محسومة …


بقلم/عامر جاسم العيداني


هناك عبارة جديدة يتداولها بعض المثقفين بينهم ويروجون لها بين الناس حول الانتخابات وهي ( محسومة للأحزاب قبل الانتخابات ) .. لا نعلم كيف حسموها وما هي المعطيات التي استندوا عليها .
يقول أحد المثقفين أن السلطة والنفوذ للأحزاب المهيمنة على مفاصل الدولة ، وقد أسسوا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتقاسموا مناصبها بالمحاصصة وهم من يقرر حصة كل منهم من مقاعد وبالتالي توزع مناصب الوزارات والمحافظات حسب النسب من المقاعد ، كما يحدث ذلك كل دورة انتخابية واستنادا إلى ذلك لا يمكن تغيير الواقع السياسي والمشاركة في الانتخابات واعتبروها عملية عبثية .
ولكنهم نسوا أن الانتخابات السابقة رغم تدني نسبة المشاركة حصل تغيير كبير بحصول التيار الصدري على مقاعد كانت تؤهله لتشكيل الحكومة بالإضافة إلى المستقلين الذين لم يتخذوا القرار المناسب مع أي جهة ينضوون أو يأخذوا دورهم المناسب في تغيير الواقع السياسي. لو كانت هناك مشاركة واسعة واختيار الأشخاص المناسبين لتمثيلهم في مجلس النواب وعدم ترك مؤيدي الأحزاب التقليدية باختيار نفس الطاقم من جديد ، لحصل تغيير أوسع .
أن العزف على هذا الوتر والترويج له وخلق حالة اليأس بين المواطنين باعتبارهم القدوة ما هو إلا تدميرٌ للديمقراطية واستحقاقاتها، فبدلاً من أن يلعبوا دورا ايجابيا في توجيه المجتمع نحو اختيار ممثليهم ممن يثقون بهم وخلق قادة جدد يكون حرصهم أكبر على استقرار البلد وانتقاله إلى وضع سياسي افضل، ودعمهم لكي ينفذوا برامجهم في تنمية الاقتصاد الوطني والحفاظ على النسيج الاجتماعي الذي تشظى بسبب سياسات المحاصصة الطائفية والقومية والمناطقية .
إن انتخابات مجالس المحافظات على الأبواب والأحزاب التقليدية شدت أحزمتها بقوة وتدفع المال والتجوال في الاحياء الفقيرة تعرض عليها المساعدات والخدمات من اجل استمالتها لها خوفا من الخسارة، بالإضافة الى خوفهم من الاحزاب الناشئة والتي أخذت مساحة كبيرة في الوسط الشعبي والذي ادى الى تشظي قواعد البعض منهم ، ولكنهم قاموا باستخدام كافة الوسائل لتسقيط هذه الاحزاب الفتية وخاصة من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وبث الدعايات التي تحبط الناخب ومنها (محسومة للأحزاب قبل الانتخابات ) أو( لا يوجد تغيير ) وغيرها .
نؤكد كمتابعين، على إن المشاركة الواسعة بالانتخابات سوف تُحدث التغيير لأنها سوف تقلل الكوتا المطلوبة للفوز بالمقعد الواحد وذلك لقلة عدد ناخبي الاحزاب التقليدية مقابل الجمهور الواسع الذي من المفروض ان يقرر المشاركة وانتخاب المرشحين المستقلين، وان اصرار الاحزاب التقليدية على اجراء انتخابات مجالس المحافظات في وقتها المحدد مقابل الاشاعات التي تقول بأنها سوف تؤجل الغرض منها احباط نفسية الناخب، ودفعه لعدم المشاركة فيها .
ويضاف الى ذلك ان اجراء الانتخابات اصبح من الضرورة المؤكدة والمهمة لمن يريد خوضها للحصول على مقاعد السلطة في المحافظات لتكون قاعدة نفوذ ومالاً للانتخابات النيابية القادمة والاستحواذ على موقع السلطة المتقدم، وخوفا من حدوث خسارة اخرى كما حدث في الدورة السابقة والتي كادت تعصف بالنظام السياسي بأكمله وحدوث فوضى وعدم استقرار .
وهنا نقول على المثقف أن يلعب دورا ايجابيا في دعوة الجمهور للمشاركة الواسعة في الانتخابات لأنها الفرصة الديمقراطية المهمة للتغيير، ولا يمكن ان يحصل ذلك بالانزواء وترك المشاركة لتعود عجلة المحاصصة تدور وتطحن حقوق الشعب وبعثرة ثروته والتسلط على رقبته ويتعمق الفقر والمرض والجهل ، ونشدد على انه حان وقت النهوض والثورة والتغيير بالإصبع البنفسجي .