تركيا ترجئ هجوما وشيكا ضد المقاتلين الأكراد في أعقاب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا

مصدر الصورة
Reuters
أعلنت تركيا الجمعة عن إرجاء عملية عسكرية وشيكة كانت أعلنت عنها ضد المقاتلين الأكراد شمالي شرق الفرات (شمال سوريا)، وابدت ترحيبا “حذرا” بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من المنطقة.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها في اسطنبول إن “مكالمتي الهاتفية مع ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية، فضلا عن التصريحات الأمريكية الأخيرة دفعتنا إلى التريث لفترة”.
بيد أنه استدرك بالقول “لكنها بالتأكيد لن تكون فترة مفتوحة”.
وكان الرئيس ترامب أعلن يوم الأربعاء قرارا مفاجئا بسحب القوات الأمريكية من سوريا، البالغ قوامها 2000، مشددا على أن تنظيم الدولة الإسلامية قد هُزم هناك.
وتعرض هذا القرار إلى انتقادات من بعض حلفاء الولايات المتحدة وبعض الساسة الأمريكيين من الحزبين الرئيسيين.
ويقول بعض المنتقدين إن خطوة ترامب قوضت ركيزة أساسية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وجعلت من الصعب التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب الأهلية السورية المتواصلة منذ أكثر من سبع سنوات.
وبالنسبة لتركيا أزالت هذه الخطوة مصدرا رئيسيا للخلاف والتوتر مع الولايات المتحدة، إذ لم ينقطع أردوغان عن انتقاد الدعم الأمريكي لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في قتالهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعد أنقرة هذه الوحدات منظمة إرهابية وتصفها بأنها امتداد لحزب العامل الكردستاني، الذي حارب طيلة ثلاثة عقود من أجل إقامة إقليم كردي مستقل بجنوب شرق تركيا.
وشدد أردوغان على القول إن “تركيا ليست لديها أطماع في الأراضي السورية ولكن موقفها واضح تجاه الهجمات الإرهابية التي تستهدفها من تلك الأراضي”.
وأضاف “أولويتنا ضمان أمن المنطقة، والخطوات التي نخطوها سواء مع روسيا أو إيران هدفها تحقيق الأمن”.
وأوضح أردوغان “سألنا ترامب: هل بوسعكم القضاء على داعش ( تنظيم الدولة الإسلامية)”.
وأكمل “نحن قضينا عليهم ويمكننا مواصلة ذلك مستقبلا… يكفي أن تقدموا لنا الدعم اللازم من الناحية اللوجستية . في النهاية بدؤوا (الأمريكيون) بالانسحاب، والآن هدفنا مواصلة علاقاتنا الدبلوماسية معهم بشكل سليم”.
مصدر الصورة
AFP
وسبق أن عبرت تركيا عن استيائها بشأن ما تقول إنه بطء تطبيق اتفاق مع واشنطن لسحب مقاتلي وحدات حماية الشعب من بلدة منبج الواقعة غربي نهر الفرات.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو “لدينا خارطة منبج. ناقشنا هل نستطيع تطبيقها بحلول وقت انسحابهم (القوات الأمريكية)”.
وأضاف “لذلك ثمة الكثير من الأمور التي يتعين على تركيا والولايات المتحدة تنسيقها معا … يجب أن لا يحدث أي فراغ تملؤه جماعات إرهابية”.
وكان أردوغان أعلن قبل نحو أسبوعين أن بلاده ستشن “خلال أيام” عملية عسكرية جديدة ضد مسلحين أكراد، تدعمهم الولايات المتحدة، شمالي سوريا.
وتسيطر “وحدات حماية الشعب” على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا على الحدود الجنوبية مع تركيا. وتخشى تركيا من أن يحكم الأكراد قبضتهم على الأراضي السورية وأن يشكلوا منطقة ذات حكم ذاتي على الحدود.
ونفذت تركيا عمليتين عسكريتين ضد الجماعة الكردية المسلحة في سوريا منذ عام 2016. وكانت العمليتان غرب نهر الفرات.
كان الهجوم الأول باسم “درع الفرات”، وبدأ في صيف 2016، ودام 8 أشهر، واستهدف تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد، وانتهى في مارس/ آذار 2017.
وشنت تركيا مطلع هذا العام عملية ثانية باسم “غصن الزيتون” ضد المسلحين الأكراد في منطقة عفرين. واستمرت العملية شهرين، أخلت خلالهما القوات التركية المدينة من المسلحين الأكراد.
ولكن القوات التركية تجنبت حتى الآن مهاجمة المسلحين الأكراد المدعومين من جنود أمريكيين شرق نهر الفرات.