طب وصحة

الإكتئاب هو السبب الرئيسي للأمراض والعالم العربي يتصدر اللائحة

يبدو أن العالم الذي نعيش فيه أصبح مرهقاً وعصبياً بشكلٍ متزايد. ونتيجةً لذلك أصبح عدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية يتزايد أيضاً. وقد بات واضحاً أن قلق الدراسة هو أكثر ما يؤثر سلبياً على المراهقين، في حين أن الضغوط في أماكن العمل تؤثر كثيراً على البالغين.

أثبتت الدراسات في منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم من جميع الأعمار يعانون من الإكتئاب، و260 مليون يعانون من اضطرابات نفسية، والأرقام إلى تزايد سنوياً. وتتصدر منطقة الشرق الأوسط القائمة، خصوصاً أن أكثر من 75٪ من الأشخاص في الدول النامية لا يحصلون على العلاج لهذا المرض. نتيجةً لذلك تتراجع الدورة الإنتاجية العالمية سنوياً ويخسر الإقتصاد العالمي ترليون دولار بسبب اضطرابات الصحة العقلية، والمصابون بالإكتئاب يتغيبون عن العمل أكثر من أقرانهم الأصحاء حتى ولو عولجوا بمضادات. وبالتالي فإن الإكتئاب يُعتبر السبب الرئيسي للأمراض والعجز بحسب منظمة الصحة العالمية، وهو المساهم الأساسي في العبء العالمي الكلي للمرض.

وقال استشاري الطب النفسي الدكتور عبد اللطيف حمادة أن 10% من الأمراض العضوية أسبابها نفسية، وبالمقابل هنالك العديد من الأمراض العضوية تسبب أمراضاً نفسية، فمثلاً هناك 18 – 20% من مرضى السرطان، و30-40% من مرض الشلل الارتعاشي، ونسبة كبيرة من مرضى هبوط الغدة الدرقية يعانون من الاكتئاب، ووجد أن نسبة الوفيات الناجمة عن مرض القلب المصحوب بالاكتئاب تصل إلى 15%. كما يتسبب الاكتئاب في العديد من الأمراض الخطيرة كالجلطات الدماغية والقلبية والسرطان.

عربياً، لا توجد أرقام دقيقة عن حجم الاكتئاب في العالم العربي لأنه لا توجد إحصائيات رسمية حول الأمر. منظمة الصحة تقول إن 5٪ من العرب يعانون من الاكتئاب، وأن مصر والمغرب في المقدمة وسوريا هي الأكثر اكتئاباً عالمياً، ولكن المنظمة نفسها تشير في تقريرها إلى أن الأرقام هذه غير دقيقة؛ لأن ثقافة العرب تخجل من الكشف عن الأمراض النفسية والذهنية، وبالتالي المرض يتفاقم، ويستمر بالانتشار من دون إجراءات مناسبة، والخسائر المادية تزيد بطبيعة الحال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى