بعد مقتل متظاهر.. الاحتجاجات تتواصل خارج حقول نفطية بالبصرة

تجددت الخميس تظاهرات مطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل في محافظة البصرة، بعد أيام من مقتل متظاهر برصاص الشرطة قرب أحد الحقول النفطية في المحافظة العراقية الغنية بالنفط.
واعتصم عشرات من الشباب أمام مقر شركة نفط البصرة للمطالبة بفرص عمل، ورفع المحتجون شعارات “لا للعمالة الأجنبية” و”خيرات البصرة لأهلها”.
وقال حسام عبد الأمير (25 عاما) وهو خريج جامعي عاطل عن العمل من البصرة لوكالة رويترز: “نريد الحصول على وظائف، نريد أن نشرب ماء نظيفا.. نريد الكهرباء. نريد أن يعاملونا كبشر وليس مثل الحيوانات”.
وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي لجنة وزارية بالنظر في مطالب المحتجين.
وذكرت الشرطة ومصادر طبية أن اثنين من المحتجين أصيبا، دون أن تكشف تفاصيل بشأن الواقعة التي حدثت بالقرب من مدخل لحقل غرب القرنة 2 العملاق الذي تديره شركة لوك أويل الروسية.
تشديد الأمن في محافظات مجاورة
وتحسبا لتصاعد حدة التظاهرات اتخذت قيادة عمليات الرافدين إجراءات احترازية في محافظة ميسان المحاذية للبصرة ومحافظات جنوبية أخرى لحماية المنشآت النفطية ومؤسسات الدولة.
وقال قائد العمليات اللواء علي المكصوصي لراديو سوا إن “قوات الأمن وضعت خططا لحماية شركات النفط الأجنبية والبنى التحتية وخاصة دوائر الكهرباء”.
تدفق النفط يسير بشكل طبيعي
من جهتها أكدت وزارة النفط سيطرة القوات الأمنية على الأوضاع في حقل غرب القرنة في محافظة البصرة ونفت الأنباء التي تحدثت عن إجلاء موظفين أجانب.
وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد لراديو سوا إن “المتظاهرين حاولوا الخميس اقتحام أحد المواقع النفطية في حقل غرب القرنة وتسببوا في إحراق أبنية وإتلاف بعض الأجهزة الكهربائية والعبث بها، فضلا عن الاعتداء على بعض الموظفين وأفراد القوات الأمنية”.
لكن الكاتب والإعلامي في البصرة عباس الجوراني أكد أن “حقل القرنة شهد الخميس عمليات إجلاء احترازية للعاملين الأجانب في شركة لوك أويل النفطية الروسية التي تدير الحقل”.
وأضاف لراديو سوا أن “عمليات الإجلاء تمت بواسطة مروحيات”.
وتدر صادرات النفط من البصرة أكثر من 95 في المئة من عائدات العراق، ومن شأن أي تعثر للإنتاج أن يلحق ضررا شديدا بالاقتصاد.
وقال الجوراني إن “البصرة أصبحت مدينة غير صالحة للعيش بسبب سوء أداء الحكومة وتردي الخدمات وشح المياه الصالحة للشرب”.
وأشار إلى أن المتظاهرين أقدموا مساء الأربعاء على إضرام النار في الإطارات في معظم شوارع ومناطق البصرة”.
وتعاني البصرة منذ عدة سنوات من سوء نوعية مياه الشرب وعادة ما تكون شديدة الملوحة نتيجة زحف المياه المالحة من الخليج إلى شط العرب بسبب انخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات.
وحذر عضو مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي من “اتساع نطاق التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها البصرة حاليا، في حال لم تتمكن الحكومة الاتحادية من حل المشاكل والأزمات التي تشهدها المدينة”.
وفي مسعى منها لتخفيف حدة التوتر أعلنت الحكومة العراقية تخصيص 10 آلاف فرصة عمل وتنفيذ خطط قصيرة ومتوسطة وبعيد الأمد لمشاريع خدمية في البصرة.
وقررت الحكومة نصب وحدة لتحلية المياه بطاقة ثلاثة آلاف متر مكعب وضخ كميات من المياه لشط العرب لتقليل الملوحة، فضلا عن زيادة ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين في البصرة.