مقالات

اللاعب المحترف في العراق أسم دون تأثير حقيقي

بقلم /رئيس التحرير

تشهد الساحة الرياضية العراقية اليوم ظاهرة ملفتة للنظر تتعلق باللاعبين المحترفين الأجانب الذين يتم التعاقد معهم من قبل الأندية العراقية. هذه الظاهرة أثارت العديد من التساؤلات حول جدوى هؤلاء اللاعبين ومدى تأثيرهم الإيجابي على أداء الفرق العراقية، خاصة في ظل غياب الجمهور الذي يساندهم أو يتابعهم داخل وخارج الملاعب.

محترفون بلا جمهور
في مقارنة سريعة مع المحترفين في دول أخرى، نجد أن اللاعب المحترف عادة ما يأتي محملاً بتاريخه الرياضي وشهرته، ما يجعله محط اهتمام الجماهير والإعلام. ولكن في العراق، نجد أن أغلب هؤلاء المحترفين غير معروفين حتى في بلدانهم الأصلية، ولا يحملون معهم أي قاعدة جماهيرية أو شهرة سابقة تجعلهم إضافة نوعية للفرق العراقية.

هذا الواقع جعل المحترفين في العراق مجرد أسماء على الورق، دون أن يكون لهم تأثير حقيقي داخل المستطيل الأخضر أو خارجه. فلا نجد جماهير تشجعهم أو تدافع عنهم، ولا نرى أي معجبين يتابعونهم أو يحتفون بهم كما هو الحال مع النجوم العالميين في الدول الأخرى.

إبعاد اللاعبين المحليين من ناحية أخرى، يعاني اللاعب العراقي من غياب الفرص بسبب هيمنة هؤلاء المحترفين على التشكيلة الأساسية للفرق. ورغم أن أغلبهم لا يقدم المستوى المطلوب، إلا أنهم يشكلون عبئًا على الفرق، سواء من الناحية الفنية أو المالية.

هذا الوضع أدى إلى تهميش اللاعبين المحليين، الذين غالبًا ما يتمتعون بمهارات أفضل، ولكنهم يفتقرون إلى الدعم والتقدير بسبب سياسة التعاقدات غير المدروسة.
يبدو أن مشكلة المحترفين في العراق لا تقتصر فقط على غياب الأداء المقنع، بل تشمل أيضًا الأعباء المالية التي تشكل عبئًا على الأندية. فالأموال التي تُنفق على هؤلاء اللاعبين يمكن أن تُستثمر في تطوير اللاعبين المحليين أو تحسين البنية التحتية الرياضية.

من الضروري أن تقوم الأندية العراقية بمراجعة سياستها في التعاقد مع المحترفين الأجانب، وأن تضع معايير صارمة تضمن استقطاب لاعبين ذوي كفاءة وخبرة فعلية يمكن أن تضيف قيمة إلى كرة القدم العراقية.

في نهاية المطاف، لا يكفي أن يكون اللاعب محترفًا بالاسم فقط، بل يجب أن يكون نجمًا داخل الملعب وخارجه، يساهم في تطوير الفريق ويكسب احترام الجماهير، وهو ما نفتقده اليوم في الساحة العراقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى