زوات جميل حمدو
قصائدُ حزني من مراشِفِ أدمعي
وما زالَ بعضُ النّاسِ للحزنِ يدّعي
ومقياسُ آلامي برِخْتَرِ أحرفي
ينادي بموتي قبلَ هزّةِ مضجَعي
وفي كلِّ عامٍ كربةٌ إثرَ كربةٍ
يُشلُّ بها صَوتي وينْهارُ مسْمعي
فمِنْ أيِّ فقدٍ أرتجي صِلةَ لمِنْ
غدَوا خارجَ الدنيا ولكنّهمْ معي
يُواسونَني عَنهمْ وعنّي بِحُرقةٍ
وعنْ وطنٍ يمضي لمنحىً مُروِّعِ
وعَنْ ذِكرياتٍ حِينَ أنْشرُ بعضَها
على حبْلِ أشْواقي أُجَنُّ بمْخْدَعي
أواعِدُني للحُلمِ فَجراً ولا أفي
وكيفَ أفِيْ والليلُ يسْكنُ أضلُعي
ترجَّلَ عامَ البَينُ والفَقدُ دامِعٌ
وقهقهَ عامُ الذلِّ في رَوْعِ من يعي
فألْبَستُ عَينيَّ انكفاءَةَ خائبٍ
وقَلبيَ نُهبى وجدِيَ المُتصدِّعِ
ألملمُ مِنْ عُمْريْ بقاياهُ أدمُعاً
لأذرِفَها في حُرقةٍ وتَفجُّعِ
وأهرُبُ مِنْ نجوى جَوايَ بأحرُفي
فينزِفُ شِعريْ نزفَ جرحٍ مُضعْضعِ
فعنْ أيِّ عامٍ سوفَ أخبِرُ بعدَهُ
وفي كلِّ يَومٍ كانَ يأتي بأفظَعِ
حَرائقُ فيْ عَرْضِ البِلادِ وطولِها
خسائرُ لمْ ترأَفْ بثوبٍ مُقطَّعِ
أحاولُ تجسَيداً لَهُ فأخالُهُ
عجوزاً حَنى ظَهراً بأنفٍ مُجدَّعِ
فيا عَتباتِ العامِ دونَكِ حُرقتي
أتتْكِ بحرفٍ مُشفقِ الحُزنِ طَيِّعِ
أرتّبُ فِيها أمنياتِيْ لعلَّها
تُوافقُ وحيَاً مِنْ سَناكِ المشعشعِ
وتجلوْ سِنيَّ القَهرِ والقَحطِ والنّوى
وترأبُ شَيئاً مِنْ فُؤاديْ المُصَدَّعِ
وتَدنو ربيعاً بَعدَ طُولِ شِتائِهِ
ودفئاً لطيفاً بعْدَ بَردٍ مُقرِّعِ
على جمْرِ آلاميْ مشَيتُ لعلَّني
لدى ضفِّةِ الآمالِ يُصبحُ موقعي
كأنّيَ جَذْرُ السِّنديانِ تحَطَّبتْ
شُجَيرَاتُهُ فارتدَّ ينمو بأَفْرُعِ
ستنمو المُنى مهما تقادمَ عهدُها
لتحملَ بُشراها لجيلِ التطلُّعِ
وشاعرةٍ وافَتْ من الحرفِ غيهباً
فأرست مطاياها الوضاءَ ببلقعِ
بيارقُها إن رامتِ المجدَ شُرَّعٌ
تباهي بِذَودِ الحَيفِ عن كلِّ مطمع
إذا الشِّعرُ ما وافاكَ في أريَحيَّةٍ
فلا تكُ فيهِ _ مَنْ تكونُ _ بمدَّعي
وربَّ قَصيدٍ شاعَ من صِدْقِ لحنِهِ
وإنْ لمْ يَكنْ ربُّ القصيدِ بألمعِيْ