مقالات

محمود ابو العباس بين فخر الأبوة وتألق المسيرة الفنية

سجى اللامي

لطالما كان الفن العراقي حاضراً بقوته وإبداعه يروي حكايات الوطن ويجسد تاريخه المليء بالتضحيات، وفي رمضان هذا العام، حملت الدراما العراقية عملاً وطنياً بارزاً جسّد بطولة أحد شهداء العراق، فكان لمسلسل “النقيب” أثرٌ كبير في قلوب المشاهدين، لا سيما عندما جسّد الفنان الدكتور حيدر محمود أبو العباس شخصية الشهيد البطل حارث السوداني، وهو الدور الذي نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء
لكن خلف هذا النجاح، كان هناك مشهد مؤثر آخر، لا يقل قوة عن أي عمل درامي، وهو مشهد الفنان الكبير محمود أبو العباس وهو يرى ابنه يتألق على الشاشة،هذا الشعور الذي لا يمكن وصفه بالكلمات، حيث امتزجت فرحة الأب بفخر الفنان، وهو يشهد امتداد مسيرته الفنية في ابنه، ليؤكد أن الإبداع يولد من الإبداع، وأن الموهبة الحقيقية لا تورَّث فقط، بل تُصقل بالإرادة والالتزام.

السوداني والعلوي… اهتمام بالفن والفنانين

خلال لقاء جمع دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بنخبة من الفنانين العراقيين، كان هناك اهتمام خاص بمتابعة المسيرة الفنية للشباب المبدعين، ومن بينهم حيدر محمود أبو العباس، الذي لفت الأنظار بأدائه المتميز في “النقيب”،السوداني أثنى على هذا العمل وعلى أهمية توثيق البطولات العراقية الحقيقية، ما يعكس توجه الحكومة لدعم الدراما الوطنية التي تسلط الضوء على تضحيات أبناء العراق.

وفي موقف آخر يعكس الاهتمام المحلي بالفن، التقى محافظ بغداد السيد عبد المطلب العلوي بالفنان الكبير محمود أبو العباس، حيث دار الحديث حول أهمية دعم الثقافة والفن، وخصوصاً مشروع ترميم مسرح الطليعة في الوزيرية ليكون منصة حقيقية للفنانين والمسرحيين
كما أشاد المحافظ بالحصول على إجازة رابطة فنون مسرح الطفل، التي ستعمل على تطوير وتنظيم الفرق المسرحية المخصصة للأطفال في العراق.

الدراما العراقية… بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل

في زمن تعجّ فيه الساحة الفنية بأعمال متباينة الجودة، تظهر بين الحين والآخر أعمال درامية تحمل رسالة سامية وترتقي بالذوق العام، وهو ما شهده رمضان هذا العام، فبينما نجد بعض الإنتاجات التي لا تضيف للفن شيئاً، نجد في المقابل أعمالاً تعكس هوية العراق وثقافته، يقدّمها فنانون حقيقيون يحملون رسالة الفن بصدق وإخلاص.
إن مثل هذه الاجتماعات والاهتمامات الحكومية تعطي أملاً بأن هناك من يقدّر دور الفن في بناء المجتمع، وأن هناك إرادة حقيقية للنهوض بالدراما العراقية وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية، وبين فخر الأب، ونجاح الابن، ودعم المسؤولين، تبقى الفن رسالة خالدة تنقل حكايات العراق إلى الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى