مجزرة سبايكر: جرحآ مفتوحآ
جريمة العصر ووصمة عار على جبين مرتكبيها

بفلم/عاصم الدليمي
في حزيران من عام 2014، شهد العراق واحدة من أبشع الجرائم التي اقترفت بحق الإنسانية، ألا وهي مجزرة سبايكر، التي راح ضحيتها أكثر من 1700 شاب عراقي أعزل، غالبيتهم من طلاب القوة الجوية وغيرهم من الطلاب في قاعدة سبايكر بمحافظة صلاح الدين، بعد أن تم أسرهم من قِبل عصابات “داعش” الإرهابية وتصفيتهم بشكل وحشي.
هذه المجزرة لم تكن مجرد حادث دموي آخر، بل كانت جريمة العصر بكل المقاييس، ووصمة عار لن تزول عن جبين كل من خطط وساهم وشارك أو صمت عنها. لقد جسدت أقسى أنواع الحقد الطائفي والوحشية، حيث أُعدم مئات الشباب لأنهم كانوا أبناء الجنوب، لأنهم كانوا شيعة، ولأنهم أحبوا وطنهم والتحقوا بجيشه.
الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار،
أولئك الذين صعدت أرواحهم إلى السماء وهم يهتفون بحب العراق، ويرددون أسماء أمهاتهم في لحظاتهم الأخيرة. كانوا ضحايا الجبن والخيانة والتطرف، ولكنهم أيضًا كانوا مشاعل نور ستبقى تضيء طريق الأجيال القادمة.
ومن بين ركام هذه الجريمة، خرج القليل ممن كتب الله لهم النجاة، ومنهم الناجي البطل “علي حسين الصكري”، الذي نجا ليحمل وجع الشهداء ويكون صوتهم الذي لا يُخرس، وصورتهم التي لا تُمحى. لقد عاش المأساة لحظة بلحظة، وشاهد بأم عينه ما لا يمكن تخيله من قسوة وبشاعة.
ختامًا،
هذه الصور المرفقة هي مع الناجي “علي حسين الصكري”، وهي ليست مجرد صور، بل وثيقة حيّة من قلب المأساة، تجسد آلام الشهداء، وتصرخ في وجه الصمت والتجاهل.
نعم، هذه هي ضريبة التشيع…
هذه هي ضريبة حب الإمام علي (عليه السلام).
حب عليٍّ ليس شعارًا، بل ثبات وموقف ودم يُراق على طريق الحق.
وستبقى سبايكر جرحًا مفتوحًا، حتى يُقتص من الجناة، ويُردّ الاعتبار للشهداء وعوائلهم